السبت، 24 ديسمبر 2011

عبد المسيح انطاكي ...


أزين ملحمتي الغرا و أحليها بحمد ربي فليحمده قاريها

و بالصلاة على طه و حيدرة قد كنت بادئها برا و منهيها

و بعد قد وفق الله العبيد إلى هذي القصيدة مع ضافي حواشيها

نظمت سيرة مولانا أبي حسن فيها على قدر إدراكي خوافيها

فما عرفت له في الدين مأثرة إلا و كنت مع الإخلاص راويها

و بعض آثاره ما جئت أذكره و لم أزل عاجزا عن ذكر باقيها

تحصى النجوم و لا تحصى مناقبه فكيف لا يدرك الإعياء محصيها

من يرج أن يتولى مدح حيدرة بغر آثاره وصفا و تشبيها

رجا المحال و أعيا عن بلوغ أما نيه من المرتضى أو ما يدانيها

فهذه يا ذوي الألباب ملحمتي أملي عليكم بالتقوى أماليها

و إنها خير تاريخ لنشأة دين الله مع ما جرى بين الورى فيها

وقد جهدت على عجزي و نية إخلاص لبيت رسول الله أنويها

أن أدركن بها رضوان حيدرة و من به شغفوا حبا و تدليها

و تلك بغية مملوك المعز حبيب المرتضى ما سواها رحت أبغيها

تزلفا لأميري الأريحي عميد العرب من بات للخيرات داعيها

و هو الذي في رضى طه و حيدرة و ابنيهما يبذل الدنيا و يعطيها

و نفسه في هوى بيت النبوة من كل البرية معروف تصبيها

ما كنت شاعره إن لم أجد بمدا ئح العلي التي ما انفك يرويها

منه عرفت أمير المؤمنين و أيديه الحسان التي قد كان يسديها

و ها أنا ناظم ما كان ينثره على محبيه من غالي دراريها

و بالوفاء و بالإجلال أرفعها إلى معاليه في زاهي تلاليها

شكرا على النعم الجلى التي لقيتنا من يديه و ما زلنا نلاقيها

و إنها نعم السردار أرفع أغنتنا و كم معنا أغنت عوافيها

و خزعل قد تولى في مكارمه العقول فهو مع الأجسام يغذيها

فكان مرشدها الأسمى و واعظها و كان للحق داعيها و هاديها

و هذه الطرفة الحسناء قد فخرت في الإنتماء إليه في تأبيها

و إنها قبة من نوره اقتبست لظلمة الجهل كي تجلو دواجيها

أو انها للورى من وفر حكمته شريعة بالهدى فاضت مجاريها

و إنني باسمه المحمود أعرضها على الأغارب في زاهي تجليها

بها أردد آيات الثناء عليه و الوفاء له تالله موحيها

و كي اسهل تسهيلا تلاوتها على الملا لم أدعها في تتاليها

لكنني بعناوين مفصلة أوضحت للقارئ الذاكي فحاويها

و قد توسعت في مجرى حوادثها بما نثرت عليها من حواشيها

وجئت بالنص من أقوال حيدرة وهي التي زينت نظمي من معانيها

و لم تكن غير نعمى خزعل فله ثواب قارئها التاقي و منشيها

و الله كالئه ذخرا لأمته يحيي بهمته العليا أمانيها


========================================================


وإنها فزَّةٌ بين النساء فلا                 بنتُ الحواءَ تدنو من معاليها
ومن يُشعُّ شَعَاعَ الشمس جبهتُها        و لا تُلالي إذا لاحت كلاليها
هي الجديرةُ بالكُفءِ الكريم لها      مَن  بالمفاخِرِ والعُليا يُحاكيها
والعُرْبُ تطلبُ أكفاءٌ                 تَزّوجُهُمْ بناتها سّنيةُ تأبى تعدّيْها
وكُلُ عقدٍ بغير الكُفءِ تحسَبُهُ     عاراً عليها لدى الأقرانِ يُخزيها
فمن يليقُ ببنتِ المُصطفى حسباً     ومَن مِن العَرَب العَربَاء كافيها
ومَن يناسَب طه كي يُصاهَرهُ      وهي المصاهرّةُ المسعودُ مُلقيَها
غيُر العليّ حبيب المصُطفى و     له  سَبَقُ الهدايةِ مُذ نادى مناديها
فانه بعدَ طه خيرُ من ولدَتْ            قُريشَ مُنذَ برا الباري ذراريها
و أنه بطلُ الإسلامِ تعرفُهُ            تلك الحروب التي أمسى مُجليّها

اصحاب الكساء في ادلة قديمة


بسم الله الرحمن الرحيم

    قامت لجنة مشتركة من عدة دول  باللغات القديمة   وبعلم الاثار  بمحاولة  حل  رموزة   واستغرق  الامر  عدة شهور  حتى تمكنت اللجنة  من ترجمته  واعلنت النتائج  في   3/ 1 /  م1920م   فكانت المعلومات  تشير الى ان هذا لوح  سليمان  المقدس  زبهذا الشكل مرتب   في اللوح وكانت ترجمته  كالاتي :     الله                                                                     احمد                                                                    ايلي                                                                باهتول                                                                  حاسن                                  
      حاسين 
  ياه احمد ا   مقذا  
   اغثني ياه ايلي    
    انصطاه = ي يا علي
 اعني  ياه باهتول  ا كاشي    اي يا بتول     برعايتك
   حا ا               ضومظع =
        اي يا حسن    بكرمك  
                                                                                  حياه   حاسين بارفو = يا حسين                                                                                                                                                     احسن امو سليمان  صوه  عثخب زالهلادافتا اي =    هذا سليمان  يستغيث  لاخمسة العظماء  بذات الله (الاولياء )                                                 بذات الله كم ايلي = اي على قدرة الله 
وتقرر وضع اللوح في متحف الملكي  البريطاني      الا ان الاسق البريطاني الاعظم  واسمة    

   LORD  BISHOP
 طلب وضعه في امانة
السر للكنيسة البريطانية  ومما يجدر بالذكر  ان 
اثنين
من علماء الاثار  قد اعنقا الاسلام  بعد ذلك  وهما  

 وليم  وتامس
 فاطلق الاول على اسمه  كرم حسين  والثاني  فضل حسين

آخر قصيدة للشيخ الوائلي وهو يودع ابو عبد الله الحسين عليه السلام.. .... لروحه نهديه الفاتحـة...



"
لَــكَ مـنّــي رســالــة من أنــيــنٍ "

أيهـا الرملـة التـي حضـنـت..... جسـم حسـيـنٍ ولَفَّعَـتْـهُ رِداء َ
بلّغـي عنـي السـلام حسيـنـا..... واحملينـي استغـاثـة ً ونــداء َ
واسكبينـي دمعـاً علـى رَملَـكِ..... الأسمـر يجـري محبّـة وولاء
وامزجيـنـي بـآهـة ٍ نَفَثَتْـهـا..... زينـبُ يـوم قـاسـت الأرزاء
وبآهـاتِ نسـوة ٍ مـنـذ يــوم..... الطّـف لـلآنَ ألهبَـتْ كربـلاء
خَبِّريهِ بأننـي لـم أَعُـدْ أقـوى..... علـى حـمـل مــا أَرَدتُ أداء
لَـمْ أَعُـدْ ذلـك النعيـت الـذي..... يحمـل ذكـراه لوعـة وشجـاء
ويناغـي بـوجـدهِ ساجـعـاتٍ..... كَـمْ حملـنَ الحنيـنَ والأصـداء
وأواسـي بـه النَّبـي وأشجـي..... لعـلـيٍّ وأُسْـعِـدُ الـزّهــراء
عشرات السنيـن وهـو بثغـري..... نَغَـمٌ عــاش يَسْحَـرالأجـواء
نَغَمٌ يحمـل البطولـة والأمجـاد..... فـي كـل مهـدهـا والـفـداء
ويحـثُّ الدنيـا لتـزرعَ أغلـى..... تضحـيـاتٍ وتَـحْـصُـدُ الآلآء
رَغْمَ أنَّ المُصاب شـيء ٌ يفـوق..... الوصفَ وَقْعَاً ويُعْجِزَ الإحصـاء
وسِمَـار السَـرَّاء لا تَتَأتَّـى دون..... أن يحتسـي الفتـي الـضَـرَّاء
سيـدي إننـي إلـيـك انتـمـاء ٌ..... ولـو أنِّـي لا أبلـغ الإنتـمـاء
وطموحات الطين والحمأ المسنونِ..... هيـهـات تبـلـغُ الـجـوزاء
.
بـكـم وأُمَـنِّـي النّـفـس..... أن تسعـد المُـنـى الإدِّعــاء
فأعدني إلـى رحابـك يـا مـن..... يحمـل النُبـل كلّـه والـوفـاء
واسـأل الله يـا دمــاً بــارك..... الأرض وأَرْضَى بما توخَّى السّماء
سَلْهُ دفع السِّقـام عنـي بلُطْـفٍ..... منه عَمَّ الدنيـا، ويُشْفـي الـدَّاء
فَـيَـداهُ مبسوطـتـان لمثـلـي..... يُنفق الفضل فيهما كيـف يشـاء
يا حُسيناً يـا مـن شَـدَوْتُ بـه..... صُبْحاً، وناجيته بوجـدي مسـاء
لَـكَ منّـي رسالـة مـن أنيـنٍ..... في تضاعيفـه سَكَبْـتُ الرّجـاء
أَتَقَـرَّى بهـا جِــداك مُلِـحَّـا..... وأُرَجِّي مـن الحضـور الدُّعـاء
وأنادي يا من كسبـت الضحايـا..... سُلَّـمَ المجـد ســادة ً شُـهـداء
إنّ أجواء نـا ظَـلامٌ، فَعَلِّمْـنـا..... بـأنْ نُسْـرِجَ الدِّمـاء ضـيـاء
وتقبّـل منّـا مـواسـم قـامـت..... لتواسـي الأئـمـة َ الأصفـيـاء
وأعِدْنـا للصّاعـدات وألهِمـنـا..... بـأَنْ نَحْمِـلَ الحسيـنَ لِــواء

وللشيخ عبد الحسين شكر ايضا يرثي الحسين عليه السلام:

دهـى الكون خطب فسد الفسيحا = وغـادر جـفن الـمعالي قريحا
ورزء عـرا الـمجد والمكرمات = فـأزهق مـنهن روحـا فـروحا
أطـلت عـلى الـرسل أشـجانه = فـأشجى الـكليم وأبكى المسيحا
وأوقـد بـالحزن نـار الـخليل = وجـلبب بـالثكل والـنوح نوحا
وغـيـر عـجيب اذا زلـزلت = فـوادحـه عـرشها والـصفيحا
حـقـيق قـوائـمه أن تـمـيد = ففي الطف أضحى حسين طريحا
وان لا نرى الشمس بعد الطفوف = وقـد غـيرت منه وجها صبيحا
أتـصهره الـشمس وهو ابن من = بمرأى من الناس كم رد يوحا
ذبـيـح فـيـاليتما الـكـائنات = فـدته اذ الـكبش يـفدي الذبيحا
عـقرن جـياد بـها قـد غـدا = مـن الـعدو جسم ابن طه جريحا
فـقد سـودت أوجـه الـعاديات = وكـسرن لـلدين جسما صحيحا
بـرغـم بـني هـاشم هـشمت = جـوارحه فـاستحالت جـروحا
تـهـشم أنـوار قـدس هـوت = وفي غرة العرش كانت شبوحا
تــروح وتـغدو عـلى مـاجد = لأحـمد قـد كـان روحا وروحا
يـرغـم نــزار غـدا رقـهم = لـسـبي حـرائـرهم مـستبيحا
فـواقـد ثـكلى تـروم الـمناح = فـتمنع بـالضرب من أن تنوحا
وزيـنـب تـدعو وفـي قـلبها = أسـى تـرك الـجفن منها قريحا
أغـثني أبـي يا غياث الصريخ = ومـن فـي الحروب أبان الفتوحا
وقـم يـا هـزبر الـوغى منقذا = حـرائر طـه وشـق الضريحا
تـكـتم مــن خـيفة شـجوها = فـتستمطر الـعين دمـعا سفوحا
صـبرت وكـيف عـلى فـادح = بـرى الاصـطبار وسد الفسيحا
ألـم تـدر حـاشا وأنـت العليم = الـى قلبك الوحي لا زال يوحى
بــأن سـنانا بـراس الـسنان = مـن الـسبط عـلا محيا صبيحا
عـلى مـنبر السمر يتلو الكتاب = فـيخرس فـيه الخطيب الفصيحا
وان ابـن سـعد عـليه اجـال = مـن الـسابحات سـبوحا سبوحا
فـيـا لـرزايـا لـقـد طـبقت = غـيـاهبها أرضـها والـصفيحا
أبـت تـنجلي بـسوى صـارم = بـنصر مـن الله يـبدي الفتوحا
بـكـف امــام اذا مــا بـدا = تـرى الـخضر حاجبه والمسيحا
يـثـير لـتـدمير آل الـضلال = كـصرصر عاد من الحتف ريحا

احرم الحجاج ( الشيخ حسن الدمستاني )



أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور = وانا المحـرم عـن لذاته كـل الدهور
كيف لا احرم دأبا ًناحراً هـدي السـرور = وانا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى =ان يرى حق بنيـه حرمـاً معتكفـا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفـا = وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عينا لبس سربال الاسى = واتخاذ النوح ورداً كل صبـح ومسـا
واشتعال القلب احزاناً تذيـب الانفسـا = وقليل تتلف الارواح فـي رزء الحسيـن
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى = لائذاً بالقبـة النوراء يشكـوا اسفـا
قائلاً ياجد رسم الصبر مـن قلبي عفى = ببلاء انقض الظهـر وأوهى المنكبـين
صبت الدنيا علينا حاصباً مـن شرهـا = لم نذق فيها هنيئـاً بلغـةً من بُرهـا
ها أنا مطرود رجس هائـم فـي بَرهـا = تاركا ًبالرغم مني دار سكنى الوالديـن
ضمني عندك يا جداه فـي هذا الضريح = علني ياجد من بلـوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح = فعسى طود الاسى يندك بيـن الدكتيـن
جد صفـو العيش مـن بعدك بالاكدار شيب = وأشاب الهـم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا مـن داخل القبـر بكاء ونحيب =ونـداء بافتجـاع يا حبيبـي ياحسيـن
انت ياريحانـة القلب حقيـق بالبـلاء = انمـا الدنيـا اعـدت لبـلاء النبـلاء
لكـن الماضي قليـل فـي الذي قد أقبلا = فاتخذ ذرعين مـن صبر وحسـم سابغين
ستذوق الموت ظلما ًظاميـا ًفـي كربلا = وستبـقى فـي ثراهـا عافـراً مجنـد
وكأنـي بلئيـم الاصل شمراً قـد عـلا = صدرك الطاهر بالسيف يحـز الودجيـن
وكأني بالأيـامى مـن بناتـي تستغيـث = سغباً تستعطف القوم وقـد عـزّ المغيـث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث = بينهـا السجاد فـي الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قـرة عين المـصطفى والمرتضى = رحمـةً للآل لا سخـطا ً لمحتـوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا = مقتدى الأمـة والي شرقهـا والمغربيـن
حيـن نبأ آلـه الغـر بما قال النبـي = اظلـم الافـق عليهـم بقتـام الكـرب
فكأن لـم يستبيـنوا مشرقـا ًمـن مغرب = غشيتهـم ظلمـات الحـزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق = يقطـع البـيدا مجداً قاصد البيت العتيـق
فأتتـه كتـب الكـوفـة بالعهـد الوثيق = نحـن انـصارك فاقـدم ستـرى قرة عين
بينمـا السبـط باهليـه مجـداً فـي المسير فاذا الهاتـف ينعاهـم ويدعـوا ويشيـر
ان قـدام مطاياهـم مناياهـم تسيـر = ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعـلا صهـوة ثـان فأبى ان يرحـلا = فدعـى في صحبـه يا قوم ما هذي الفلا
قيـل هـذي كربـلاءٌ قـال كربٌ وبلا = خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكريـن
هـا هـنا تُنتـزع الارواح مـن اجسادهـا = بظبى تعتـاض بالاجساد عـن اغمادهـا
وبهذي تُحمـل الامجاد فـي اصفادهـا = فـي وثـاق الطلقـاء الادعيـاء الوالديـن
وبهـذي تيـأم الزوجـات مـن ازواجهـا = وبهـذي تشـرب الابطال مـن اوداجهـا
وتهـاوى انجم الابـرار عـن ابراجهـا = غائبات فـي ثرى البوغاء محجـوبات بين
وأطلتهـم جنـود كالجـراد المنـتـشر = مع شمر وابن سعد كـل كـذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر = واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبـون البـيض اذ تلبـس فيض القلل = بيـض انـس يتمايلـن بحمـر الحـلل
فيـذوقـون المنـايـا كمـذاق الـعسل = شاهدوا الجنـة كشفـاً ورأوهـا رأي عين
بأبي انجم سعـد فـي هبـوط وصعـود = طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح مـن بعـض السعود = كيف لا تسعد فـي حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تُـمٍ خسفـت بيـن الصفاح = وشموساً من رؤوس فـي بروج مـن رماح
ونفوساً منعـت ان تـرد الماء المبـاح = جرعـت كـأسي اُوام وحمـام قاتليـن
عندها ظل حسين مفرداً بيـن الجمـوع = ينظر الآل فيذري من اماقيـه الدمـوع
فانتظى للذب عنهـم مرهف الحد لموع = غرمـه يغريـه للضرب نمار الصفحتيـن
فاتحاً من مجـلس التوديع للأحباب بـاب = فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب
موصي الاخت التي كانت لها الآداب دأب = زينب الطهـر بأمـر وبنهـي نافذيـن
أخت يازينـب أوصيـك وصايا فاسمعـي = انني في هـذه الأرض ملاقٍ مصرعـي
فاصبري فالصبر مـن خيم كرام المترع = كل حي سينحيـه عن الأحياء حين
في جليل الخطب ياأخت اصبري الصبر الجميل = ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل
واتركي اللطم على الخد واعلان العويل = ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمـي = اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
واذكري اني فـي حفظهـم طٌل دمي = ليتنـي بينهـم كالانف بيـن الحاجبـين
أخـت آتينـي بطفلي أره قبل الـفراق = فأتت بالطفـل لا يهدأ والدمـع مراق
يتلوى ظمـأ والقلب منـه فـي احتراق = غائر العينيـن طاو البطن ذاو الشفتيـن
فبكـى لمـا رآه يـتلظـى بـالأوام = بدمـوع هـاميات تخجل السحب السجـام
ونحـا القـوم وفي كفيـه ذيـاك الغـلام = وهمـا من ظمإ قلباهمـا كالجمرتيـن
فدعا في القوم يا للـه للخطب الفظيع = نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيـع
لاحظوه فعليـه شبـه الهادي الشفيـع = لا يكن شافعكم خصمـاً لكم في النشأتين
عجلوا نحوي بماء اسقـه هذا الغلام = فحشاه مـن أوام فـي اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عـن القول بتكليـم السهام = وإذا بالطفل قـد خر صريعـا لليدين
فالتقى ممـا همـا من منحر الطفل دما = ورماه صاعداً يشكوا الى رب السمـا
وينادي يا حكيم انت خير الحكمـا = فجـع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغار السبط للجلي بمأمـون العثار = اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار = ذكـر القـوم بـبدر وبـأحد وحنيـن
بطل فرد من الجمع على الابطال طال = أسد يفترس الاسد عـلى الآجال جـال
مالـه غير اله العرش في الاهوال وال = ماسطى فـي فرقـة الا تولت فرقتين
مالـه فـي حومـة الهيجاء في الكر شبيه = غير مـولانا علي والفتى سر أبيـه
غير ان القـوم بالكثرة كانوا متعبيـه = وهـو ظـام شفتاه اضحتا ناشفتين
علة الايجاد بالنفس على الامجاد جاد = ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد
كم لـه فيهم سنان خارق الاكباد باد = وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
دأبه الذب الى ان شب في القلب الأوام = وحكى جثمانـه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام = وعراه مـن نزيف الدم ضعف الساعدين
فتدنى الغادر الباغي سنان بالسنان = طاعنا صدر امامي فهوى واهي الجنان
اشرقت تبكي عليه اسفاً حور الجنان = وبكى الكرسي والعرش عليـه آسفين
ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامح = أ حسين خر ام برج السماك السابح
ام هـو البدر وقد حل بسعد الذابح = ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
اي عينين بقان الدمـع لا تنهرقان = وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمـه والطين فـي منحره مختلطان = ولـه قدر تعالى فوق هام الشرطين
لهف نفسي اذ نحا اهل الفساطيط الحصان = ذاهلاً منفجعـاً يصهل مذعور الجنـان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان = خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
ايها المهـر توقف لا تحم حول الخيام = واترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كيف تستقبلهـم تعثر في فضل اللجام = وهـم ينتظرون الآن اقبال الحسين
مرق المهر وجيعاً عالياً منـه العويل = يخبر النسوان ان السبط في البوغا جديل
ودم المنحر جار خاضب الجسم يسيل = نابعـاً من ثغرة النحر كمـا تنبع عين
خرجت مذ سمعت زينب اعوال الجواد = تحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت ان اخاها عافراً في بطن واد = ودم الاوداج منـه خاضباً للمنكبين
مذوعت ما لاح من حال الجواد الصاهل = صرخت مازقة الجيب بلـب ذاهل
وبدت من داخل الخيمات آل الفاضل = محرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
وغدت كلٌ من الدهشـة تهوي وتقوم = انجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس ان تبدوا النجوم = يتسابقن الى موضع ما خر الحسين
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر = يهبر الاوداج منـه بالحسام الباتر
فتساقـطـن عـليـه بفـؤاد طائـر = بافتجـاع قـائـلات خـل ياشمر حسين
رأس من تقطـع ياشمر بهذا الصارم = ليس من تفري وريديـه بكبش جاثم
ان ذا سبط النبي القرشي الهاشمي = ابواه خير اللـه فذا ابن الخيرتين
ارفع الصارم عن نح الامام الواهب = عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب = وهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع = بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع = يتلظـى بظمـاه حـافصاً بالقـدميـن
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق = وبيمناه يسار لـدم العسر يريـق
وعلى الناس له عهداً من اللـه وثيق = انه الحجة في الارض ومولى الملوين
ما افاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم = وانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبرى الرأس وعلاه على رمح قويم = زاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين
شمس أفق الدين اضحت في كسو بالسيوف = وتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوف
فأصاب الشمس والبدر كسوف وخسوف = لكن الافق مضيء بسنا راس الحسين
ذبح الشمر حسينا ليتني كنت وقاه = وغدا الاملاك تبكيـه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه = صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
فتك العصفور بالصقر فيا للعجب = ذبح الشمر حسيناً غيرة اللـه اغضبي
حيدرٌ آجرك اللـه بعالي الرتب = ادرك الاعداء فيـه ثأر بدر وحنين
أعين لم تجر في أيام عاشورا بمـا = كُحلت وحياً اماقيهـا بأميال العمـا
لأصبن اذا ما أعوز الدمـع دمـا = لأجودن بدمع العين جود الاجـودين
عجباً ممن رسا في قلبه حب الامام = كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بل ارى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام = أ سواءٌ فقـد فرخيـن وفقـدان الحسين
كيف لا يبكي بشجو لا بن بنت المصطفى = انـه كان سراجـا ً للبرايـا وانطفا
حق لو في فيض دمع العين انساني طفا = واغتدى الجاري مـن العين عقيق لا لجين
أ يزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير = ثمل نشوان مـن خمر لـه الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير مـن هجيـر = ساغباً ضمآن يسقى مـن نجيـع الودجيـن
حطم الحـزن فؤادي لحطيـم بالصفـا = ولهيف القلب صاد وذبيـح مـن قفـا
ولعـار فـي وهـاد فوقـه السافي سفا = صـدره والظهـر منـه اصبحـا منخسفين
ولـرأس نـاضر الوجـه برأس الذابل = ولقانـي فيـض نحـر غاسـل للعاسل
ولعـان هـالك النـاصر واهي الكاهـل = وبنات المصطـفى لهفي على عجف سرين
بينمـا زينـب قـرحى الجفن ولهاء ثكول = تذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجول
تنـدب النـدب بقلب واجف وهي تقول = قـد أصابتنـي بنور العين حسادي بعين
واذبيحـا مـن قفـاه بالـحسام البـاتـر = واصريعـا بعـراه مـا لـه مـن ساتر
واكسيـرا صلـواه بصليـب الحـافـر = وارضيـضا قدمـاه والقـرى والمنكبـين
واخطيبـاه جمـالـي وجمـال المنـبر = واقتيـلاه ولكـن ذنبـه لـم يُخبـر
واطريحـاه ثـلاثا بالعـرا لـم يُقبـر = واشهيـداه ومـن للمـصطفى قـرة عيـن
يا أخي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس = مقريـا للضيـف والسيـف نفـيسا ونفوس
كيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوس = بعدمـا دسـت على اوج السهـى بالقدميـن
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد = بقيـت بعـدك شعثـا ً فـي كِلال وحـداد
قطنـت اجفانهـا فالقلـب كالقـالب صاد = اشبـه الاشيـاء بالقـرآن بيـن الدفتيـن
حـزب حرب ايـن انتـم مـن سجايـا هـاشم = اذ عفـو عنكـم وقد كنتـم حصيد الصارم
ان فـي هـذا لسـر بيـن للفـاهـم = ان آثـار القبيليـن عصيـر العنصريـن
جـدنا عاملكـم فـي الفتـح بالصفـح الجميل = مالكـم صيرتمونـا بيـن عـان وجديـل
وعلى جيـل قفوتـم اثرهـم لعـن الجليـل = وعـذاب مستطيـل لـن يـزولا خالـدين
سادتـي حزنـي كحبـي لكـم باق مقيـم = هبـة مـن عنـد ربي وهو ذو الفضل العظيم
قـد صفـا الـحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم = واكشفـوا فـي الحشر كربي واشفعوا للوالدين
حسن ما حسن منـه سوى حفـظ الوداد = وولاء فـي بـراء وصفـاء الاعتقـاد
وهو كاف في اماني من مخاويف المعاد = انمـا الخـوف لمن لـم يعتقد فضل الحسين
والتحيـات الوحيـات وتسليـم السـلام = لسراة الخـلق فـي الـدنيا وفي دار السلام
ذائبـات ابـد الآباد مـا تـم كـلام = او محـا اللـه ظلامـا بضيــاء النيريـن

عبد الباقي باشا العمري


قـضى نـحبه في يوم عاشور من غدت = عـليه الـعقول الـعشر تـلطم بالعشر
قـضى نـحبه فـي نـينوى وبها ثوى = فـعطر مـنها الـكائنات ثـرى الـقبر
قـضى نـحبه فـي الطف من فوقه طفا = نـجيع كـسا الآفـاق بـالحلل الـحمر
قـضى نـحبه مـن راح للحرب خائضا = بـبحر دم فـانصب بـحر عـلى بحر
قـضى نـحبه والـبيض تـكتب أحرفا = بـها نـطقت فـي الطعن ألسنة السحر
قـضى نـحبه والـشمس فـوق جبينه = تـحـرر بـالانـوار سـورة والـفجر
قـضى نـحبه والـكون يـدمي بـنانه = ويـخدش مـنه الـوجه بـالسن والظفر
قـضى نـحبه وال حـور مـحدقه بـه = كـما أحـدقت فـي بـدرها هالة البدر
قـضى نـحبه والـدين أصـبح بـعده = الـى الله يـشكو مـا عـراه من الضر
قـضى نـحبه طـود بـه طـار نعشه = الـى الـملأ الاعـلى بـأجنحة الـنسر
قـضى نـحبه مـن لـلقوارير قد وقى = ومـا قـد وقـتها آل صـخر من الكسر
قـضى نـحبه مـن يـتبع الظيم بالظما = ويـجرع فـي الـهيجاء مـرا على مر
قـضـى نـحبه روح الـوجود وسـره = ومـرقده فـي كـربلا مـوضع الـسر
قـضـى نـحـبه والامـر لـله وحـده = بـما تـقتضيه الـحكم مـن عالم الامر
قـضى نـحبه ريـحانة المصطفى التي = تـفـوح لـيوم الـنشر طـيبة الـنشر
قـضى نـحبه ابـن الانزع البطل الذي = أذاق الردى عمرا وأعرض عن عمر (1)
قـضى نحبه ابن الطهر سيدة النسا = سـليلة فـخر الـكائنات أبـي الغر
قضى نحبه الوتر الحسين فمن قضى = بـمأتمه نـحبا قـضى واجب الوتر
قـضى نحبه الفرد الذي هو خامس = لاهـل كـسامنه اكتسى الفخر بالفخر
قـضى نـحبه والـثغر يفتر باسما = بـوجه الـمنايا وهـي فاغرة الثغر
قضى نحبه ابن الصنو حيدر من غدا = أبـوه حريا في أخى اشدد به أزرى
قـضى نـحبه فـي جنة الخلد ثاويا = ومـتكأ فـيها عـلى رفرف خضر
قـضى نـحبه أزكى السلام عليه ما = تـكرر فـي أنـداء مـأتمه شعرى

وقال أيضا في شهر المحرم مخمسا لهذه الابيات:

قد سل نصل محرم من غمده = يفري قلوب الطاهرات بحده
كيف التجلـد والعزا من بعده = ان الاثير على تقـادم عهده
بغدوه ورواحه المتعدد

لما رأى بالعين من حدثانه = رأس الحسين بدا برأس سنانه
والشلو منه مقطعا بطعانه = ما كرر الاعوام فـي دورانه
وبدوره الايام لم تتجدد

ودموعه من عينه لم تسجم = وبكاؤه من رعده لم يصرم
ولهيبه من برقه لم يضرم = الا ليشهد عشر كل محرم
بالطف مأتم آل بيت محمد

للشيخ عبد الحسين شكر ايضا يرثي الحسين عليه السلام:

هـبوا بـني مضر الحمرا على النجب = قـد جـذ عـرنينكم فـي صارم الغلب
سـلـت أمـي حـدادا مـن مـغامدها = قـادت بـها الصعب منكم بل وكل أبي
ومـعرك غـادر ابن المصطفى غرضا = لأسـهم غـير قـلب الـدين لم يصب
لـلـه أعـبـاء صـبـر قـد تـحملها = لـم يـحتملها نـبي أو وصـي iiنـبي
فـان تـكن آل اسـرائيل قـد حـملت = كـريم يـحيى عـلى طشت من الذهب
فـآل سـفيان يـوم الـطف قد حملت = رأس ابـن فـاطمة فـوق القنا السلب
وهـل حـملن لـيحيى فـي السبا حرم = كـزيـنب ويـتـاماها عـلى الـقتب
هل سيروا الرأس فوق الرمح هل شربوا = عـليه هـل قـرعوه الـثغر بالقضب
هـل قـنعت آلـه الاسـواط هل سلبوا = مـنها الـمقانع بـعد الـخدر والحجب
كـل تـنادي ولا غـوث يـجيب نـدا = أيـن الـسرايا سـرايا اخـوتي وأبـي
وان يـكن يـونس آسـاه مـذ نـبذت = جـثمانه الـحوت في قفر الفضا الرحب
فـابـن الـنبي عـن الـيقطين ظـلله = نـبت الأسـنة فـي جـثمانه الـترب
وان يـكن يـفد بـالكبش الـذبيح فـقد = أبـى ابـن أحـمد الا أشـرف الرتب
حـتى فـدى الـخلق حرصا في نجاتهم = بـالنفس والاهـل والابـناء والصحب
ونــار نـمرود ان كـانت حـرارتها = عـلى الـخليل سـلاما من أذى اللهب
فـفي الطفوف رأى ابن المرتشى حرقا = ان تـلق كـل الـرواسي بعضها تذب
حـر الـحديد هـجير الشمس حر ظمأ = أودى بـأحشاه حـر الـسمر والقضب
وأعـظم الـكل وقـدا حـال صـبيته = مـا بـين ظـام ومـطوي الحشا سغب
ونـصب عـينيه مـن أبـنائه جـثث = كـأنها هـضب سـألت عـلى الهضب
يـا نـفس ذوبي أسى يا قلب مت كمدا = يـا عـين سـحي دما يا أدمع انسكبي
هـذي الـمصائب لا مـا كـان في قدم = لآل يـعقوب مـن حـزن ومـن كرب
أنـى يـضاهي ابـن طـه أو يـماثله = فـي الـحزن يعقوب في بدء وفي عقب
ان حـدبت ظـهره الاحـزان أو ذهبت = عـيناه فـي مـدمع والـرأس ان يشب
فـان يـوسف فـي الاحياء كان سوى = أن الـفـراق دهـى أحـشاه بـالعطب
هــذا ويـحـضره مـن ولـده فـئة = وانــه لـنـبي كــان وابـن نـبي
فـكيف حال ابن بنت الوحي حين رأى = شـبيه أحـمد فـي خـلق وفي خطب
مـقـطعا جـسـمه بـالبيض مـنفلقا = بـضربة رأسـه مـلقى عـلى الكثب
هـناك نـادى عـلى الـدنيا العفا وغدا = يـكـفكف الـدمع اذ يـنهل كـالسحب

للشيخ الدكتور المرحوم احمد الوائلي رحمه الرائعة التالية بعنوان أبو الشهداء:


طلعت على الدّنيا حساماً مهنَّدا = فعاشتكَ حيناً ثم عاشت على الصدى
ولستَ ببانٍ بالحجارة معبداً = إذا لم تشيِّد بالجوانح معبداً
جثا الدَّهر في أَعتابك الشم راكعاً = ولا غرو إنّ الظَّهر أَثقله الندى
وضعتُ لمعناكَ الحروف فلم تطق = جلاءَك فاستجليت معنىً مجرَّدا
فعشتَ بذهني صورةً لا أرى لها = بمحدودة الأَلفاظ أَن تتقيّدا
تمجَّد قوم بالخلود وإنّني = رأَيت بمعناكَ الخلودَ مخلّدا
لقد أَخذت منك الدّوائر شكلها = فليس لمرآها انتهاءٌ ولا ابتدا
ويولد من يفنى وأَنت تأصلٌ = فما مت يوماً كي نحدّك مولدا
حسينٌ وربَّ اسمٍ إذا ما لفظته = يرنّ بسمع الدّهر مهما ترددا
كمثل شعاع الشمس ما اخلولقت له= بيومٍ معانٍ كي يقال تجددا
أَفاق عليه الدَّهر يوماً فراعه = طراز تعدى سنخه وتفردا
فيا واحداً من خمسةٍ إن رأيتهم = رأيت بهم في كل وجهٍ محمدا
حديث الكسا ترنيمة الحق فيهمُ = روى الذّكر فيها الإِحتفاء وغرّدا
سما فلكٌ تنمى إليه فلم يكن = لينجبها الا شموساً وفرقدا
أَيا مطعم الدّنيا بغمرة جوعها = ترائب ما اطبقن الا على الهدى
أَعدَّت بك الأَيام زاداً لفقرها = إذا جاع دهرٌ إمه فتزودا
وأَلفت بك الدنيا الكمال لنقصها = فأَشبعتها عزماً وحزماً وسؤددا
وواجهت حتى قاتليك برحمةٍ = تفجر بالصّمّاء نبعاً مصردا
وقلب يعير الرمح عطفاً وإن قسا = وأَكثر فيه الطّعن حتى تقددا
وتلك سمات الأَنبياءِ تسامحٌ = وروح يُفيض الحبَّ حتى على العدا
أيا واهباً أعطى الحياة بنهجه = إذا لزها الإِعنات نهجاً مسدَّداً
وعلَّمنا أَنَّ الفداءَ فريضةٌ = إذا افتقر العيش الكريم إلى الفدا
لمحتُ رسومَ المجد بيضاءَ حرةً = على كلِّ عضوٍ منكَ قطِّع بالمُدى
فأَكبرت فيك الدَّم اسرج شعلةً = بقلب ظلام الليل حتى تبددا
ومجدتُ جرحاً في جبينك شامخاً = يهز الجباهَ الخانعات لتصعدا
ويا ربوات الطَّف أَلف تحيّةٍ = لأَيام عاشوراء تختال خرّدا
ورعياً ليوم كلَّما طال عهده = أَراه بما أَعطى يعود كما بدا

الشيخ عبد الحسين شكر البدار البدار آل نزار



الــبـدار الـبـدار آل نــزار = قـد فـنيتم ما بين بيض الشفار
قـوموا الـسمر كـسروا كـل غمد = نـقـبوا بـالـقتام وجـه الـنهار
سـوموا الـخيل أطـلقوها عـرابا = واتـركـوها تـشق بـيد الـقفار
طـرزوا الـبيض من دماء الاعادي = فـلـقوا الـهـام بـالضبا الـبتار
افـرغوا الـسابغات وهـي دلاص = ذاهــب بـرقـهن بـالابصار
واسطحوا من دم على الارض أرضا = وارفـعـوا لـلسما سـماء غـبار
خـالفوا السمر بين بيض المواضي = وامـتـطوا لـلنزال قـب الـمهار
وابـعـثوها ضـوابـحا فـأمـي = وسـمت أنـف مـجدكم بـالصغار
سـلـبتكم بـالـرغم أي iiنـفـوس = ألـبـستكم ذلا مــدى الاعـمـار
يـوم جـذت بـالطف كـل يـمين = مـن بـني غـالب وكـل يـسار
لا تــلـد هـاشـمـية عـلـويا = ان تـركـتـم أمــيـة بـقـرار
مـا لأسـد الـشرى وغمض جفون = تـركتها الـعدى بـلا أشـفار
طـاطؤ الـروس ان رأس حـسين = رفـعـوه فــوق الـقنا الـخطار
لا تـذوقوا الـمعين واقضوا ظمايا = بـعد ظـام قـضى بـحد الـغرار
لا تـمدوا لـكم عـن الشمس ظلا = ان فـي الـشمس مـهجة المختار
أنــزار نـضوا بـرود الـتهاني = فـحسين عـلى الـبسيطة عار
حـق أن لا تـكفنوا هـاشميا = بـعدما كـفن الحسين الذاري
لا تـشقوا لآل فـهر قـبورا = فـابن طـه مـلقى بلا اقبار
هـتكوا عن نسائكم كل خدر = هـذه زيـنب عـلى الاكوار
هل خبا بعد محصنات حسين = سـاتر دون مـحصنات نزار
بـاكيات لـولا لهيب جواها = كدن يغرقن بالدموع الجواري
شـأنها الـنوح ليس تهدأ آنا = عـن بـكا بـالعشي والابكار
نـادبات فـلو وعـتها لوي = قـصمت مـن لوي كل فقار
أيـن من أهلها بنو شيبة الحم = د لـيوث الوغى حماة الذمار
أيـن هم عن عقائل ما عرفن = السير كلا ولا الهزال العواري
أيـن هـم عن حرائر بأنين = يـتشاكين عـن قلوب حرار
فليسدوا رحب الفضا بالعوادي = ولـيهبوا طـرا لاخـذ الثار
ولـيقلوا الاعلام تخفق سودا = بأيادي في الطعن غير قصار
ولـيؤموا الـى زعـيم لوي = أســد الله حـيدر الـكرار
ولـيضجوا بـعولة وانتحاب = ولـيـنادوا بـذلة وانـكسار
عـظم الله في بنيك لك الاجر = فهم في الطفوف نهب الغرار
قـم أثـر نـقعها فان حسينا = قـد غدا مرتعا لبيض الشفار
حـاش لـله أن تغض جفونا = وبـأحشاك أي جـذوة نـار
لا ولـكـنما رزايـا حـسين = حـدبت من قراك أي فقار
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وللشيخ عبد الحسين شكر ايضا يرثي الحسين عليه السلام :

تـربة الـطف لاعـدتك السجال = بـل سـقاك الـرذاذ والهطال
وتـمشى الـنسيم فـي روضتيك = الـصبح والـعصر جائلا يختال
طـاولي الـسبعة الـشداد ببوغا = ء عـلـى سـبط أحـمد تـنهال
انـمـا أنــت مـطلع لـهلال = مـن سـنا ضـوئه استمد الهلال
مـهبط الـوحي عـنده في هبوط = وعــروج جـبـريلها مـيكال
انـما أنـت مـجمع الرسل لكن = لـهـم عـنك بـالأسى اشـغال
فـيك قـد حـل سيد الرسل طه = وعــلــي وفــاطـم والآل
وسـرايـا بـني نـزار ولـكن = فـيك جـذت يـمينها والـشمال
يـوم فـي عـثير الـضلال أمي = عـثـرت أي عـثـرة لاتـقال
واسـتـفزت لـحرب آل عـلي = عـصبا قـادها الـعمى والضلال
وعـليهم قـد حـرمت iiيـالقومي = ورد مـاء الـفرات وهو الحلال
فـاستثارت لـنصرة الـدين أسد = تـرجف الارض مـنهم والجبال
وأقـامـوا مـربا مـست الـنجم = عـلـوا لـكـنها قـسـطال
حـيث سـمر الرماح عمتها الها = م ولـلـشزب الـجـسوم نـعال
فـامـطت لـلغى الـتاق رجـل = كـنجوم الـسما زهـير هـلال
افـغوا الـسابات وهـي دلاص = شـخذوا الـمرهفات وهي صقال
بـأكف مـا استنجدت غير نصل = ولأيـديـهم خـلـقن الـنـصال
طـعنوا بـالقنا الـخفاف فعادت = وهـي مـن حـملها القلوب ثقال
صافحتهم أيدي الصفاح المواضي = ودعـاهم داعـي الـقضا فانثالوا
فـانثنى لـيث أجـمة المجد فردا = نـاصـراه الـهـندي والـعسال
فـسـصا مـن الـباس عـضبا = كـتـبت فـي فـرنده الآجـال
فـرأت مـنه آل سـفيان يـوما = فـيه لـلحشر تـضرب الامثال
وأبـيـه لـولا الـقضا والـمقاد = يـرمحتهم دون الـيمين الـشمال
لـكـن الله شــاء أن يـتناهبن = حـشـاه سـمر الـقنا والـنبال
حـين شـام الـحسام وامتثل الا = مـر امـام ن شـأنه الامتثال
وهـوى سـاجدا على الترب ذاك = الـطود لـله كـيف تهوي الجبال
كـادت الارض والسما أن تزولا = وعـلـى مـثله يـحق الـزوال
يـالـقومي لـمعشر بـينهم لـم = تــرع يـومـا لاحـمد أثـقال
لــم تـوقر شـيوخه iiلـمشيب = ولـيـتم لــم تـرحم الاطـفال
ورضـيع يـال الـبرية لم يبلغ = فـصـالا لـه الـسهام فـصال
ونـسـاء عـن سـلبها وسـباها = لـم تـصنها خـدورها والحجال
ابـرزوها حـسرى ولـكن عليها = اسـدل الـنور حـجبه والجلال
فـتـعادين والـقـلوب حـرار = وتـداعـين والـدمـوع تـذال
أيـهـا الـراكب الـمجد اذا مـا = نـفحت فـيك لـلسرى مـرقال
عـج عـلى طـيبة فـفيها قبور = مـن شـذاها طابت صبا وشمال
ان فــي طـيها اسـودا الـيها = تـنتمي الـبيض والـقنا والنزال
فــاذا اسـتقبلتك تـسأل عـنا = مـن لـوي نـساؤها والـرجال
فـاشرح الـحال بـالمقال ومـا = ظـني تـخفى عـلى نزار الحال
نـاد مـا بينها: بني الموت هبوا = قــد تـناهبنكم حـداد صـقال
تلك أشياخك على الارض صرعى = لـم يـبل الـشفاه مـنها الزلال
غـسـلتها دمـاؤهـا قـلـبتها = ارجـل الـخيل كـفنتها الـرمال
ونـساء عـودتموها الـمقاصير = ركـبـن الـنياق وهـي هـزال
هـذه زيـنب ومـن قـبل كانت = بـفـنا دارهـا تـحط الـرحال
والـتي لـم تزل على بابها الشا = هـق تـلقي عـصيها الـسؤال
أمـست الـيوم والـيتامى عليها = يـال قـومي تـصدق الانـذال
مـا بـقي مـن رجالها الغلب الا = مـن عـلى جـوده الوجود عيال
وهـو يـا لـلرجال قد شفه السقم = وسـيـر الـهـزال والاغـلال
آل سـفيان لا سـقى لـك ربـعا = مـغدق الـودق والـحيا الهطال
أي جـرم لاحـمد كـان حـتى = قـطعت مـن أبـنائه الاوصـال
فـالحذار الـحذار مـن وثبة الا = سـد فـلليث فـي الشرى اشبال
انـما يـعجل الـذي يختشى الفو = ت ومـن لـم يـكن الـيه المئال

أ/ فرات الأسدي مشيئة الدم:


عليه اُغمضُ روحي حلمَه العجبا ! = فكيف فرَّ إلى عينيَّ مُنسربا
ومن أضاء له حُزني فغادَرَهُ = إلى فضاءٍ قصيّ اللمح فاقتربا!
حتى تسلل من حب ومن وجعٍ = دمعاً يُطهّر نبع القلب لا الهدبا
رأيتُ فيما رأيتُ الدهشة انكسرت = وخضبت جسداً للمستحيل كبا
وكان يلقى سيوف الليل منصلتاً = ويستفزُّ مدىً مجنونة وظبى
وكان يعبر في أشفارها فزعاً = مُرّاً، وترتدُّ عن أوداجه رعُبا!
تمتدُّ لهفتها حيرى فيُسلمُها = إلى ضلوع تشظّت تحتها نهبا
من ينحر الماء من يخنق شواطئه؟ = والنهر مدَّ يديه نحوه.. وأبى!
فناولني دمَهُ ياليلة عبرت = إلى النزيف جريح الخطو منسكبا
يا نافراً مثل وجه الحلم رُدَّ دمي = إلى هواكَ.. دمي الممهور ما اغتربا
يطلُّ ظلُّك فيه.. بوح اغنيةٍ = ظمآنةٍ عبَّ منها لحنُها اللهبا
رأيتُ فيما رأيتُ الليلُ متّشحاً = عباءة الشمس مختالاً بها طربا
وفوق أكتافه فجر النعوش هوتْ = نجومه... والمدى يرتجُّ منتحبا
قبلَ الحرائق كان الورد يُشبههُ = وبَعدَهُ لرماد الريح صار سِبا
قبل الفجيعة من لون الفرات له = شكلٌ، ومن طينه وجهٌ يفيض صبا
وبعدها سقطت في النار خضرته = وحال عن بهجة مسحورة، حطبا
وما تألق من جمرٍ فبسمتهُ = غارت، وتحت رمادٍ باردٍ شحبا!
وأنتَ، دون عزيف الموت، صرختُنا = وأنتَ.. تنفخ فيها صوتها.. نسبا
وأنت عندك مجدُ الله... آيتهُ = بيارقاً نسَلَتْ... جرّارةً حقبا
وأنت تلوي عنان الأرض ثم إلى = أقدارها تُطلقُ الأقدار والشُهبا
وعند جرحك ماتَ الموتُ وانبجست = من الصهيل خيولٌ تنهَبُ الصخبا
فاحمل دم الكوكب الغض الذبيح وسر = إلى الخلود فقد أرهقته نصبا
وقف.. فحيثُ مدار الكون صرت له = مشيئةً تكتب التاريخ، أو قُطُبا

الدكتور أحمد الوائلي


الجـــــراحات والـــــدَّم المطلول =أيــــنعت فــــالزَّمان منها خميل

ومضت تنشئ الفتوح وبعض الدم فيما يعطيه فتح جليل

والدَّم الحرّ مارد يُنبئ الأحرارَ والثائرين هذا السبيل

***************************
وحــــديث الجراح مجدٌ وأسمى =سِيــــر المجد ما روته النّصول


ثم عذراً إن تهتُ يا دم يا جرح فقد أسكر البيان الشَّمول

يـــــا أبـــــا الطَّف يـــا نجيعاً إلى الآن تــــهادى على شذاه الرُّمول

تــــوَّج الأرض بــــالفتوح فلـــــــلرَّمل عـــــلى كـــــلِّ حـــبَّةٍ إكليل

***************************
ئأرجـــفوا أنَّك القتـــــيل المدمَّى =أوَمَــــن يـــــنشئ الحــياة قتيل


كــــذبوا ليــــــس يُــــــقتل المبـــدأ الحرّ ولا يخدع النُّهى التَّضليل

كذبــــوا لــــن يــــموت رأيٌ لنـــور الشَّمس من بعض نوره تعليل

كــــذبوا كلُّ ومضة مــــن ســــيوف الحــق في فاحم الدُّجى قنديل

***************************
كــــلُّ عــــرق فرَوه لهو بوجه =الظُّــــلم والبــغي صارمٌ مسلول

ويــــموت الرسول جسماً ولكن =في الرسالات لن يموت الرسول

يـــا أبَا الطَّف ساحة الطَّف تبقى =وعليها مَــــــشاهدٌ لا تــــــزول

فــــهنا والــــــــنبيُّ يرقب شلواً =مزَّقــــته قــــــناً وداست خيول

يـــــزدهيه بــــــأنَّه وحســـــين =قـــصة الأمس والغد الموصول

وبـــــأنَّ الـــــرُّوح الـــــذي حـــمل السِّبط تـــراث من النبي أصيل

وهنــــا حـــــشد آل حــــــرب وللخــــــسَّة فــــــي كلِّ ما به تدليل

يـــــتهادى كـــــأنَّه أحـــــرز النـــــصر ولــــم يــــدرِ أنه المخذول

****************************
وعلـــــيه مـــــن الجـــدود بقاياً =هي لـــــؤم وحـــــطَّة ونــزول

وهــــنا حــشد هاشم وهو جذر=ينــــــتمي لـــلشذى وطبع نبيلد

وســــتبقَى الدُّنيا وللوضر النَّتن=قبــــــيل وللـــــسموِّ قبـــــيـــل
----------------------------------------------------------
وللشيخ احمدالوائلي قدس سره قصيدة رسالة للحسين (ع):

دأبتُ أزورك في كلِّ عام=وأَلثم تربكَ يا ابن النَّبي
ويا ابن عليٍّ ويا ابن البتول=ويا ابن ذرى المجدِ من يثرب
اترِّب خدِّي بعفر الثّرى=بحيث دماؤك لم تنضب
بحيث يلعلع ثغرٌ أبى=بأن يحتسي الذّل في مشرب
وهامٌ أبى للطغاة الركوع=وإن فلقوا منه بالمضرب
يخبِّرنا أنَّ دنيا الشموخ=بغير الأسنَّة لم تطلب
فأَنت الصَّلابة والإِعتداد=إذا افتقر السّاح للأصلب
وأَنتَ إذا ما استبدَّ الظلام=شمس مدى الدَّهر لم تغرب
وأنت السَّداد وأَنت الرّشاد=وأَنت النزوع إلى الأَصوب
سموُّ وهم في مهاوي الحضيض=وعز وهم عند عيش وبي
فيا لك يا لعطاء الدِّماء=يحيل الفلا لشرىً معشب
ومرَّت سنين ولم أَجتلي=سماتك في روضك الأَطيب
بعيد ضريحك عن راحتي=ولستَ بعيداً على مطلبي
وحين نأى الطّف زرت الشآم=وحدت لروايةٍ مركبي
إلى جدثٍ فيه منك المثال=تحدَّر من جذرك المنجب
فأَنت أَراكَ بكلّ علاك=هنا قد تجسدتَ في زينب
مثال الكفاح التي آزرتك=على عبءِ نهضتك المصعب
ومن وقفت تكشف السِّر عن=جهادك في منطق معرب
ومن هي في السبي لكنَّها=تمرَّغ من جبهة المستبي
تقول له «إسعَ» مهما سعيت=«وناصب» بمالك من منصب
وتنذره من غرور الهوى=وحكمٍ سوى العار لم يعقب
أَجل سوف تعرف بُعد المدى=من الفائِزين إلىالخيَّب
ستفنى ويفنى دويّ النفير=وما حشد الزيف من موكب
ويهدم صرح وأي الصّروح=بنى الظالمون فلم يخرب
وتبقى ضرائحنا ها هنا=مزار القلوب مدى الأَحقب
مضمخة بالولاءِ الصَّميم=ودمعٍ على الغير لم يسكب
ويمطرها الله في وابلٍ=من اللطف عذبٍ لمستعذب
أجل تلك عاقبة المتقين=وعقباك في بارق خلّب
ربى (قاسيون) أَقامت عليك=شواهد بيضاء لم تكذب
لو انَّك أَبصرت في لا بتيك=ضرائِح للصبية الزّغّب
تغسِّلها أَدمع الزائِرين=وفي أَذرعٍ منهم تحتبي
لأَدركت أَنَّ دماء الطفوف=معينٌ إلى الآن لم ينضب
فيا لدماءٍ بأَهدافها=تضم البعيد إلى الأَقرب
ويا كربلا يا هدير الجراح=وزهو الدَّم العلوي الأَبي
ويا سفر ملحمة الخالدين=بغير البطولة لم يكتب
ويا شفةً بنشيد الدِّما=تغرِّد عبر المدى الأَرحب
ويا عبقاً في ثرى العلقميّ=يشد الانوف إلى الأَطيب
ويا صرح مجدٍ بناه الحسين=وأَبدع في رصفه المعجب
يشيّد من جبهةٍ ادميت=وخدٍّ بعفر الثرى مترب
سيبقى الحسين شعاراً على=اصيلك والشفق المذهب

الشيخ صالح الكواز



باسم الحسين دعا نعاء نعـــاءِ = فنعى الحياة لسائر الاحيـــاءِ
وقضى الهلاك على النفوس وإنما = بقيت ليبقى الحزن في الاحشاءِ
يوم به الاحزان مازجت الحشى = مثـل امتـزاج المـاء بالصهباءِ
لم انس إذ ترك المدينــة وارداً = لا ماء مدين بل نجيع دمـــاءِ
قد كان موسى والمنية إذ دنــت = جاءتـه ماشيةً على استحيـاءِ
وله تجلّى اللّه جل جلالـــه = من طور وادي الطف لا سيناءِ
فهناك خرَّ وكل عضو قد غــدا = منه الكليم مكلّمِ الاعضـــاءِ
يا أيها النبأ العظيم اليك فــي = ابناك مني أعظم الانبــــاءِ
فاخذْتَ في عضديهما تثنيهمــا = عما أمامَكَ من عظيــم بلاءِ
ذا قاذف ُ كـبداً له قطعــاً وذا = في كربلاء مقطع الاعضــاءِ
ملقى على وجه الصعيد مجرَّداً = في فتيةٍ بيض الوجوه وضــاءِ
تلك الوجوه المشرقات كأنــها = الاقمار تسبح في غدير دمــاءِ
رقدوا وما مرت بهم سنة الكرى = وغفت جفونهم بلا اغفــــاءِ
متوسدين من الصعيد صخــوره = متمهدين خشونة الحصبـــاءِ
مدثرين بكربلاء سلب القنـــا = مـزّملينَ على الربى بدمـــاءِ
خضبوا وما شابوا وكان خضابهم = بدم من الاوداج لا الحنــّــاء
اطفالهم بلغوا الحلوم بقربهـــم = شوقا من الهيجاء لا الحسنــاءِ
ومغسلين ولا مياه لهم ســــوى = عبرات ثكلى حرة الاحشـــاءِ
اصواتها بُحَّت فهن نوائــــح = يندبن قتلاهن بالايمـــــاءِ
انّى الـتفتْنَ رأينَ ما يُدمي الحشى = من نهب ابيات وسلـــب رداءِ
تشكو الهوان لندبها وكأنــــه = مغض وما فيه من الاغضـــاءِ
وتقول عاتبة عليه وما عســـى = يجدي عتاب موزع الاشـــلاءِ
قد كنت للبعداء أقرب منجــــد = واليوم أبعدهم عن القربــــاءِ
ادعوك من كثب فلم أجد الدعـــا = إلا كما ناديت للمتنائـــــي
قد كنت في الحرم المنيع خبيئـة = واليوم نقع اليعملات خبائـــي
اسبى ومثلك من يحوط سرادقي = هذا لعمري أعظم البرحـــاءِ
ماذا أقول إذا التقيت بشامــتٍ = اني سبيت واخوتي بازائـــي
حكم الحمام عليكم ان تعرضوا = عني وان طرق الهوان فنائــي
ما كنت احسب ان يهون عليكم = ذلي وتسييري الى الطلقـــاءِ
هذي يتاماكم تلوذ ببعضهـــا = ولكم نساء تلتجي لنســــاءِ
عجبا لقلبي وهو يألف حبكـــم = لم لا يذوب بحرقـــة الارزاءِ
وعجبت من عيني وقد نظرت الى = ماء الفرات فلم تسل في المــاءِ
وألومُ نفسي في امتداد بقائهـــا = إذ ليس تفنى قبل يوم فنـــاءِ
ما عذر من ذكر الطفوف فلم يمت = حزناً بذكر الطاء قبل الفـــاءِ
إني رضيت من النواظر بالبكــا = ومن الحشى بتنفس الصعـــداءِ
ما قدر دمعي في عظيم مصابكــم = إلا كشكر اللّه فـــــي الالاءِ
وكلاهما لا ينهضان بواجــــبٍ = ابداً لـــدى الالاء والارزاءِ
زعمت امية ان وقعة دارهــــا = مثل الطفوف وذاك غير ســـواءِ
اين القتيل على الفراش بذلــةٍ = من خائض الغمرات في الهيجــاءِ
شتان مقتول عليه عرســـــه = تهوى ومقتول على الورهـــاءِ
ليس الذي اتخذ الجدار من القنـا = حصناً كمقريهن في الاحشـــاءِ
---------------------------------------------------------
وللشيخ صالح الكواز ايضا:

لي حـزن يعقـوب لا ينفـك ذا لهـب=لصـرَع نصـب عينـي لا الدم الكذب
وغلـمة من بنــي عدنـان أرسـلـها=للجـد والـدها في الحـرب لا اللعـب
ومعشــر راودتـهم عـن نفوســهم=بيـض الضـبا غير بيض الخرد العرب
فأنعمـوا بنفـوس لا عــديــل لهـا=حتى أسـيلت علـى الخرصان والقضب
فانظـر لأجسـادهم قـد قـدّ مـن قبل=أعضـاؤها لا الـى القمصـان والأهب
كل رأى ضـر أيـوب فمـا ركضـت=رجـل لـه غيـر حوض الكوثر العذب
قامت لهم رحمـة البـاري تمـرضهـم=جرحى فلم تدعـهم للحلـف والغضـب
وآنسين من الهيجـــاء نـار وغــى=فـي جانب الطف ترمي الشهب بالشهب
فيمموها وفـي الإيمان بيـض ضــبا=وما لـهم غيـر نصـر الله مـن أرب
تهـش فيهــا عـلى آســاد معـركة=هـش الكـليم علـى الأغنـام للعشـب
إذا انتضـوها بجمع مـن عــدوهـم=فالـهام شـاجدة منـها عـل التــرب
ومــولجين نهــار المشـرفية فـي=ليـل العجـاجة يـوم الـروع والرهب
ورازقـي الطيـر ما شـاءت قواضبهم=مـن كـل شـلو مـن الأعداء مقتضب
ومبتلـين بنهـر مـا لطــاعـــمه=مـن الشـهادة غيـر البعـد والحـجب
فـلن تُبـلَّ ولا فـي غــرفة أبــدا=منـه غليـل فـؤاد بالظمـا عطــب
حتـى قضـوا فغـدا كـل بمصـرعه=ســكينة وسـط تـابوت مـن الكثب
فاليبــك طالـوت حـزناً للبقيـة مـن=قـد نـال داود فيـه أعظـم الغلــب
أضـحى وكانـت لـه الأمـلاك حاملة=مقيـداً فـوق مهـزول بـلا قتـــب
يـرنو الـى الناشـرات الدمـع طاوية=اضـلاعهن علـى جمـر مـن النوب
والعـاديات من الفســـطاط ضـابحة=والمـوريات زنـاد الحـزن في لهـب
والمرســلات مـن الأجف انعبـرتها=والنـازعات بـرودا فـي يـد السـلب
والـذاريات تـراباً فـوق أرؤســـها=حـزناً لكـل صـريع بالعـرى تـرب
ورب مرضــعة منـهن قـد نظـرت=رضـيعها فاحـص الرجلين في الترب
تشـــوط عنـه وتـأتيه مكـــابدة=مـن حـاله وظمـاها أعظــم الكرب
فقـل بهــاجر إســماعيل احـزنها=متـى تشـط عنـه من بحر الظما تؤب
وما حكــتها ولا أم الكلـــيم أسـى=غـداة فـي اليـم ألقـته مـن الطلـب
هذي إليـها ابنـها قـد عاد مرتضـعاً=وهـذه قـد سـقي بالبـارد العــذب
فأين هـاتان ممـن قـد قضـى عطشاً=رضــيعها ونـأى عنـها ولـم يؤب
شـاركنها فـي عموم الجنـس وانفردت=عنهـن فيمـا يخـص النوع من نسـب
بـل آب مـذآب مقتـولاً ومنتـــهلاً=مـن نحـره بـدم كالغيـث منســكب
كانـت تـرجي عـزاء فيـه بعـد أب=لـه فلـم تحـظ بابـن لا ولا بــأب
فأصـبحت بنـهار لا ذكــــاء لـه=وأمسـت الليـل فـي جـو بـلا شهب
وصـبية مـن بنـي الزهـرا مــربقة=بالحبـل بيـن بنـي حمـالة الحطـب
كـأن كـل فـؤاد مــن عـــدوهم=صـخر بن حـرب غدا يفريه بالحرب
ليـت الألـى أطعمـو المسـكين قوتهم=وتـالييه وهـم فـي غـاية الســغب
حتـى أتـى هل أتـى فـي مدح فضلهم=مـن الإلـه لهـم فـي أشـرف الكتب
يـرون بالطـف أيتـاماً لهـم اُسـرت=يســتصرخون مـن الآبـاء كـل أبي
وأرؤس ســـائرات بالـرماح رمـى=مســيرها علمـاء النـجم بالعــطب
تـرى نجـوماً لـدى الآفاق ســائرة=غيــر التـي عهدت بالسـبعة الشعب
لـم تدر والسمر مذ ناءت بها اضطربت=من شـدة الخـوف أم مـن شدة الطرب
كواكـب فـي ســما الهيـجاء ثـابته=ســارت ولكـن بأطـراف القنا السلب
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وللشيخ صالح الكواز ايضا:

ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا = فهل طربت لوقع الخطب مذوقعا
تزداد بشراً اذا زادت نوائبـه = كالبدر ان غشيتـه ظلمة سطعا
وكلما عثرت رجل الزمان عمى = أخذت في يـده رفقا ً وقلت لعا
وكم رحمت الليالي وهي ظالمـة = وما شكوت لها فعلا وان فضعا
وكيف تعظـم في الاقدار حادثة = على فتى ببني المختار قد فضعا
أيام أصبح شمل الشرك مجتمعـاً = بعد الشتات وشمل الدين منصدعا
ساقت عديـا ً بنو تيم لظلمهـم = امامهـا وثنت حربا لهـا تبعا
ما كان أوعر من يوم الحسين لهم = لولا ... لنهج الغصب قد شرعا
سلاظبا الظلم من اغماد حقدهمـا = وناولاها يزيدا ً بئس ما صنعـا
فقـام ممتثلا بالطف امرهمـا = ببيض قضب هما قدما ً لهـا طبعا
لاغرو ان هو قد الفى اباه على = هذا الضلال اذا ما خلفه هرعا
وجحفـل كالدبا جاء الدباب بـه = ومن ثنيـة هرشى نحوكـم طلعا
يا ثابتاً فـي مقام لو حوادثـه = عصفن فـي يذبل لانهار مقتلعا
ومفرداً معلما ً في ضنك ملحمـة = بهـا تعادى عليـه الشرك واجتمعا
للّـه أنت فكـم وتر طلبت بـه = للجاهليـة فـي احشائهـا زرعـا
قد كان غرساً خفيا ً في صدورهم = حتى اذا امنوا نار الوغى فرعا
واطلعت بعد طول الخوف أرؤسها = مثل السلاحف فيما اضمرت طمعا
واستأصلت ثار بدر في بواطنها = واظهرت ثار من في الدار قد صرعا
وتلكم شبهـة قامت بهـا عصب = على قلوبهم الشيطان قد طبعـا
ومذ اجالوا بأرض الطف خيلهـم = والنقـع أظلم والهندي قد لمعـا
لم يطلب الموت روحاً من جسومهم = إلا وصارمك الماضي له شفعا
حتى اذا بهم ضاق الفضا جعلت = سيوفكم لهم في الموت متسعا
وغص فيهم فم الغبرا وكان لهم = فم الردى بعد مضغ الحرب مبتلعا
ضربت بالسيف ضربا لو تساعده = يد القضاء لزال الشرك وانقشعا
بل لو تشاء القضا ان لا يكون كما = قد كان غير الذي تهواه ما صنعا
لكنكـم شئتم ما شاء بارؤكـم = فحكمـه ورضاكم يجريان معـا
وما قهرتـم بشي‌ء غير ما رغبت = لـه نفوسكـم شوقاً وان فضعا
لا تشمتـن رزاياكـم عدوكـم = فما امات لكم وحيا ً ولا قطعا
تتبعوكم وراموا محو فضلكم = فخيب اللّـه من فـي ذلكم طمعا
اني وفي الصلوات الخمس ذكركم = لدى التشهد للتوحيد قد شفعـا
فما أعابك قتلٌ كنت ترقبـه = به لك اللّـه جم الفضل قد جمعا
وما عليك هوان ان يشال على = الميَّاد منك محيّاً للدجى صدعا
كأن جسمك موسى مذهوى صعقاً = وان رأسك روح اللّـه مذ رفعا
بكاك آدم حزنـاً يوم توبتـه = وكنت نوراً بساق العرش قد سطعا
كفى بيومك حزنا انـه بكيت = لـه النبيون قدما قبل ان يقعا
ونوح ابكيتـه شجواً وقلَّ بان = يبكي بدمع حكى طوفانه دفعا
ونار فقدك في قلب الخليل بها = نيران نمرود عنه اللّـه قد دفعا
كلمت قلب كليم اللـّه فانبجست = عيناه دمعـا ً دما ً كالغيث منهمعا
ولو رآك بارض الطف منفرداً = عيسى لما اختار ان ينجو ويرتفعا
ولا احب حياة بعـد فقدكـم = وما أراد بغير الطف مضطجعـا
يا راكباً شدقميا ً فـي قوائمـه = يطوي اديم الفيافـي كلما ذرعا
يجتاب متقد الرمضاء مستعـراً = لو جازه الطير في رمضائه وقعا
فرداً يكذب عينيـه اذا نظرت = في القفـر شخصا واذنيه اذا سمعا
عجْ بالمدينة وأصرخْ في شوارعها = بصرخة تملا الدنيا بهـا جزعـا
ناد الذين اذا نادى الصريخ بهم = لبوَّه قبل صدى من صوته رجعا
يكـاد ينفذ قبل القصد فعلهـم = لنصر من لهـم مستنجداً فزعا
مـن كل آخـذ للهيجاء أهبتهـا = تلقاه معتقـلا بالرمـح مدرعـا
لا خيلـه عرفت يوما ً مرابطهـا = ولا على الارض ليلا نبه وضعا
يصغي الى كل صوت علَّ مصطرخاً = للاخذ في حقـه من ظالميـه دعا
قل يا بني شيبة الحمد الذين بهم = قامت دعائـم دين اللـّه وارتفعا
قوموا فقد عصفت بالطف عاصفة = مالت بارجاء طود العز فانصدعا
لا انتم انتم ان لـم تقم لكـم = شعواء مرهوبـة مرأى ومستمعـا
نهارهـا أسود بالنقـع معتكـر = وليلهـا أبيض بالقضب قد نصعا
ان لم تسدوا الفضا نقعا فلم تجدوا = الى العلا لكـم من منهج شرعا
فلتلطـم الخيل خدّ َالارض عادية = فان خدَّ حسين للثرى ضرعـا
ولتملا الارض نعياً في صوارمكم = فان ناعي حسين في السماء نعى
ولتذهل اليوم منكم كل مرضعة = فطفله من دما أوداجـه رضعـا
لئن ثوى جسمه في كربلاء لقى = فراسه لنساه فى السباء رعى
نسيتـم أو تناسيتـم كرائمكـم = بعد الكرام عليها الذل قد وقعا
أتهجعون وهـم اسرى وجدهـم = لعمـه ليل بدر قط ما هجعـا
فليت شعري مـن العباس أرقَّه = أنينـه كيف لو أصواتهـا سمعا
وهادر الدم من هبار ساعة إذ = بالرمح هودج من تنمى له قرعا
ما كان يفعل مذ شيلت هوادجه = قسراً على كل صعب في السرى ظلعا
ما بين كل دعي لم يراع بها = من حرمة لا ولا حق النبي رعى
بنـي علـي وأنتم للنجا سببي = في يوم لا سبب إلا وقد قطعا
ويوم لا نسب يبقى سوى نسب = لجدكـم وابيكـم راح مرتجعا
لو ما أنهنه وجدي في ولايتكم = قذفت قلبي لمـا قاسيته قطعا
من حاز من نعم الباري محبتكم = فلا يبالي بشي‌ء ضر أو نفعا
فانها النعمة العظمى التي رجحت = وزناً فلو وزنت بالدر لارتفعا
من لي بنفسٍ على التقوى موطنةً = لا تحفلـن بدهر ضاق أو وسعا

وللسيد جعفر الحلي ايضا:



اللهُ ايُّ دمٍ فـي كربـلا سُفِـكـا = لم يجر في الارض حتى اوقف الفلكا
واي خيـل ضلالٍ بالطفوف عدت = على حريـم رسول الله فانتهكا
يوم بحاميـة الاسلام قد نهضت = له حميـة دين اللـه اذ تركا
رأى بـأنَّ سبيل الحقِّ متبـع = والرشد لـم تدر قومٍ اية سلكا
والناس عادت اليهـم جاهليتهم = كأن مـن شرع الاسلام قد افكا
وقـد تحـكـّم بالاسلام طاغيـةٌ = يمسـي ويصبح بالفحـشاء منهمكا
لم ادرِ اين رجال المسلمين مضوا = وكيف صار يزيدٌ بينهـم ملكـا
العاصر الخمر من لـؤمٍ بعنصره = ومن خساسـة طبعٍ يعصر الودكا
هل كيف يسلم من شركٍ ووالده = ما نزّهـت حمله هندٌ عن الشركا
لئن جرت لفظة التوحيد من فمـه = فسيفـه بسوى التوحيد ما فتكا
قد اصبح الدين منه يشتكي سقماً = وما الى احدٍ غير الحسين شكا
فما رأى السبط للدين الحنيف شفا = الا اذا دمه في كربلا سفكـا
ومـا سمعنا عليلاً لاعلاج لـه = الا بنفس مداويه اذا هلكـــا
بقتـله فاح للاسـلام نشر هدى = فكلما ذكرتـه المسلمـون ذكـا
وصـان ستر الهدى من كل خائنةٍ = سـتر الفواطـم يوم الطف اذ هُتـكا
نفسي الفداء لـفاد ِ شرع والـده = بنفسـه وباهليــهِ ومـا ملــكا
وشبــّها بذبـاب السيف ثائرة = شعواء قد اوردت اعدائـه الدركـا
وانجـم الظهر للاعـداء قد ظهرت = نصب العيون وغطى النقع وجه دكـا
احـال ارض العدا نقعـاً بحملتـه= وللسماء سما من قسطلٍ سمـكا
فانقص الارضين السبـع واحدةً = منهـا وزاد الى افلاكـها فلكـا
كسا النهار ثياب النقـع حالكة = لكن محياه يجلـو ذلك الحــلكا
في فتيـة ٍ كصقور الجوّ تحملها = امثالها تنقض الاشراك والشبكـا
لـو اطلقوهـا وراء البرقِ آونة = ليمسكوه اتت والبرق قد مسكـا
الصائدون سباع الصيد ان عندت = وما سوى سمرهم مدّوا لها شركا
لم تمس اعدائهم الا على دركٍ = وجارهم يأمن الاهوال والدركـا
ضاق الفضاء على حربٍ بحربهمُ = حتى رأت كل رحبٍ ضيّقٍ ضنكا
يا ويح دهرٍ جرى بالطف بين بني = محمـدٍ وبني سفيان معتركــا
حشا بني فاطم ما القوم كفؤهـم= شجاعـة لا ولاجوداً ولانسكــا
لكنـهـا وقعـةٌ كانت مؤسسـةٌ = من الألـى غصبوا من فاطمٍ فدكــا
ما ينقم الناس منهم غير انهمُ= ينهون ان تعبد الاوثان والشركـا
شل الاله يدا شمر غداة على = صدر بن فاطمةٍ بالسيف قد بركـا
فكان ما طبـق الانوار قاطبـة = من يومـه للتلاقي مأتماً وبكـا
ولم يغادر جمادا ً لا ولا بشراً = الا بكـاه ولا جـنّـاً ولا ملـكا
فأن تجد ضحكـاً منـّا فلا عجـباً= فربما بسـم المغبون او ضحكـا
في كل عامٍ لنا بالعشر ِ واعيـة = تطبق الدور والارجـاء والسكـكا
وكـل مسلمـة ترمي بزينتها = حتى السماء رمت عن وجهها الحبـكا
يا ميّتاً ترك الالباب حائـرةً = وبالعراء ثلاثـا ً جسمـه تـُرِكا
تأتي الوحوش لـه ليلاً مسلِمة = والقوم تجري نهاراً فوقه الرمكـا
ويلٌ لهم ما اهتدوا منه بموعضةٍ = كالدرِّ منتظمـاً والتبرِ منسبكـا
لم ينقطع قط من ارسال خطبته = حتى بها رأسه فوق السنان حكـا
وا لهفتـاه لـزين العابـدين لقى = من طول علـّته والسقم قد نُهكـا
كانت عبادتـه منهـم سياطهـمُ = وفي كعوب القنا قالوا البقاء لكا
جرّوه فانتهبوا النطع المُـعَدَّ لهُ = واوطأوا جسمه السعدان والحسكـا