باسم الحسين دعا نعاء نعـــاءِ = فنعى الحياة لسائر الاحيـــاءِ
وقضى الهلاك على النفوس وإنما = بقيت ليبقى الحزن في الاحشاءِ
يوم به الاحزان مازجت الحشى = مثـل امتـزاج المـاء بالصهباءِ
لم انس إذ ترك المدينــة وارداً = لا ماء مدين بل نجيع دمـــاءِ
قد كان موسى والمنية إذ دنــت = جاءتـه ماشيةً على استحيـاءِ
وله تجلّى اللّه جل جلالـــه = من طور وادي الطف لا سيناءِ
فهناك خرَّ وكل عضو قد غــدا = منه الكليم مكلّمِ الاعضـــاءِ
يا أيها النبأ العظيم اليك فــي = ابناك مني أعظم الانبــــاءِ
فاخذْتَ في عضديهما تثنيهمــا = عما أمامَكَ من عظيــم بلاءِ
ذا قاذف ُ كـبداً له قطعــاً وذا = في كربلاء مقطع الاعضــاءِ
ملقى على وجه الصعيد مجرَّداً = في فتيةٍ بيض الوجوه وضــاءِ
تلك الوجوه المشرقات كأنــها = الاقمار تسبح في غدير دمــاءِ
رقدوا وما مرت بهم سنة الكرى = وغفت جفونهم بلا اغفــــاءِ
متوسدين من الصعيد صخــوره = متمهدين خشونة الحصبـــاءِ
مدثرين بكربلاء سلب القنـــا = مـزّملينَ على الربى بدمـــاءِ
خضبوا وما شابوا وكان خضابهم = بدم من الاوداج لا الحنــّــاء
اطفالهم بلغوا الحلوم بقربهـــم = شوقا من الهيجاء لا الحسنــاءِ
ومغسلين ولا مياه لهم ســــوى = عبرات ثكلى حرة الاحشـــاءِ
اصواتها بُحَّت فهن نوائــــح = يندبن قتلاهن بالايمـــــاءِ
انّى الـتفتْنَ رأينَ ما يُدمي الحشى = من نهب ابيات وسلـــب رداءِ
تشكو الهوان لندبها وكأنــــه = مغض وما فيه من الاغضـــاءِ
وتقول عاتبة عليه وما عســـى = يجدي عتاب موزع الاشـــلاءِ
قد كنت للبعداء أقرب منجــــد = واليوم أبعدهم عن القربــــاءِ
ادعوك من كثب فلم أجد الدعـــا = إلا كما ناديت للمتنائـــــي
قد كنت في الحرم المنيع خبيئـة = واليوم نقع اليعملات خبائـــي
اسبى ومثلك من يحوط سرادقي = هذا لعمري أعظم البرحـــاءِ
ماذا أقول إذا التقيت بشامــتٍ = اني سبيت واخوتي بازائـــي
حكم الحمام عليكم ان تعرضوا = عني وان طرق الهوان فنائــي
ما كنت احسب ان يهون عليكم = ذلي وتسييري الى الطلقـــاءِ
هذي يتاماكم تلوذ ببعضهـــا = ولكم نساء تلتجي لنســــاءِ
عجبا لقلبي وهو يألف حبكـــم = لم لا يذوب بحرقـــة الارزاءِ
وعجبت من عيني وقد نظرت الى = ماء الفرات فلم تسل في المــاءِ
وألومُ نفسي في امتداد بقائهـــا = إذ ليس تفنى قبل يوم فنـــاءِ
ما عذر من ذكر الطفوف فلم يمت = حزناً بذكر الطاء قبل الفـــاءِ
إني رضيت من النواظر بالبكــا = ومن الحشى بتنفس الصعـــداءِ
ما قدر دمعي في عظيم مصابكــم = إلا كشكر اللّه فـــــي الالاءِ
وكلاهما لا ينهضان بواجــــبٍ = ابداً لـــدى الالاء والارزاءِ
زعمت امية ان وقعة دارهــــا = مثل الطفوف وذاك غير ســـواءِ
اين القتيل على الفراش بذلــةٍ = من خائض الغمرات في الهيجــاءِ
شتان مقتول عليه عرســـــه = تهوى ومقتول على الورهـــاءِ
ليس الذي اتخذ الجدار من القنـا = حصناً كمقريهن في الاحشـــاءِ
---------------------------------------------------------
وللشيخ صالح الكواز ايضا:
لي حـزن يعقـوب لا ينفـك ذا لهـب=لصـرَع نصـب عينـي لا الدم الكذب
وغلـمة من بنــي عدنـان أرسـلـها=للجـد والـدها في الحـرب لا اللعـب
ومعشــر راودتـهم عـن نفوســهم=بيـض الضـبا غير بيض الخرد العرب
فأنعمـوا بنفـوس لا عــديــل لهـا=حتى أسـيلت علـى الخرصان والقضب
فانظـر لأجسـادهم قـد قـدّ مـن قبل=أعضـاؤها لا الـى القمصـان والأهب
كل رأى ضـر أيـوب فمـا ركضـت=رجـل لـه غيـر حوض الكوثر العذب
قامت لهم رحمـة البـاري تمـرضهـم=جرحى فلم تدعـهم للحلـف والغضـب
وآنسين من الهيجـــاء نـار وغــى=فـي جانب الطف ترمي الشهب بالشهب
فيمموها وفـي الإيمان بيـض ضــبا=وما لـهم غيـر نصـر الله مـن أرب
تهـش فيهــا عـلى آســاد معـركة=هـش الكـليم علـى الأغنـام للعشـب
إذا انتضـوها بجمع مـن عــدوهـم=فالـهام شـاجدة منـها عـل التــرب
ومــولجين نهــار المشـرفية فـي=ليـل العجـاجة يـوم الـروع والرهب
ورازقـي الطيـر ما شـاءت قواضبهم=مـن كـل شـلو مـن الأعداء مقتضب
ومبتلـين بنهـر مـا لطــاعـــمه=مـن الشـهادة غيـر البعـد والحـجب
فـلن تُبـلَّ ولا فـي غــرفة أبــدا=منـه غليـل فـؤاد بالظمـا عطــب
حتـى قضـوا فغـدا كـل بمصـرعه=ســكينة وسـط تـابوت مـن الكثب
فاليبــك طالـوت حـزناً للبقيـة مـن=قـد نـال داود فيـه أعظـم الغلــب
أضـحى وكانـت لـه الأمـلاك حاملة=مقيـداً فـوق مهـزول بـلا قتـــب
يـرنو الـى الناشـرات الدمـع طاوية=اضـلاعهن علـى جمـر مـن النوب
والعـاديات من الفســـطاط ضـابحة=والمـوريات زنـاد الحـزن في لهـب
والمرســلات مـن الأجف انعبـرتها=والنـازعات بـرودا فـي يـد السـلب
والـذاريات تـراباً فـوق أرؤســـها=حـزناً لكـل صـريع بالعـرى تـرب
ورب مرضــعة منـهن قـد نظـرت=رضـيعها فاحـص الرجلين في الترب
تشـــوط عنـه وتـأتيه مكـــابدة=مـن حـاله وظمـاها أعظــم الكرب
فقـل بهــاجر إســماعيل احـزنها=متـى تشـط عنـه من بحر الظما تؤب
وما حكــتها ولا أم الكلـــيم أسـى=غـداة فـي اليـم ألقـته مـن الطلـب
هذي إليـها ابنـها قـد عاد مرتضـعاً=وهـذه قـد سـقي بالبـارد العــذب
فأين هـاتان ممـن قـد قضـى عطشاً=رضــيعها ونـأى عنـها ولـم يؤب
شـاركنها فـي عموم الجنـس وانفردت=عنهـن فيمـا يخـص النوع من نسـب
بـل آب مـذآب مقتـولاً ومنتـــهلاً=مـن نحـره بـدم كالغيـث منســكب
كانـت تـرجي عـزاء فيـه بعـد أب=لـه فلـم تحـظ بابـن لا ولا بــأب
فأصـبحت بنـهار لا ذكــــاء لـه=وأمسـت الليـل فـي جـو بـلا شهب
وصـبية مـن بنـي الزهـرا مــربقة=بالحبـل بيـن بنـي حمـالة الحطـب
كـأن كـل فـؤاد مــن عـــدوهم=صـخر بن حـرب غدا يفريه بالحرب
ليـت الألـى أطعمـو المسـكين قوتهم=وتـالييه وهـم فـي غـاية الســغب
حتـى أتـى هل أتـى فـي مدح فضلهم=مـن الإلـه لهـم فـي أشـرف الكتب
يـرون بالطـف أيتـاماً لهـم اُسـرت=يســتصرخون مـن الآبـاء كـل أبي
وأرؤس ســـائرات بالـرماح رمـى=مســيرها علمـاء النـجم بالعــطب
تـرى نجـوماً لـدى الآفاق ســائرة=غيــر التـي عهدت بالسـبعة الشعب
لـم تدر والسمر مذ ناءت بها اضطربت=من شـدة الخـوف أم مـن شدة الطرب
كواكـب فـي ســما الهيـجاء ثـابته=ســارت ولكـن بأطـراف القنا السلب
لي حـزن يعقـوب لا ينفـك ذا لهـب=لصـرَع نصـب عينـي لا الدم الكذب
وغلـمة من بنــي عدنـان أرسـلـها=للجـد والـدها في الحـرب لا اللعـب
ومعشــر راودتـهم عـن نفوســهم=بيـض الضـبا غير بيض الخرد العرب
فأنعمـوا بنفـوس لا عــديــل لهـا=حتى أسـيلت علـى الخرصان والقضب
فانظـر لأجسـادهم قـد قـدّ مـن قبل=أعضـاؤها لا الـى القمصـان والأهب
كل رأى ضـر أيـوب فمـا ركضـت=رجـل لـه غيـر حوض الكوثر العذب
قامت لهم رحمـة البـاري تمـرضهـم=جرحى فلم تدعـهم للحلـف والغضـب
وآنسين من الهيجـــاء نـار وغــى=فـي جانب الطف ترمي الشهب بالشهب
فيمموها وفـي الإيمان بيـض ضــبا=وما لـهم غيـر نصـر الله مـن أرب
تهـش فيهــا عـلى آســاد معـركة=هـش الكـليم علـى الأغنـام للعشـب
إذا انتضـوها بجمع مـن عــدوهـم=فالـهام شـاجدة منـها عـل التــرب
ومــولجين نهــار المشـرفية فـي=ليـل العجـاجة يـوم الـروع والرهب
ورازقـي الطيـر ما شـاءت قواضبهم=مـن كـل شـلو مـن الأعداء مقتضب
ومبتلـين بنهـر مـا لطــاعـــمه=مـن الشـهادة غيـر البعـد والحـجب
فـلن تُبـلَّ ولا فـي غــرفة أبــدا=منـه غليـل فـؤاد بالظمـا عطــب
حتـى قضـوا فغـدا كـل بمصـرعه=ســكينة وسـط تـابوت مـن الكثب
فاليبــك طالـوت حـزناً للبقيـة مـن=قـد نـال داود فيـه أعظـم الغلــب
أضـحى وكانـت لـه الأمـلاك حاملة=مقيـداً فـوق مهـزول بـلا قتـــب
يـرنو الـى الناشـرات الدمـع طاوية=اضـلاعهن علـى جمـر مـن النوب
والعـاديات من الفســـطاط ضـابحة=والمـوريات زنـاد الحـزن في لهـب
والمرســلات مـن الأجف انعبـرتها=والنـازعات بـرودا فـي يـد السـلب
والـذاريات تـراباً فـوق أرؤســـها=حـزناً لكـل صـريع بالعـرى تـرب
ورب مرضــعة منـهن قـد نظـرت=رضـيعها فاحـص الرجلين في الترب
تشـــوط عنـه وتـأتيه مكـــابدة=مـن حـاله وظمـاها أعظــم الكرب
فقـل بهــاجر إســماعيل احـزنها=متـى تشـط عنـه من بحر الظما تؤب
وما حكــتها ولا أم الكلـــيم أسـى=غـداة فـي اليـم ألقـته مـن الطلـب
هذي إليـها ابنـها قـد عاد مرتضـعاً=وهـذه قـد سـقي بالبـارد العــذب
فأين هـاتان ممـن قـد قضـى عطشاً=رضــيعها ونـأى عنـها ولـم يؤب
شـاركنها فـي عموم الجنـس وانفردت=عنهـن فيمـا يخـص النوع من نسـب
بـل آب مـذآب مقتـولاً ومنتـــهلاً=مـن نحـره بـدم كالغيـث منســكب
كانـت تـرجي عـزاء فيـه بعـد أب=لـه فلـم تحـظ بابـن لا ولا بــأب
فأصـبحت بنـهار لا ذكــــاء لـه=وأمسـت الليـل فـي جـو بـلا شهب
وصـبية مـن بنـي الزهـرا مــربقة=بالحبـل بيـن بنـي حمـالة الحطـب
كـأن كـل فـؤاد مــن عـــدوهم=صـخر بن حـرب غدا يفريه بالحرب
ليـت الألـى أطعمـو المسـكين قوتهم=وتـالييه وهـم فـي غـاية الســغب
حتـى أتـى هل أتـى فـي مدح فضلهم=مـن الإلـه لهـم فـي أشـرف الكتب
يـرون بالطـف أيتـاماً لهـم اُسـرت=يســتصرخون مـن الآبـاء كـل أبي
وأرؤس ســـائرات بالـرماح رمـى=مســيرها علمـاء النـجم بالعــطب
تـرى نجـوماً لـدى الآفاق ســائرة=غيــر التـي عهدت بالسـبعة الشعب
لـم تدر والسمر مذ ناءت بها اضطربت=من شـدة الخـوف أم مـن شدة الطرب
كواكـب فـي ســما الهيـجاء ثـابته=ســارت ولكـن بأطـراف القنا السلب
وللشيخ صالح الكواز ايضا:
ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا = فهل طربت لوقع الخطب مذوقعا
تزداد بشراً اذا زادت نوائبـه = كالبدر ان غشيتـه ظلمة سطعا
وكلما عثرت رجل الزمان عمى = أخذت في يـده رفقا ً وقلت لعا
وكم رحمت الليالي وهي ظالمـة = وما شكوت لها فعلا وان فضعا
وكيف تعظـم في الاقدار حادثة = على فتى ببني المختار قد فضعا
أيام أصبح شمل الشرك مجتمعـاً = بعد الشتات وشمل الدين منصدعا
ساقت عديـا ً بنو تيم لظلمهـم = امامهـا وثنت حربا لهـا تبعا
ما كان أوعر من يوم الحسين لهم = لولا ... لنهج الغصب قد شرعا
سلاظبا الظلم من اغماد حقدهمـا = وناولاها يزيدا ً بئس ما صنعـا
فقـام ممتثلا بالطف امرهمـا = ببيض قضب هما قدما ً لهـا طبعا
لاغرو ان هو قد الفى اباه على = هذا الضلال اذا ما خلفه هرعا
وجحفـل كالدبا جاء الدباب بـه = ومن ثنيـة هرشى نحوكـم طلعا
يا ثابتاً فـي مقام لو حوادثـه = عصفن فـي يذبل لانهار مقتلعا
ومفرداً معلما ً في ضنك ملحمـة = بهـا تعادى عليـه الشرك واجتمعا
للّـه أنت فكـم وتر طلبت بـه = للجاهليـة فـي احشائهـا زرعـا
قد كان غرساً خفيا ً في صدورهم = حتى اذا امنوا نار الوغى فرعا
واطلعت بعد طول الخوف أرؤسها = مثل السلاحف فيما اضمرت طمعا
واستأصلت ثار بدر في بواطنها = واظهرت ثار من في الدار قد صرعا
وتلكم شبهـة قامت بهـا عصب = على قلوبهم الشيطان قد طبعـا
ومذ اجالوا بأرض الطف خيلهـم = والنقـع أظلم والهندي قد لمعـا
لم يطلب الموت روحاً من جسومهم = إلا وصارمك الماضي له شفعا
حتى اذا بهم ضاق الفضا جعلت = سيوفكم لهم في الموت متسعا
وغص فيهم فم الغبرا وكان لهم = فم الردى بعد مضغ الحرب مبتلعا
ضربت بالسيف ضربا لو تساعده = يد القضاء لزال الشرك وانقشعا
بل لو تشاء القضا ان لا يكون كما = قد كان غير الذي تهواه ما صنعا
لكنكـم شئتم ما شاء بارؤكـم = فحكمـه ورضاكم يجريان معـا
وما قهرتـم بشيء غير ما رغبت = لـه نفوسكـم شوقاً وان فضعا
لا تشمتـن رزاياكـم عدوكـم = فما امات لكم وحيا ً ولا قطعا
تتبعوكم وراموا محو فضلكم = فخيب اللّـه من فـي ذلكم طمعا
اني وفي الصلوات الخمس ذكركم = لدى التشهد للتوحيد قد شفعـا
فما أعابك قتلٌ كنت ترقبـه = به لك اللّـه جم الفضل قد جمعا
وما عليك هوان ان يشال على = الميَّاد منك محيّاً للدجى صدعا
كأن جسمك موسى مذهوى صعقاً = وان رأسك روح اللّـه مذ رفعا
بكاك آدم حزنـاً يوم توبتـه = وكنت نوراً بساق العرش قد سطعا
كفى بيومك حزنا انـه بكيت = لـه النبيون قدما قبل ان يقعا
ونوح ابكيتـه شجواً وقلَّ بان = يبكي بدمع حكى طوفانه دفعا
ونار فقدك في قلب الخليل بها = نيران نمرود عنه اللّـه قد دفعا
كلمت قلب كليم اللـّه فانبجست = عيناه دمعـا ً دما ً كالغيث منهمعا
ولو رآك بارض الطف منفرداً = عيسى لما اختار ان ينجو ويرتفعا
ولا احب حياة بعـد فقدكـم = وما أراد بغير الطف مضطجعـا
يا راكباً شدقميا ً فـي قوائمـه = يطوي اديم الفيافـي كلما ذرعا
يجتاب متقد الرمضاء مستعـراً = لو جازه الطير في رمضائه وقعا
فرداً يكذب عينيـه اذا نظرت = في القفـر شخصا واذنيه اذا سمعا
عجْ بالمدينة وأصرخْ في شوارعها = بصرخة تملا الدنيا بهـا جزعـا
ناد الذين اذا نادى الصريخ بهم = لبوَّه قبل صدى من صوته رجعا
يكـاد ينفذ قبل القصد فعلهـم = لنصر من لهـم مستنجداً فزعا
مـن كل آخـذ للهيجاء أهبتهـا = تلقاه معتقـلا بالرمـح مدرعـا
لا خيلـه عرفت يوما ً مرابطهـا = ولا على الارض ليلا نبه وضعا
يصغي الى كل صوت علَّ مصطرخاً = للاخذ في حقـه من ظالميـه دعا
قل يا بني شيبة الحمد الذين بهم = قامت دعائـم دين اللـّه وارتفعا
قوموا فقد عصفت بالطف عاصفة = مالت بارجاء طود العز فانصدعا
لا انتم انتم ان لـم تقم لكـم = شعواء مرهوبـة مرأى ومستمعـا
نهارهـا أسود بالنقـع معتكـر = وليلهـا أبيض بالقضب قد نصعا
ان لم تسدوا الفضا نقعا فلم تجدوا = الى العلا لكـم من منهج شرعا
فلتلطـم الخيل خدّ َالارض عادية = فان خدَّ حسين للثرى ضرعـا
ولتملا الارض نعياً في صوارمكم = فان ناعي حسين في السماء نعى
ولتذهل اليوم منكم كل مرضعة = فطفله من دما أوداجـه رضعـا
لئن ثوى جسمه في كربلاء لقى = فراسه لنساه فى السباء رعى
نسيتـم أو تناسيتـم كرائمكـم = بعد الكرام عليها الذل قد وقعا
أتهجعون وهـم اسرى وجدهـم = لعمـه ليل بدر قط ما هجعـا
فليت شعري مـن العباس أرقَّه = أنينـه كيف لو أصواتهـا سمعا
وهادر الدم من هبار ساعة إذ = بالرمح هودج من تنمى له قرعا
ما كان يفعل مذ شيلت هوادجه = قسراً على كل صعب في السرى ظلعا
ما بين كل دعي لم يراع بها = من حرمة لا ولا حق النبي رعى
بنـي علـي وأنتم للنجا سببي = في يوم لا سبب إلا وقد قطعا
ويوم لا نسب يبقى سوى نسب = لجدكـم وابيكـم راح مرتجعا
لو ما أنهنه وجدي في ولايتكم = قذفت قلبي لمـا قاسيته قطعا
من حاز من نعم الباري محبتكم = فلا يبالي بشيء ضر أو نفعا
فانها النعمة العظمى التي رجحت = وزناً فلو وزنت بالدر لارتفعا
من لي بنفسٍ على التقوى موطنةً = لا تحفلـن بدهر ضاق أو وسعا
ما ضاق دهرك إلا صدرك اتسعا = فهل طربت لوقع الخطب مذوقعا
تزداد بشراً اذا زادت نوائبـه = كالبدر ان غشيتـه ظلمة سطعا
وكلما عثرت رجل الزمان عمى = أخذت في يـده رفقا ً وقلت لعا
وكم رحمت الليالي وهي ظالمـة = وما شكوت لها فعلا وان فضعا
وكيف تعظـم في الاقدار حادثة = على فتى ببني المختار قد فضعا
أيام أصبح شمل الشرك مجتمعـاً = بعد الشتات وشمل الدين منصدعا
ساقت عديـا ً بنو تيم لظلمهـم = امامهـا وثنت حربا لهـا تبعا
ما كان أوعر من يوم الحسين لهم = لولا ... لنهج الغصب قد شرعا
سلاظبا الظلم من اغماد حقدهمـا = وناولاها يزيدا ً بئس ما صنعـا
فقـام ممتثلا بالطف امرهمـا = ببيض قضب هما قدما ً لهـا طبعا
لاغرو ان هو قد الفى اباه على = هذا الضلال اذا ما خلفه هرعا
وجحفـل كالدبا جاء الدباب بـه = ومن ثنيـة هرشى نحوكـم طلعا
يا ثابتاً فـي مقام لو حوادثـه = عصفن فـي يذبل لانهار مقتلعا
ومفرداً معلما ً في ضنك ملحمـة = بهـا تعادى عليـه الشرك واجتمعا
للّـه أنت فكـم وتر طلبت بـه = للجاهليـة فـي احشائهـا زرعـا
قد كان غرساً خفيا ً في صدورهم = حتى اذا امنوا نار الوغى فرعا
واطلعت بعد طول الخوف أرؤسها = مثل السلاحف فيما اضمرت طمعا
واستأصلت ثار بدر في بواطنها = واظهرت ثار من في الدار قد صرعا
وتلكم شبهـة قامت بهـا عصب = على قلوبهم الشيطان قد طبعـا
ومذ اجالوا بأرض الطف خيلهـم = والنقـع أظلم والهندي قد لمعـا
لم يطلب الموت روحاً من جسومهم = إلا وصارمك الماضي له شفعا
حتى اذا بهم ضاق الفضا جعلت = سيوفكم لهم في الموت متسعا
وغص فيهم فم الغبرا وكان لهم = فم الردى بعد مضغ الحرب مبتلعا
ضربت بالسيف ضربا لو تساعده = يد القضاء لزال الشرك وانقشعا
بل لو تشاء القضا ان لا يكون كما = قد كان غير الذي تهواه ما صنعا
لكنكـم شئتم ما شاء بارؤكـم = فحكمـه ورضاكم يجريان معـا
وما قهرتـم بشيء غير ما رغبت = لـه نفوسكـم شوقاً وان فضعا
لا تشمتـن رزاياكـم عدوكـم = فما امات لكم وحيا ً ولا قطعا
تتبعوكم وراموا محو فضلكم = فخيب اللّـه من فـي ذلكم طمعا
اني وفي الصلوات الخمس ذكركم = لدى التشهد للتوحيد قد شفعـا
فما أعابك قتلٌ كنت ترقبـه = به لك اللّـه جم الفضل قد جمعا
وما عليك هوان ان يشال على = الميَّاد منك محيّاً للدجى صدعا
كأن جسمك موسى مذهوى صعقاً = وان رأسك روح اللّـه مذ رفعا
بكاك آدم حزنـاً يوم توبتـه = وكنت نوراً بساق العرش قد سطعا
كفى بيومك حزنا انـه بكيت = لـه النبيون قدما قبل ان يقعا
ونوح ابكيتـه شجواً وقلَّ بان = يبكي بدمع حكى طوفانه دفعا
ونار فقدك في قلب الخليل بها = نيران نمرود عنه اللّـه قد دفعا
كلمت قلب كليم اللـّه فانبجست = عيناه دمعـا ً دما ً كالغيث منهمعا
ولو رآك بارض الطف منفرداً = عيسى لما اختار ان ينجو ويرتفعا
ولا احب حياة بعـد فقدكـم = وما أراد بغير الطف مضطجعـا
يا راكباً شدقميا ً فـي قوائمـه = يطوي اديم الفيافـي كلما ذرعا
يجتاب متقد الرمضاء مستعـراً = لو جازه الطير في رمضائه وقعا
فرداً يكذب عينيـه اذا نظرت = في القفـر شخصا واذنيه اذا سمعا
عجْ بالمدينة وأصرخْ في شوارعها = بصرخة تملا الدنيا بهـا جزعـا
ناد الذين اذا نادى الصريخ بهم = لبوَّه قبل صدى من صوته رجعا
يكـاد ينفذ قبل القصد فعلهـم = لنصر من لهـم مستنجداً فزعا
مـن كل آخـذ للهيجاء أهبتهـا = تلقاه معتقـلا بالرمـح مدرعـا
لا خيلـه عرفت يوما ً مرابطهـا = ولا على الارض ليلا نبه وضعا
يصغي الى كل صوت علَّ مصطرخاً = للاخذ في حقـه من ظالميـه دعا
قل يا بني شيبة الحمد الذين بهم = قامت دعائـم دين اللـّه وارتفعا
قوموا فقد عصفت بالطف عاصفة = مالت بارجاء طود العز فانصدعا
لا انتم انتم ان لـم تقم لكـم = شعواء مرهوبـة مرأى ومستمعـا
نهارهـا أسود بالنقـع معتكـر = وليلهـا أبيض بالقضب قد نصعا
ان لم تسدوا الفضا نقعا فلم تجدوا = الى العلا لكـم من منهج شرعا
فلتلطـم الخيل خدّ َالارض عادية = فان خدَّ حسين للثرى ضرعـا
ولتملا الارض نعياً في صوارمكم = فان ناعي حسين في السماء نعى
ولتذهل اليوم منكم كل مرضعة = فطفله من دما أوداجـه رضعـا
لئن ثوى جسمه في كربلاء لقى = فراسه لنساه فى السباء رعى
نسيتـم أو تناسيتـم كرائمكـم = بعد الكرام عليها الذل قد وقعا
أتهجعون وهـم اسرى وجدهـم = لعمـه ليل بدر قط ما هجعـا
فليت شعري مـن العباس أرقَّه = أنينـه كيف لو أصواتهـا سمعا
وهادر الدم من هبار ساعة إذ = بالرمح هودج من تنمى له قرعا
ما كان يفعل مذ شيلت هوادجه = قسراً على كل صعب في السرى ظلعا
ما بين كل دعي لم يراع بها = من حرمة لا ولا حق النبي رعى
بنـي علـي وأنتم للنجا سببي = في يوم لا سبب إلا وقد قطعا
ويوم لا نسب يبقى سوى نسب = لجدكـم وابيكـم راح مرتجعا
لو ما أنهنه وجدي في ولايتكم = قذفت قلبي لمـا قاسيته قطعا
من حاز من نعم الباري محبتكم = فلا يبالي بشيء ضر أو نفعا
فانها النعمة العظمى التي رجحت = وزناً فلو وزنت بالدر لارتفعا
من لي بنفسٍ على التقوى موطنةً = لا تحفلـن بدهر ضاق أو وسعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق