الأحد، 26 فبراير 2012

في ذكرى الحسين عليه السلام --عادل الغضبان


 
أقصر فكل ضحية و فداء فلك يبث سنى أبي الشهداء
فلك جلت شم الحسين بدوره و البدر يجوه ضياء ذكاء
يعتز الأستشهاد أن سماءه تزري محاسنها بكل سماء
جمعت كرام النيرات و لألأت بمنوع الأنوار و الأضواء
إشراق لإيمان و نور عقيدة و شعاع بذل و ائتلاق فداء
و سنى نفو تسميت فدى الهدى و تذود عنه مصارع الأهواء
شهب من الخلد المنير بدت على أفق الفدى قدسية اللألاء
زهرت بها ذكرى الحسين و إنها ذكرى ليوم الشر رهن بقاء
إن الخلود لنعمة علوية يجزى بها الأبطال يوم جزاء
يرنو إليها العالمون و دونها غمرات أهوال و طول عناء
بالعبقرية و الجهاد يحوزها طلابها و الصبر في البأساء
حسبُ الحين ثمالة من فضله حتى يخلد في سنى و سناء
لكنه كسسب الخلود بنائل ضخم من الحسنات و البرحاء
بالبر و الخلق الكريم و بالتقى و القتل يمزقه إلى أشلاء
قدر تخرمه و نصب ذكره علم الفداء و راية العظماء
حي الحسين تحي سبط أكارم أهل الندى و العزة القعساء
رمز النبي إلى الفضائل و العلى لما دعاه بأجمل الأسماء
ورث الشجاعة و النهى عن هاشم و النبل رقراقاً عن الزهراء
و غزا قلوب دعاته و عداته بفضيلتين مروءة و وفاء
فإذا أغار ثناه عن خدع الوغى شرف الفؤاد و عفة الحوباء
لهفي على هذي المآثر اعملت فيها سيوف الوقعة النكراء
عجباً تعاديه الصوارم و القنا و تحله المهجات بالسوداء
حم القضاء فسار عجلان الخطى اتغوص فيه هام كل مراء
و يكون قرباناً لملكٍ واسع ينمو و يزهر في حمى الخلفاء
منعوه من ورد المياه فعبها و صاحبه ممزوجة بدماء
يا ويح زرعة أي يرى قد من سمح تحلى باليد البيضاء
يا ويح شمر أي رأس جز من مستأثر بصدارة الرؤساء
ويح الخيول وطئن جثة فارس إن يعلهن يجلن في خيلاء
ويح الأكف شققن ستر خبائه و رجعن في بردٍ و حلي نساء
ويح السياسة و المطامع و القلى ماذا تؤرث من أذى و بلاء
تحظى ببغيتها وتخلف بعدها ما شئت من ثأر ومن شحناء
غرست بأهليها الخائم فارتوت بدم الحسين مغارس البغضاء
يا كربلاء سقيتِ أرضكِ من دمٍ طهر أحال ثراك كنز ثراء
مهما بلغت من الملاحة فالشجى يكسو ملامح حسنكِ الوضاء
إن تنشدي السلوان فالتسمية في ذكرى الحسين و آله الشرفاء








سال المخالف -- نزار قباني

سـأل الـمخالف حـين انـهكه العجب        هل للحسين مع الروافض من نسب
لا يـنـقضي ذكــر الـحسين بـثغرهم        وعـلى امـتداد الـدهر يُْـوقِدُ كـاللَّهب
وكـــأنَّ لا أكَـــلَ الــزمـانُ عـلـى دمٍ        كــدم الـحـسين بـكربلاء ولا شـرب
أوَلَــمْ يَـحِنْ كـفُّ الـبكاء فـما عـسى        يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احتسب
فـأجـبـته مـــا لـلـحـسين ومـــا لـكـم        يــا رائــدي نــدوات آلـيـة الـطـرب
إن لــم يـكـن بـيـن الـحـسين وبـيننا        نــسـبٌ فـيـكفينا الـرثـاء لــه نـسـب
والــحــر لا يـنـسـى الـجـمـيل وردِّه        ولَإنْ نـسـى فـلـقد أســاء إلـى الأدب
يـــا لائـمـي حــب الـحـسين أجـنـنا        واجـتاح أوديـة الـضمائر واشـرأبّْ
فـلقد تـشرَّب فـي الـنخاع ولـم يـزل        سـريـانه حـتـى تـسـلَّط فـي الـرُكب
مــن مـثـله أحـيـى الـكـرامة حـيـنما        مـاتـت عـلى أيـدي جـبابرة الـعرب
وأفــــاق دنــيـاً طــأطـأت لـولاتـهـا        فـرقـى لــذاك ونــال عـالـية الـرتب
و غــدى الـصـمود بـإثـره مـتـحفزاً        والـذل عـن وهـج الحياة قد احتجب
أمـــا الـبـكاء فــذاك مـصـدر عـزنـا        وبــــه نـواسـيـهـم لــيـوم الـمـنـقلب
نـبـكي عـلـى الــرأس الـمـرتل آيـة        والـرمـح مـنـبره وذاك هـو الـعجب
نـبـكي عـلـى الـثـغر الـمـكسر سـنه        نـبكي عـلى الجسد السليب المُنتهب
نـبـكي عـلـى خـدر الـفواطم حـسرة        وعـلـى الـشـبيبة قـطعوا إربـاً إرب
دع عـنـك ذكــر الـخالدين وغـبطهم        كــي لا تـكـون لـنار بـارئهم حـطب