والنغم الخافقُ ينثالُ وئيداً
والشجر الخافقُ ينثالُ وئيداً
مزهواً بالصحو
وحبّات المطر المتساقطة ـ اللحظة ـ من وجه الشمسْ
صوتٌ يتصاعد ، والسربُ الموعودُ بأمنيّهْ
يتحاورُ في هَمسْ
يتنقّل في خطواتٍ لاهثة
فوق مدارج هذا الحُلْمْ..
مَن حدَّث تلك الأرواح الظامئة الحيرى ؟
أنَّ نهاراً يُولَدُ ، يمتدُّ
يرفُّ حماماتٍ من أجنحة اللَّهفهْ
مَن أودع في دمها السِرّا ؟
مَن أومأ للنور وسافر خلفهْ ؟
مَن فجّر في هذي الأرض الخزفية
ينبوعَ الزهراءْ ؟
مَن نضّر ذاكرةَ الأسماء ؟!
صوتٌ يتصاعد في النبع وئيداً..
يتهيّأ للُّقيا
ويُعوِّذُ في سرّ قرارته شبَحاً أبيضْ
عن نهرٍ نبويٍّ يَرفَضّْ
غدراناً من دمع يتفيّـا
فيه الواديْ
ويُسرِّبُ عاشوراء إلى كلّ بلادِ !
سوف يمرُّ على العاهات فيُبرئُها..
سوف يلملمُ من كلمات الفقراء براءتها ،
والمجذوبينْ
يمسحُ عنهم وجعاً وحنينْ
وسيحمل بين يديه نذورهم القرويّة
للربّ ، وللوجه القادم من عبق الشرقْ
يحمل ذكرى أبديّهْ
يا وجهاً يُوقظ في
الغابات نضارتها ، والبحر عواصفَهُ
مُرَّ على هذا الزمن المجدورْ
يا حُلماً بالوَهَج الدافقِ مضفورْ
يا حلُماً من نورْ
« فاتيما » تقتربُ الآن..
وينكسرُ البلّورْ !
عن تربته بدمٍ منحورْ
يهَبُ الثورة والخصبَ بذورهما ، .
يُطلقُ في الأرضِ الفرح المأسور !
« فاتيما » تقترب الآن..
وينكسرُ البلّورْ
تندلق الفرحة في الطرقات وفي الدور:
فاتيما
فاتيما
يا حُلُماً ممطور !
صوتٌ ينزف:
كان هنا ظلٌّ يحمل خطوتها..
يُشبه مشيتَها ،
كان هنا..
غادرت الأشياء جبلّتها ،
جاءت راكضةً
تهديها الورد الغضّْ
وتحيّيها
تمشي خلف خطاها تِيْها
والأطفال تُناديها:
فاتيما
يا مطراً أخضر
فاتيما
يا مصراً أخضر
صوتٌ يشهد:
هذا العالم مسكون بالخيبهْ..
بأجنّته النوويّة والغثيانْ
حدَّ الرهبهْ !
مسكون بالحقد الكافر والآلاتْ
تقطع أعناق الكلماتْ
تنفخُ في قنديل الروح صفيَر الظلمات !
والإنسانْ
حَنّط حُبَّهْ
زجَّجَهُ في دَنَسِ الرَّغبهْ !
صوتٌ يهتفُ:
يا فاتيما:
مُدّي للبحر نوافذهُ
وَدَعي أحزان الأشرعة الاولى
تنسربِ الآنَ مُغادرةً
من رئة الإعصار العاتي
فالبحر مواتيْ
يا فاتيما:
يا لُغة الطوفان الآتي
-----------------------------------------
(*) أسم مشهد في البرتغال يأوي اليه الزمنى والمرضى والمعاقون في ليلةٍ خاصةٍ مشهودةٍ كل عام ، محمّلين بالنذور فيبرؤوا في صباحه.