ارصف بباب علي ايها الذهب
و اخطف بأبصار من سرواو من غضبوا
و قل لمن كان قد اقصاك عن يده
عفوا اذا جئت منك اليوم اقترب
لعل بادرة تبدو لحيدرة
ان ترتضيك لها الابواب و العتب
فقد عهدناه و الصفراء منكرة
لعينه و سناها عنده لهب
ما قيمة الذهب الوهاج عنديد
على السواء لديها التبر و الترب
ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا
و في البلاد قلوب شفها السغب
و لا تضجر اكباد مفتتة
حتى يذوب عليها قلبه الحدب
أو يسقط الدمع من عيني مولهة
اجابها الدمع من عينيه ينسكب
تهفو حشاه لانات اليتيم بلا
ام تناغي و لا يحنو عليه أب
هذي هي السيرة المثلى تموج بها
روح الوصي و هذا نهجه اللحب
فاحذر دخول ضريح ان تطوف به
الا بإذن علي أيها الذهب
باب به ريشة الفنان قد لعبت
فأودعته جمالا كله عجب
تكاد لا تدرك الابصار دقته
مما تماوج في شرطانه اللهب
كأن لجة أنوار تموج به
خلالها صور الرائين تضطرب
سبائك صبها الابداع فارتسمت
روائع الفن فيها الحسن منسكب
يدنو الخيال لها يوما لينعتها
وصفا فيرجع منكوسا و ينقلب
أدلت بها يد فنان منقمة
تعنو لروعتها الأجيال و الحقب
ملء الجوانح ملء العين رهبتها
و مربض الليث غاب ملؤه رهب
يا قالع الباب و الهيجاء شاهدة
من بعد ما طفحت كأس بمن هربوا
بابان لم ندر في التبريح ايهما
اشهى اليك حديثا حين يقتضب
باب من التبر ام باب يقومه
مسماره و جذوع النخل و الخشب
هذا يشع عليه التبر ملتهبا
و ذاك راح بنار الحقد يلتهب
و أي داريك أحرى ان نطوف بها
و ان تجللها الاستار و الحجب
دار تحج بها الدنيا لمجدك ام
دار عليك بها العادون قد وثبوا
هذي تدال بها للحق دولته
زهوا و في تلك فيء الحق يغتصب
حتى اذا جاءت الدنيا مكفرة
عما جنته و جاء الدهر يتهب
شادت عليك ضريحا تستطيل على
هام السماء به الاعلام و القبب
و تلك عقبى صراع قد صبرت له
و ذا فدينك مظلوما هو الغلب
بلغ معاوية عني مغلغلة
و قل له و أخو التبليغ ينتدب
قم و انظر العدل قد شيدت عمارته
و الجور عندك خزي بيته خرب
تبني على الظلم صرحا رن معوله
بجانبيه و هدت ركنه النوب
ابت له حكمة الباري بصرختها
ان لا يخلد مختال و مرتكب
قم و انظر الكعبة العظمى تطوف بها
حشد الالوف و تجثو عندها الركب
تأتى له من اقاصي الارض طالبة
و ليس الا رضا الباري هو الطلب
قل للمعربد حيث الكأس فارغة
خفض عليك فلا خمر و لا عنب
سموك زورا امير المؤمنين و هل
يرضى بغير (علي) ذلك اللقب
هذا هو الرأس معقود لهامته
تاج الخلافة فأخسا ايها الذنب
يا باب (حطة) سمعا فالحقيقة قد
تكشفت حيث لا شك و لا ريب
مواهب الله قد و افتك مجزية
ما كنت تبذل من نفس و ما تهب
هذي هي الوقفات الغر كنت بها
للدين حصنا منيعا دونه الهضب
هذي هي الضربات الوتر يعرفها
ضلع بها انقد او جنب بها يجب
هذي هي اللمعات البيض كان بها
عن وجه خير البرايا تكشف الكرب
هذي هي النفس قد روضت جامحها
فراق للعين منها عيشها الجشب
فلا الخوان لها يوما ملونة
منه الطعوم و لا ابرادها قشب
لا تكتسي و فتاة الحي عارية
و لا تعب و مهضوم الحشا سغب
نفس هي الطهر ما همت بموبقة
و ليس تعرف كيف الذنب يرتكب
هذي التي انقادت الاجيال خاشعة
لهديها و ترامت عندها النجب
تعيفوا و ركبنا في سفينته
فميز اللج من عافوا و من ركبوا
و ساوموا فاشترينا حب حيدرة
و لا نبيع و لو ان الدنا ذهب
يا فرصة كنت للاسلام ضيعها
حقد النفوس و ابلى جدها اللعب
شجوا برغمك امرا انت تعصبه
في ذمة الله ما شجوا و ما شجبوا
فرحت تنفض من هذا الحطام يدا
اذ شمت فيه يد الاطماع تنتشب
تكالب عنه قد نزهت محتقرا
له و عندك ما يشفى به الكلب
فاستنزلوك عن العرش الذي ارتفعت
بك القواعد منه فهو منتصب
لو انصفوك لفاض العلم منتشرا
في الخافقين و سارت بالهدى كتب
و لازدهى باسمك الاسلام دوحته
فينانة و فناه مربع خصب
و لا بتنيت عليه من سماء علا
ما ليس تأفل عن آفاقها الشهب
لله انت فقد حملت من محن
ما لم يطق صابر في الله محتسب
امر به ضاقت الدنيا بما رحبت
و لم يضق عنه يوما صدرك الرحب
جاءتك«فارس»باسم الباب يجذبها
لك الولاء على شوق فتنجذب
ان يبعدوا عنك بالاوطان نائية
فكم لهم قربات باسمها قربوا
هم في المحاريب اشباح مقوسة
و في الحروب ليوث غابها اشب