الجمعة، 10 أغسطس 2012

ارصف بباب علي ايها الذهب‏ -الشيخ عبد المهدي مطر


ارصف بباب علي ايها الذهب‏ 
و اخطف بأبصار من سرواو من غضبوا 
و قل لمن كان قد اقصاك عن يده‏ 
عفوا اذا جئت منك اليوم اقترب‏ 
لعل بادرة تبدو لحيدرة 
ان ترتضيك لها الابواب و العتب‏ 
فقد عهدناه و الصفراء منكرة 
لعينه و سناها عنده لهب‏ 
ما قيمة الذهب الوهاج عنديد 
على السواء لديها التبر و الترب‏ 
ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا 
و في البلاد قلوب شفها السغب‏ 
و لا تضجر اكباد مفتتة 
حتى يذوب عليها قلبه الحدب‏ 
أو يسقط الدمع من عيني مولهة 
اجابها الدمع من عينيه ينسكب‏ 
تهفو حشاه لانات اليتيم بلا 
ام تناغي و لا يحنو عليه أب‏ 
هذي هي السيرة المثلى تموج بها 
روح الوصي و هذا نهجه اللحب‏ 
فاحذر دخول ضريح ان تطوف به‏ 
الا بإذن علي أيها الذهب‏ 
باب به ريشة الفنان قد لعبت‏ 
فأودعته جمالا كله عجب‏ 
تكاد لا تدرك الابصار دقته‏ 
مما تماوج في شرطانه اللهب‏ 
كأن لجة أنوار تموج به‏ 
خلالها صور الرائين تضطرب‏ 
سبائك صبها الابداع فارتسمت‏ 
روائع الفن فيها الحسن منسكب‏ 
يدنو الخيال لها يوما لينعتها 
وصفا فيرجع منكوسا و ينقلب‏ 
أدلت بها يد فنان منقمة 
تعنو لروعتها الأجيال و الحقب‏ 
مل‏ء الجوانح مل‏ء العين رهبتها 
و مربض الليث غاب ملؤه رهب‏ 
يا قالع الباب و الهيجاء شاهدة 
من بعد ما طفحت كأس بمن هربوا 
بابان لم ندر في التبريح ايهما 
اشهى اليك حديثا حين يقتضب‏ 
باب من التبر ام باب يقومه‏ 
مسماره و جذوع النخل و الخشب‏ 
هذا يشع عليه التبر ملتهبا 
و ذاك راح بنار الحقد يلتهب‏ 
و أي داريك أحرى ان نطوف بها 
و ان تجللها الاستار و الحجب‏ 
دار تحج بها الدنيا لمجدك ام‏ 
دار عليك بها العادون قد وثبوا 
هذي تدال بها للحق دولته‏ 
زهوا و في تلك في‏ء الحق يغتصب‏ 
حتى اذا جاءت الدنيا مكفرة 
عما جنته و جاء الدهر يتهب‏ 
شادت عليك ضريحا تستطيل على‏ 
هام السماء به الاعلام و القبب‏ 
و تلك عقبى صراع قد صبرت له‏ 
و ذا فدينك مظلوما هو الغلب‏ 
بلغ معاوية عني مغلغلة 
و قل له و أخو التبليغ ينتدب‏ 
قم و انظر العدل قد شيدت عمارته‏ 
و الجور عندك خزي بيته خرب‏ 
تبني على الظلم صرحا رن معوله‏ 
بجانبيه و هدت ركنه النوب‏ 
ابت له حكمة الباري بصرختها 
ان لا يخلد مختال و مرتكب‏ 
قم و انظر الكعبة العظمى تطوف بها 
حشد الالوف و تجثو عندها الركب‏ 
تأتى له من اقاصي الارض طالبة 
و ليس الا رضا الباري هو الطلب‏ 
قل للمعربد حيث الكأس فارغة 
خفض عليك فلا خمر و لا عنب‏ 
سموك زورا امير المؤمنين و هل‏ 
يرضى بغير (علي) ذلك اللقب‏ 
هذا هو الرأس معقود لهامته‏ 
تاج الخلافة فأخسا ايها الذنب‏ 
يا باب (حطة) سمعا فالحقيقة قد 
تكشفت حيث لا شك و لا ريب‏ 
مواهب الله قد و افتك مجزية 
ما كنت تبذل من نفس و ما تهب‏ 
هذي هي الوقفات الغر كنت بها 
للدين حصنا منيعا دونه الهضب‏ 
هذي هي الضربات الوتر يعرفها 
ضلع بها انقد او جنب بها يجب‏ 
هذي هي اللمعات البيض كان بها 
عن وجه خير البرايا تكشف الكرب‏ 
هذي هي النفس قد روضت جامحها 
فراق للعين منها عيشها الجشب‏ 
فلا الخوان لها يوما ملونة 
منه الطعوم و لا ابرادها قشب‏ 
لا تكتسي و فتاة الحي عارية 
و لا تعب و مهضوم الحشا سغب‏ 
نفس هي الطهر ما همت بموبقة 
و ليس تعرف كيف الذنب يرتكب‏ 
هذي التي انقادت الاجيال خاشعة 
لهديها و ترامت عندها النجب‏ 
تعيفوا و ركبنا في سفينته‏ 
فميز اللج من عافوا و من ركبوا 
و ساوموا فاشترينا حب حيدرة 
و لا نبيع و لو ان الدنا ذهب‏ 
يا فرصة كنت للاسلام ضيعها 
حقد النفوس و ابلى جدها اللعب‏ 
شجوا برغمك امرا انت تعصبه‏ 
في ذمة الله ما شجوا و ما شجبوا 
فرحت تنفض من هذا الحطام يدا 
اذ شمت فيه يد الاطماع تنتشب‏ 
تكالب عنه قد نزهت محتقرا 
له و عندك ما يشفى به الكلب‏ 
فاستنزلوك عن العرش الذي ارتفعت‏ 
بك القواعد منه فهو منتصب‏ 
لو انصفوك لفاض العلم منتشرا 
في الخافقين و سارت بالهدى كتب‏ 
و لازدهى باسمك الاسلام دوحته‏ 
فينانة و فناه مربع خصب‏ 
و لا بتنيت عليه من سماء علا 
ما ليس تأفل عن آفاقها الشهب‏ 
لله انت فقد حملت من محن‏ 
ما لم يطق صابر في الله محتسب‏ 
امر به ضاقت الدنيا بما رحبت‏ 
و لم يضق عنه يوما صدرك الرحب‏ 
جاءتك«فارس»باسم الباب يجذبها 
لك الولاء على شوق فتنجذب‏ 
ان يبعدوا عنك بالاوطان نائية 
فكم لهم قربات باسمها قربوا 
هم في المحاريب اشباح مقوسة 
و في الحروب ليوث غابها اشب