الجمعة، 23 ديسمبر 2011

وجه الصباح علـي ليل مظلم ( جعفر الحلي )



وجه الصباح علي َّ ليل ٌ مظلم ُ = وربـيع أيامي علي َّ محرم ُ
والليل يشهد لي بأني ساهر = إن طاب للناس الرقاد فهوموا
بي قرحة لو أنهـا بيلملـم ٍ = نسفت جوانبه وساخ يلملم ُ
قلقا تقلبني الهموم بمضجعي = ويغور فكري في الزمان ويتهم
من لي بيوم وغى يشب ضرامه = ويشيب فود الطفل منه فيهرم
يلقي العجاج به الجران كأنه = ليل وأطذرا الأسنة أنجم
فعسى أنال من الترات مواضيا = تسدى عليهن الدهور وتلحم
أوموتة بين الصفوف أحبها = هي دين معشري الذين تقدموا
ما خلت أن الدهر من عاداته = تروى الكلاب به ويظمى الضيغم
ويقــدم الأمـوي وهو مؤخر = ويؤخر الـعلوي وهو مقدم
مثل ابن فاطمة يبيت مشردا = ويزيد فـي لذاتــه متنعم
يرقى منابـر أحمد متأمرا = في المسلمين وليس ينكر مسلم
ويضيق الدنيا على ابن محمد = حتى تقاذفه الفضاء الأعظم
خرج الحسين من المدينة خائفا = كخروج مـوسى خائفا يتكتم
وقد انجلى عن مكة وهو ابنها = فكأنما المأوى عليه محرم
لم يدر أين يريح بدن ركابه = وبه تشرفت الحطيم وزمزم
فمضت تأم به راق نجائب = مثل النعام بـه تخب وترسم
متعطفات كالقسي موائلا = وإذا رتمت فكأنما هي أسهم
حفته خيـر عصابـة مضرية = كالبدر حين تحف فيه الأنجم
ركب حجازيون بي رحالهم = تسري المنايا أنجدوا أو أتهموا
يحدون في هزج التلاوة عيسهم = والكل فـي تسبيحه يترنم
متقلدين صـوارمـا هندية = من عزمهم طبعت
متقـلـدين صوارمـا هندية = من عزمهـم طبعت فليس تكهم
بيض الصفاح كانهـن حائـف = فيهـا الحمام معنون ومترجـم
إن أبرقت رعدت فرائص كل ذي = بأس وأم مـن جوانبـه الدم
ويقومـون عواليـا خطيـة = تتقاعـد الأبطـال حن تقـوم
أطرافها حمـر تزين به كما = قد زين بـالكف الخضيبة معصم
وتباشر الوحش المثار أمامهم = بيديه ساب كما يسيب الأرقم
وتقمصـوا زرد الدموع كأنه = ماء به غص الـصبا يتنسم
تقاسم اهلي الميراث وانصرفوا = من نـسج داود أشـد وأحكم
نزلـوا ابحومة كربل افتطلبت = منهـم عوائدهـا الطيور الحوم
وتباشر الـوحش المثار أمامهم = أن سوف يـكثر شربه والمطعم
طمعت أمية حين قل عديدهم = لطليقهم في الفتح أن يستسلموا
ورجـوا مذلتهم فقلن رماحهم = من دون ذلك ان تنال الأنجم
حتى إذا اشتبك النزال وصرحت = صيد الرجال بما تجن وتكتم
وقع العذاب على جيوش امية = من باسل هو في الوقائع معلم
ما راعهـم إلا تقحـم ضيغم = غيـر ان يعجظـه ويدمـدم
عبست وجوه القوم خوف الموت = والـ ـعباس فـيهم ضاحك متبسم
قلب اليمين على الشمال وغاص في = ال أوساط يحصد في الرؤس ويحطم
وثنى ابو الفضل الفوارس نكصا = فرأوا أشـد ثباتهم أن يهزموا
ماكر ذو بأس لـه متقـدا = إلا وفـر ورأسـه الـمتقـدم
صـبـغ الخـيول برمحه حتى غدى = سـيـان أشـقـر لـونـها والأدهم
مـاشـد غـضـبانا على ملمومة = غلا وحل بـهـا الـبـلاء الـمبرم
ولـه إلـى الأقـدام سـرعة هارب = فـكـانـمـا هـو بـالـتـقدم يسلم
بـطـل تـورث مـن ابيه شجاعة = فـيـها أنـوف بـني الظلالة ترغم
يـلـقـي الـسـلاح بشدة من بأسه = فـالـبـيـض تـلثم والرماح تحطم
عرف المـواعـظ لا تـفـيد بمعشر = صـمـواعن النبأ الأعظيم كماعموا
فـانـصاع يخطب بالجماجم والكلى = فـالـسـيـف يـنثر والمثقف ينظم
أوتـشـتـكي العطش الفواطم عنده =وبـصـدرصـعـدته الفرات المفعم
لـوسـد ذو الأقرنين دون وروده = نـسـفـته هـمـته بـماهو أعظم
ولـو اسـتـقـى نهرالمجرة لارتقى = وطـويـل ذابـلـه إلـيها سلم
حـامـي الـضـعينة اين منه ربيعة = أم أيـن مـن عـلـيـا أبـيه مكدم
فـي كـفـه الـيسـرى السقاء يقله = وبـكـفـه الـيـمنى الحسام المخذم
مـثـل الـسـحابة للفواطم صوبه = ويـصـيـب حـاصبة العدو فيرجم
بـطـل إذا ركـب المطهم خلته = جـبـلا أشـم يـخـف فيه مطهم
قـسـمـا بـصارمه الصقيل وإنني = فـي غـيـرصـاعقة السما لا أقسم
لولا القضا لمحى الوجود بسيفـه = واللـه يقضـي مـا يشاء ويحكم
حسمت يديـه الـمرهفات وانـه = وحسامـه مـن حدهـن لأحسـم
فغدى يهيم بأن يصول فلم يطـق = كـاللـيث إذ أطـرافـه تتقلـم
أمن الـردى مـن كان يذر بطشه = أن البغـاث إذا أصيب القشعـم
وهـوى بجنب العلقمـي فليتـه = للشـاربيـن بـه يـداف العلقـم
فمشى لمصـرعه الحسين وطرفه = بـيـن الخيـام وبينهـم متقسـم
ألفـاه محجـوب الجمـال كأنـه = بـدر بمنحطـم الوشيـج ملثـم
فـأكب منحنيـا عليـه ودمعـه = صبـغ البسيـط كأنمـا هو عندم
قد رام يلثمـث فلـم يرى موضعا = لـم يدمـه عـض السلاح فيلثـم
نادى وقـد ملأ البـوادي صيحة = صـم الصخـور لهولـه تتألـم
أأخي يهنيـك النعيـم ولم أخـل = ترضى بـأن أرزى وأنت منعـم
أأخي مـن يحمـي بنات محمـد = إن صرن يستر حمن من لا يرحم
ما خلت بعدك أن تشل سواعدي = وتكف باصرتـي وظهـري يقصم
ما بـي مصرعـك لـفضيع وهـذه = إلا كمـا دعـوك قبـل وتنعـم
هذا حسامـك مـن يـذب بـه لعدا = ولـواك هـذا مـن بـه يتقـدم
هونت يابن أبـي مصـارع فتـية = والجـرح يكنـه الـذي هـو آلم
يا مالكا صـدرالـشـريـعـة إنني = لقـليـل فـي بكـاك متمأم

 

عبد نور داوود



انزلت مئذنتي وصحتك نادبا
واتيت من ديني لدينك تائبا
مولاي عفوك ان تأخر مقدمي
انا كنت في ربي وربك غائبا
في حشد من مدوا الدعاء اصابعا
مدت على رب الدعاء مخالبا
تلك الأكف الضارعات رأيتها
ابرا ومن رفعوا الأكف عقاربا
الحالبون بكف ربك خلقه
وعليهم ُ باعوا الحليب الرائبا
ختموا السماء على الجباه وقدموا
لبطونهم اهل السماء مآدبا
وامامهم يحدو لسان امامهم
خذ اجر مركوب لتبعث راكبا
أأمامنا غلبوا الهك قال لي
كن فيه مغلوبا ولا تكُ غالبا
ذبحوه والسكين كفي صاح بي
جرئوا نعم جرئوا فلست محاسبا
هم حاسبوني كن مسيحا ليتني
كان المسيح لصالبيه صالبا
حطبوا النهار ليصلبوني فوقه
فهربت من عشواء ليلك حاطبا
وتركت يا ابليس خلفي امة
فيها مسيلمة يقاضي الكاذبا
وتركت بينهم العراق عليّه
حسناته عدت عليه مثالبا
كثرت ولاة بني أُمّية حوله
والروم شنوهم عليه كتائبا
فأذا رأوه سلّنا رفعت شفا
ههم المصاحف يارماح توائبا
من يا عراق يصول عمارا نضا
تسعينه ولحاجبينا عاصبا
من يورد العطشى السيوف ومالك
السم كان له بمصر شاربا
والكوفة الحمراء يمهل ثارها
برد وصيف دام فيها لاهبا
ان صاح صوتك صح عليه فليس من
سيف يسل لك الرجال مجاوبا
الحق لم يترك لأمسك صاحبا
الحق لم يترك ليومك صاحبا
جمل هناك رغا هنا صفيّنهم
وترى بثوبك خارجيا واثبا
كن خلف رأسك ما سجدت فغدرهم
ابن لملجمهم وراءك ضاربا
انا لن اصلي خلف صبرك شاكرا
بدماي وضّئني أصلّ مواضبا
عمر ابن عاصك ياعراق زماننا
قد سل سروالا وصال محاربا
خذ عنفوانك مالئا شاجوره
دمنا وهلهلنا انتصارا صاخبا
اطلق على نار العدو صدورنا
اطلق صدورا للرصاص نواخبا
أعراق سر خلف الحسين لكربلا
لا خلف دمعك للحسين مواكبا
اشجب لسانك هاتفا بسكوته
ان لم تكن بذراع عزمك شاجبا
ان الاسود اذا ارتضت بعرينها
غابا ستخرج كي تصاد ارانبا
كن سيف كفك رافضيا ذلهم
هاهم بسيفك صبحوك نواصبا
يا ويح كفك ياعراق تفرقت
حتى اصابعها عليك مذاهبا
ابليس عفوك ما نزلت بموطني
الدمع انزلني عليه معاتبا
يا والد الدنيا وجد نغالها
شرفي اتاك لعهر بنتك خاطبا
اقبل –فديت- انا سليل مباديء
امسيت بومتها فصرن خرائبا
نزلوا الى الدنيا عجائب ربهم
فأرتهم الدنيا وانت عجائبا
مابين مسموم وبين مقتل
الا ال نجى من بطش حزبك غائبا
شهدا تذبحنا السيوف وتبتني
لبني السيوف على الدماء مناحبا
اذّن كأفضل ما اذنت لعائذ
أسرته صومعة فجاءك هاربا
ثورا قضاني العمر ينطح جلده
نصبوه لي فركضت نحوي غاضبا
من بعد ما غرزوا السيوف رأيتني
وانا المعلق فوق قرني راهبا
مولاي أدخل ؟ ها يدي مدت يدي
قلبا يدق عليّ بابك راغبا
أذّن لتدخل في حماك بقيتي
انا جئت نارك مستجيرا طالبا
بوركت من نار حشود عبادها
رصوا لتأدية الذنوب مناكبا
ها قد حججت اليك لبت في دمي
جمراته ...خذها وكن لي حاصبا
اضرب بنظرتك الرجيمة سحنتي
حدّقْ تجد وطنا بوجهي شاحبا
فيه البيوت العاقرات حوامل
في ساكنيها اليطلقون مصائبا
هذي يتاماه تنوح بمقلتي
وتمد صوتي الامهات نوادبا
هذي القدور على القلوب تنز في
انّاتها للآكلين اطايبا
هذي النساء المطفآت تشيّع ال
الاجساد في كفن الثياب غواربا
هذا الرضيع الجوع يرضع دمعه
والام في شفتيه صدرا ناضبا
وعلى قبور الاكرمين ارامل
هن القبور على القبور نواحبا


قصيدة اخرى للشاعر عبد نور داود

أو أنت حــاشا يـــــــــا حسينك تخــــذلُ.....هم يا عراق دعوك ثم تـــــكـــربــــــــ لوا
أقـــبـل إلينا يـــــــا أبن بنت نـــبـــيـــنــا.... .فإذا السيوف هي التي تستقبـــــــــلُ
أقــــبــــل إلينــا حـــــان وقــــت حصادنا.....فــــــــ إذا هـمُ بيد الدراهم مــــنجـــــلُ
هـــــدموا بظلك يـا عراق خــيامــــهـــم..... فـــرحلت يوم استوطنتك الــــرحـَّــــــل
يــــــــا أيها السيف الذي لـــــم ينـــثلم..... سلوك أنت عليك مــاذا تـــفـــعـــــــــلُ !؟
هي غبرةٌ كــــان العــــراق وكنـــتــهـــــا.... . لـــــم تنقشع إلا وأنـــت مـــــجنـــــدلُ
قـــتـــلوا الحسين فحزهم بــــدمـــائـــه.... . وبقيت في دمــــه ودمعك تـقـــتـــــــلُ
بـــــــــــاعوه من قــــد بـــــــــــــايــــ عـوه وبعدها.....اخذوا القميص الى النبي و أعولوا
ركــــبــــوا صلاتهــــمُ يــــصيــــح دعـائها..... أكل العراق حــــسيننا و ســنأكـــــلُ
ورمـــــوا الــــقمــيص مبـــلـــلا بــــدمـائه..... فإذا بــه بــــدم الـــعــــراق مــــبــلـــــلُ
وإذا الـــعـــراق حســيــنــه مســتــفرداُ..... حـــــــرٌ بــــــأنـــات الـــــجـــياع مكبــــلُ
وطــــني عـــــراق الله يـــا روحي التي....صارت عـــلى جــــمـــرات حفــــظك حـــرمــــلُ
مــــــــــــرآة ربــــــــك أنت يــــــــا نــــوراً بــه...وجـــه الـــــسمـــاءبربـــ ـه يـــتـــجـــمـــلُ
يا بيت أهل البيت تنعب حولك ال.....دنـــياومــــ ن فـــمــك الـــحـــمـــائــمُ تــهــــدلٌ
يــا حــرُ عدت غـــريب أهلــك لا تـــصح ..... فبنــــو ريــــاح الـريـــح فيهم تفتلُ
وقـــلـــــوبــهـــم أبـــواب أمـــسٍ صــادئٍِ..... متـــكسرٌ في قفلــها الـــمستـــقــبــلٌ
لا تــــطــــرق الأبــــواب مـــسلم إنـهـم ..... حتى وان فــتحــوا فـــكفـــك مـقـفــلُ
والكـــوفــــة الــصلت وراك عـشاءَهــا..... قبل الركـــــوع الساجـدون تــسللـــوا
تـــركـــوك وحـــدك يــــا عـراق قلوبهـــم ..... هــرعت بهــــا لبني الدراهـم ارجــلُ
لا تلــــتفــت يامسلم الـــــــتأري.....خ حتى ظلك المــرشي عـــــنـك يــــهــــــرولُ
سر يــــا عــــراق فــــكـــل شـــبــر كربلا ..... وأراك انـــت اليـــوم من بــــك قـــتــلٌ
يـــــا كافـــــل الأيتــــــام صـــــرت يتيمنا ..... مــن ذا لهـــم ولــنـا ومـن لك يكفـــلُ
أمــــقطـــع الـــكفـــيـــن فـــوق فـــراتـناال.....عطش ان.. مـاذا أم بماذا تــحـــمــــلُ
أنـــــظــر لــــجلـــدك ثــــقــبــــوه مخافةً ..... فـيـــه لــغــيم اللـه مـــــــاء تـــنــقـــلُ
أنظر لعينك ســــهــم غــــدرٍ صابهـــــــا.....فعل ــى الـــحدود بفيــــض نحــرك تهملُ
إنــــا سبايـــــا لـــقمة الــعيش الــــتي.....فــي طفهــــا لـــم يـبـق إلا الــثــكــــلُ
صــــــارت صغــــارك يــــا حسين كبارنا.....شبت بــــــطونهم فــفـــرَّ الــــــدّهـــــلُ
مــتــغــــربــــــو ن وكــــل ارض طـــوعــة.....تؤوي ونحن اللائــــــذون الـــــقــــتّـــــل ُ
عـــــبـــــر الحدود مراسليـــن بـــيــوتنـا.....مــ ـاذا تـــرى بـــعــــد التحية نــــرســـلُ
أخــبــار أطــفال ببـــاب قــــلــوبــــهـــم. ....حـــلــوا عــسى أبــــاءهم أن يـــقبلـــوا
هــــذا يقول لأمه لا تقـــفلي ال....أحـــلام ربَّ أبــــــــي عـــليــــــنــــــا يـــــدخــــلُ
هـــــذي تقـــــول أبي بعيد عـــــنـــــدنا..... كــفاه لا الثوب الجديد الــــمـــخــمـــــل ُ
أبـــــاؤنـــا سكنوا القبــــور عـــيــونهـم.....شــ ـوقـــــــاً لـــنــــا مفتــــوحة لا تسبــلُ
ونــــــساؤنــــا صــــارت ارامــــل بــعدنــا.....أرأيــ ـت حــيــــاً زوجــهـــا تــتــرمـــــــلُ
أبــــــوابـــــهـــ ــم مفتوحة لـــــــرحيلهـم..... ان لـــم يــقــم فــي ساكنـــيـه المنزلُ
فـــهنـــاك مـــن مــتســــولٍ وطـــنٌ لــه..... وهــنا الذي أنـــفـــاسه تـــتـــســــولُ
هــــذي خيامك يـــاحسين بـــطونــــنـا.....و الـــــشمـــر فيهـــــــا كل يوم يُشعـــلُ
أن كـــــان حرملــــة أستبــــاح رضيعكم..... فبعنق رضعنــا الـــجميع تـــحـــرملـــوا
أمــــسى الـــعــراق عــليكم يــاسيدي.....والجوع يـــضـــرب والـــحصـــار المحملُ
هــذي ثـــمــــانية على أحقــابـــــهــــا.. .. .نحدي ولا شامٌ عـــليــهــــــا نــــنــــزلُ
يــــــا ليتهــــا فـــــوق الـــرمـاح رؤوسنا.... لــــــــيـــزيــــد فـــــوق رمالـهــــا تـــتــنــقلُ
موتى نسير على رفــــات حيـــاتــنــــا..... مــــــوتى ولـــــكــــن دفــنــنـــا يتأجـلُ
لـكــــأن ميـــتــنا النشيع نعـــشــه..... هـــــو مـــن يشيعنــــا وينــدب عجلوا
لا في الذين هـنـاك مــلء قــبـــورهـــم.....ا لــدود فــيـــمــن خــلفــوهــم يـــأكـــلُ
خــبــراً بــبــطن الذئب صرت عــــراقنـــا.....وب ــنــو الــقميــص الى ابيهــم اقفلــوا
كـــانـــوا أذامــا الجــوع لاك صـــغــارهـم.....شــ ـدوا الــبطــون الى العراق تحملـوا
الارض واقـــفــة عـــلـــى أبــــــوابــــنــــ ا.....شبعانــهــا من جـــائعينــــا يــســــألُ
والــــيـــوم حـفـت تلــــوك يـابس صبرنـا.....والنحــــ ل يلســـعُ فــيــه هذا الحنظلُ
واذا الـــذيــــن بــبــابــنــــا أبــوابــــهــــم... ..خطت عـــراقـــيــيــن لا نستقــــبــــلُ
اعــــــــراق لا تلـــــم الـــعقـال مـــهـــدلا.....لم لابسيه هم الـــذين تــهـــدلـــــوا
ان لـــم تـــكــن كــف الــسلاح رصـاصـة.....فقل الــسلاح عــــن المسلح اعـــزلُ
قــــــــدوا قميصــــك كــــاشفي أدبارهم.....صبــــــ راً قضــــــــى فيها الزمان المقبلُ
سبع عـــجـــــــــاف آكـــــــلات لحومهـم.....ثـــق أنت يوسفها وأنت الـــسنـبــــلُ
لا لــــن تتوب فصاحبـــــاك جــمــيـعـهم.....وغـ ـــــــداً يـــقصـــون الــــرؤى وتـــؤولُ
وبـــنـــوا أبـيـــــك غدا سيطــرق جـــوعهـــم.....وغــ ـــــــدا تكيل لهم ونحن المـكيـــلُ
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
                                                   

الاستــاذ غازي الحــدّاد

غدرت بوصلي وانقلبـت مجافيـا = وصـار فـؤادي للتباعـد وافيـا
وهتكت صبري وانقلبت مجازعـا = أروق لنفسـي كلمـا كنـت باكيـا
إذا ما أزحت الدمـع عنـي خلتـه = تسطر فـوق الصفحتيـن قوافيـا
يمجدن أو يهجون من غير إمرتـي = وينثرن فـي نظـم البيـان فؤاديـا
أخط وظنـي قـد كتبـت مدائحـا = فـإذا قـرأت وجدتهـن مراثـيـا
لك الله يا قلبي أما لك في الهـوى = صبايا فرشـن المنجعـات ملاويـا
فيهـن للقلـب المجـرح ضبـيـة = من حسنها نبـت القرنفـل باميـا
تنبو بريح المسك وهـو مضـوع = وما كان ريح المسك من قبل نابيـا
أمـا آن تستـاف منـه حشاشتـي = وأجعل شعـري للغوانـي غانيـا
أم آن ان تنسـى الأحبـة مهجتـي = ويرحـم دمعـي وجنـة ومآقـيـا
أما آن يا قلبـي لوجـدك منتهـى = أما آن أن تجفـو التعقـل والحيـا
فإن الهوى عمر إذا طاب وصلـه = يرد علـى الشيـخ الشبيبـة ثانيـا
فما لـك لا تصبـو إليـه وكلمـا = دعـاك مناديـه اجبـتـه ناهـيـا
علا م تركت الأرض خلفك ضـرة = وكل حكومـات الزمـان أعاديـا
وطرف مقلوب يرى ما قد صفـى = كـدرا وأمـا مـا يكـدر صافيـا
وما لـك تدعـو غائبـا متسردبـا = ليأتيـك بالنصـر المـؤزر عانيـا
تعـود إذا مـا زاد عالمـك الأذى = إلى نوره الخافي وطيفـه شاكيـا
أيا حجـة الله الـذي قـد علمتـه = كعلمـي يقينـا أن كفـي أمامـيـا
وأنك آيـات علـى كتـب السمـا = تغايـرن شكـلا وأتحـدن معانيـا
بها بشر التـوراة فـي صفحاتـه = كما بشر الأنجيـل والذكـر تاليـا
فإن تحسب الأيـام أنـت قديمهـا = وحاخـام أسرائيـل يرعـد ذاويـا
وعجوز أسرائيـل تنسـج غزلهـا = لتخيـط قاذوراتهـا لهـا حامـيـا
إذا أنهـا تـدري بـأنـك مقـبـل = ولها قطعت مـن الزمـان فيافيـا
صبرا أيهـا صهيـون إن إمامنـا = يأتيك من غرب الجزيـرة غازيـا
عـدي سلاحـا خانقـا ومحرقـا = مهما صنعتي فلـن يكـون الواقيـا
وابنـي معابـد للسفـاح وعلقـي = في ثدي رب الساقطيـن مخازيـا
صبي عصار الخمر فوقه وارقبـي = حتى يجـيء المارقـون جواثيـا
لوطي بهم معنى الحياء لكي تـرى = عوراتهـم مـن أورشليـم بواديـا
واحمي بهم وحش السلام وسيـري = بهم على أرض العروبـة طاغيـا
من أملـد نتـن العبـارة شاحـب = كالقط من حـول الموائـد عاويـا
لا تعجبوا لو صار قصـره حانـة = قد كان من قبـل الرئاسـة ساقيـا
في ملجـأ الماسـون علـم مشيـه = فتراه من فـوق الجماجـم ماشيـا
صلفـا بآيـات الكتـاب مجـادلا = ولآيـة التلمـود يسجـد هـاويـا
قـال النصـارى واليهـود بأننـا = للأرض أرهـاب فقـال محاكيـا
لن ترض عنك المشركون خليفـة = إن لـم تكـن للمشركيـن مواليـا
وتكـن عـدوا للشفيـع محـمـد = ولفكر أنصـار الحسيـن معاديـا
ولحكـم أمـة أحمـد وغوائـهـا = دس اليهـود عقـاربـا وأفاعـيـا
إن صـار للاسـلام عـز جائـه = شيخ العقـارب والأفاعـي ساعيـا
ليشرب الاسـلام إسـلام الهـوى = ويصب للتوحيـد خمـرا صافيـا
وأذا ترنـح صـار لايعنـى بــه = رب الجلالـه بـل إلــه ثانـيـا
فنخون عهـد الله بعـد ونرتضـي = رب الـيـهــود الاتــيـــا
وتكـون بعـد صلاتنـا عبـريـة = ونسبـح الدجـال ربــا مغنـيـا
هذا هـو الرسـم البعيـد لدولـة = تبغـي نسـاء المسلميـن جواريـا
واستعبدت كل الملـوك وأوثقـت = من خلف أوصال الملوك نواصيـا
ولحـا تنـدد بالحسيـن وصحبـة = جعلت يزيـد لهـا إمامـا هاديـا
لبست عمائمهـا وصـارت حولـه = خدمـا تنـال فتاتـه وحواشـيـا
كـل يحـدثـه حـديـث تمـلـق = وعلى نبي الصدق يكـذب راويـا
فتصاعدت قيم الفجور على الهـدى = وإذا أميـر المؤمنـيـن معـاويـا
والقائد ابن العاص شمر في الوغى = عن أسته وأتـى الزعامـة عاريـا
وبنى لنـا قفـة الملـوك بعـورة = وضعت لعورات الملوك كراسيـا
فأقـر تـاريـخ المـذلـة أنــه = شهد اللطام وكـان ليثـا ضاريـا
واقـر تاريـخ الـدعـارة أنــه = خجل وأكثـر مـا يميـزه الحيـا
وأقـر أنـه مـن بقايـا صحبـة = مات ابـن آمنـة عليهـم راضيـا
فاعلوا ابـن هنـد أن خـال للهدى = وابقى علـى أبنـاء أختـك واليـا
وامسك دواة الوحي واكتب عصمة = لك في الدماء فلن تكـون الجانيـا
برئت يداك من الدمـاء فلـم تكـن = للمجتبـى دسـت نقيعـا مـرديـا
ماكان جيش البغـي جيـش أميـة = بـل كـان عمـار عليهـم باغيـا
من ذا يقـول أبـا يزيـد يعتـدي = بل كان حجر على إمامـه عاديـا
فاسفك كما تهوى الدمـاء وخلهـا = مابيـن زمـزم والحطيـم سواقيـا
ستهبك قاعـدة المذاهـب مخرجـا = أقصى البراءة ان تكـون صحابيـا
حاشا ابن آكلة الكبـاد فلـم يكـن = متسـافـلا أو ظالـمـا متعـديـا
بل كان مجتهـد فأخطـأ فارتقـى = جـراء قتلـه والفسـاد مراقـيـا
ادنوا طريـد المصطفـى مـروان = وابقى ياغفاري فـي فلاتـك نائيـا
واخرج بسيفك يا زبير على الهدى = أمن الصحابي من جهنـم عاصيـا
واجعل لنـا جمـلا إلهـا واتخـذ = من أمنـا ضـد الوصـي مناديـا
واغري أيا عيني قطـام وعربـدي = خلف المنابـر واستخفـي الزانيـا
واقضي يزيد على الحسين بشرعه = مـادام آيتنـا شريـح القاضـيـا
واهـدم بمكـة بيتهـا وفخـارهـا = واجعل لنا بهـا حانتيـن وساقيـا
واترك خيولك في المدينـة زربـا = في روضـة نبـذت مكانـا عاليـا
وحسـام كفـرك للهديـة بـائـدا = وقضيـب بغيـك للبكـارة غاشيـا
واسلـم فكـل التابعـيـن ائـمـة = فينا فمـا زال ابـن تيميـه مفتيـا
يا أمـة شتمـت عليـا هـل لـك = من بعـد طـه أن تراعـي داعيـا
سيظل مذهـب آل أحمـد عنـدك = بدعا ومذهـب آل صخـر منجيـا
ويظـل فقـه الجائريـن لحكمكـم = شرعا وحكم الطاهريـن مجوسيـا
أولم يكـن صـدام عنـدك قائـدا = فذا وقـد كـان الخمينـي جانيـا
اوما تخذت من النصـارى إخـوة = ومـن الهـداة المؤمنيـن أعاديـا
والله لـو أن النصـارى أحرقـوا = إيـران ابديتـم رضـا وتغاضيـا
أرضاكم حكم اليسـار ولـم يكـن = حكم الشريعـة للجزائـر مرضيـا
فلـو ان إسرائيـل يومـا مكنـت = من محو حـزب الله كنتـم مثنيـا
يا مبعدي مـرج الزهـور تأملـوا = لولا السـلام لمـا وجتـدم ناعيـا
وصلت إلـى توحيدنـا اسرائيـل = حتى صار توصيف الإلـه يهوديـا
دست بأن الرب جسـم مـن دعـا = يأتيـه مـن فـوق الحمـار ملبيـا
ونراه رأين العيـن يـوم حسابنـا = كالبدر فـي أفـق السمـا متجليـا
ويقـولا للنـار امتلئـت تقـول لا = فينيلها من سـاق رجلـه مجزيـا
فتذيبهـا وتقـول قـط قـد كفـى = إذ كان حرقي رجل ربـي كافيـا
ويجيـئ ربـك والملائـك حولـه = مترنحـا ممـا أصابـه شاكـيـا
وتقـوم قائمـة إذا دنـى مسـلـم = عنـد النبـي مسلمـا أو داعـيـا
قالوا لقد مات النبـي ولـم يكـن = بعد الممات إلـى التحيـة واعيـا
بـرء التسنـن اولا مـن هـكـذا = ديـن ويعقبـه التشـيـع ثانـيـا
بل ذاك ديـن السامـري فعجلـه = قد صار من بعد الحطـام وهابيـا
دسـي يهـودا مـا لديـك بديننـا = ربـا يصافـح او إلـهـا حافـيـا
وابني الهياكل في ثرانـا واندبـي = رب الزنـاة فقـد ندبنـا المهديـا
من جاء فـي الرؤيـا بانـه قـادم = من ولد إمـرأة تسربلـت الضيـا
الشمس والقمـر المنيـر برجلهـا = وبرأسهـا الإكليـل يلمـع زاهيـا
فيه الكواكب نورهـا مـن ولدهـا = وبهم فتى يأتـي البسيطـة راعيـا
وهـو الأميـن وصدقـه كمحمـد = من خلفه يقـف المسيـح مصليـا
وهو البقية فـي الكتـاب تحوطـه = زمر الملائـك رائحـا أو غاديـا
وبصـدره هـدي النبـي وعنـده = التوراة والإنجيـل صـدق صافيـا
وبكفـه سيـف الوصـي مناديـا = ألا يا لثـارات الحسيـن الضاميـا
فلو استقـر علـى يلملـم غاضبـا = ماكان يبقـى فـي مكانـه راسيـا
قـري جمـوع الملتظيـن فـإنـه = رجل سيجعل كـل ظلـم لاضيـا
وترقبـي صهيـون وثبـة فـارس = رؤف سيصبح في حصونك قاسيـا
ويكون اقصى الأرض لو شاء قربه = ويكـون أدناهـا إذا شـاء قاصيـا
ويـؤم قديسـي الـعـلا بمهـنـد = يجـد الغريـق بـه سفينـا طافيـا
كـل الوجـود مـح‎دق بجمـالـه = لن يبقى شيئ عن جمالـه لا هيـا
إذا أن نـور محمـد فـي وجهـه = فإذا نظـرت نظـرت بـدرا ثانيـا
صبـرا أيـا صهيـون إن إمامنـا = يأتـي ليطعمـك المنيـة عانـيـا

احمد شوقي


ولد الهـدى فالكائنات ضياء = وفـم الزمان تبـسم وثـناء
الروح والملأ الملائك حوله = للدين والدنـيا به بشـراء
والعرش يزهووالحظيرة تزدهي = والمنتهى والسدرة العـصماء
وحديقة الفرقان ضاحكة الربا = بالتـرجمان شـذية غـناء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل = واللوح والقلم الرفيـع رواء
نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة = في اللوح واسم محمد طغراء
اسم الجلالة في بديع حروفه = ألف هنالك واسم ( طه ) الباء
يا خير من جاء الوجود تحية = من مرسلين الى الهدى بك جاؤوا
بيت النبـين الذي لا يلتـقي = الا الحنـائف فيـه والحنـفاء
خير الأبوة حازهم لـك آدم = دون الأنـام وأحرزت حـواء
هـم أدركوا عز النبوة وانتهت = فيهـا اليـك العـزة القـعساء
خلقت لبيتك وهو مخلوق لها = أن العظائـم كفـوها العـظماء
بك بشر اللـه السماء فزينت = وتضوعت مسكا بـك الغـبراء
وبـدا محـياك الذي قسماتـه = حـق وغرتـه هـدى وحـياء
وعليه من نور النبوة رونـق = ومن الخـليل وهـديه سيـماء
أثنى المسيح عليه خلف سمائه = وتهلـلت واهتـزت العـذراء
يوم يتيه على الزمان صباحه = ومـساؤه بـمحمـد وضـاء
الحق عالي الركن فيه مظفـر = في الملك لا يعلو عليه لـواء
ذعرت عروش الظالمين فزلزلت = وعـلت على تيجاتهـم أصداء
والنار خاوية الجوانب حـولهم = خمدت ذوائـبها وغاض الـماء
والآي تـترى والخوارق جـمة = جـبريل رواح بـها غـداء
نعم اليتيم بدت مخايل فـضله = واليتـيم رزق بعـضه وذكاء
في المهد يستقى الحيا برجائه = وبـقصده تستـدفع البـأسـاء
بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم = يعرفـه أهل الصدق والأمـناء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا = منهـا ومـا يتعـشق الكبـراء
لو لم تقم دينا لقامت وحـدها = ديـنا تـضيء بـنوره الآنـاء
زانتك في الخلق العظيم شـمائل = يغـرى بهـن ويـولع الكـرماء
والحسن من كرم الوجـوه وخيره = مـا أوتـي القـواد والزعـماء
فاذا سخوت بلغت بالجود المـدى = وفعـلت ما لا تفـعل الأنـواء
واذا عفوت فـقادروا ومقـدرا = لا يستهـين بعـفوك الجـهلاء
واذا غضبت فانـما هي غضبـة = في الحق لا ضغن ولا بغضاء
واذا رضيت فذاك في مرضاته = ورضى الكثير تحـلم وريـاء
واذا خطبـت فلـلمنابر هـزة = تعـرو النـدي ولـلقلوب بكاء
واذا قضيـت فلا ارتياب كأنـما = جاء الخصوم من السماء قضاء
واذا حميت الماء لم يورد ولو = أن القـياصر والملـوك طـماء
واذا أجرت فأنت بيت اللـه لم = يـدخل عليه المستجـير عداء
واذا ملكت النفس قمت بـبرها = ولو أن ما ملكت يداك الشاء
واذا بنيت فخير زوج عشـرة = واذا ابتليـت فدونـك الآبـاء
واذا صحبت رأى الوفاء مجسما = في بردك الأصحاب والخلطـاء
واذا أخذت العهد أو أعطيتـه = فجميـع عهـدك ذمة ووفـاء
واذا مشيت الى العدا فغضنـفر = واذا جـريـت فانـك النكـباء
وتمـد حلمـك للسفيـه مداريـا = حتى يضيق بعـرضك السفـهاء
في كل نفس من سطاك مهابـة = ولكـل نفـس في نداك رجـاء
والرأي لم ينض المهنـد دونـه = كالسيف لم تـضرب بـه الآراء
يا أيـها الأمـي حسـبك رتـبة = في العـلم أن دانـت بك العـلماء
الذكر آية ربـك الكبـرى التـي = فيـها لباغـي المـعجزات غناء
صدر البيان له اذا التقت اللغى = وتقـدم البلـغـاء والفـصحـاء
نسخت به التوراة وهي وضيئة = وتخـلف الانجـيل وهو ذكاء
لما تمشي في الحجاز حكيـمة = فـضت عكـاظ به وقام حـراء
أزري بمنـطق أهلـه وبيانـهم = وحـي يقـصر دونـه البلغـاء
قد نال بالهادي الكريم وبالهـدى = ما لم تـنل من سؤدد سيـناء
ديـن يشـيد آيـة فـي آيـة = لبـناتـه السـورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس وكيف لا = واللـه جـل جلالـه البـناء
أما حديثك في العقول فـمشرح = والعـلم والحـكم الغـوالي الماء
هو صبغة الفرقان نفحة قـدسه = والسيـن من سوراتـه والـراء
جرت الفصاحة من ينابيع النهى = مـن دوحـة وتفـجر الانـشاء
في بحـره للسابحـين به على = أدب الحـياة وعلمـها ارسـاء
يا أيها المسرى به شرفـا الى = ما لا تنال الشـمس والجوزاء
يتساءلون وأنت أطهـر هيـكل = بالروح أم بالهايـكل الاسـراء
بهما سموت مطهرين كلاهـما = نـور وروحـانـية وبـهـاء
فضل عليك لذي الجلال ومنه = واللـه يفـعل ما يرى ويشاء
تغشى الغيوب من العوالم كلما = طويـت سـماء قلـدتك سماء
في كل منطقة حواشي نورها = نون وأنت النقطة الزهـراء
أنت الجمال بها وأنت المجتلى = والكـف والمـرآة والحـسناء
اللـه هيأ من حظيرة قدسـه = نزلا لذاتك لم يجـزه علاء
العرش تحتك سدة وقوائـما = وماكب الروح الأميـن وطاء
والرسل دون العرش لم يؤذن لهم = حاشـا لغـيرك موعـد ولقاء

وللسيد حيدر الحــلي في رثاء جده الحسين (عليه السلام)

قـد عهِدنا الربوعَ وهي ربــيعُ =أين لا أين أُنسها المجمـــوعُ
درج الحـيُّ أم تتّبع عنهــــا =نجِع الغيث أم بدهيأَ ريعــــوا
لا تقل: شملها النـوى صدعتـه =إنّما شمل صبري المصـــدوع
كيف أعدت بلسعة الهـمّ قلبــي =يا ثراها وفيك يُرقى اللسيـــع
سبق الدمعُ حين قـــلت سقتها =فتركتُ السما وقلت الدمـــوع
فكأَني في صحنها وهـــو قعبٌ =أَحِلب الُمزن والجفون ضُـروع
بت ليلَ التمام أَنشـــد فيهــا =هَل لِماضٍ من الزمان رجــوع
وادّعـت حولي السجا ذات طُوقٍ=مات منها على النياح الهجـوعُ
وصفت لي بجمـــرتي مُقلتيها=ما عليه انحنين منيّ الضلــوع
شاطرتني بزعمها الدأَ حـــُزنا =حين أنّت وقلبي الموجــــوع
يا طروبَ العشيَّ خلفك عّنــي =ماحنيني صَبابةٌ وولـــــوع
لم يَرُعني نوى الخليط ولكــن =من جوى الطفّ راعني ما يروع
قد عذلت الجزوعَ وهو صبــور=وعذرت الصبورَ وهو جــزوعُ
عجبا للعيون لم تغـد بيضـــا =لمصابٍ تحمرّ فيه الدمــــوع
وأســا شابت الليالـي علـيه =وهو للحشر في القلوب رضيــع
أيّ يوم رعبا به رجف الدهــر =إلى أن منه اصطفقن الضلــوع
أيُّ يوم بشفرة البغـي فـيــه =عاد أنفُ الاسلام وهو جديـــعُ
يوم أرسى ثقلُ النبي على الحتف =وخفَّت بالراسيات صُــــدوع
يوم صكّت بالطف هاشم وُجــهَ =الموت فالموت من لقاها مـروع
بسيوفٍ في الحرب صلَّت فللشو =س سجود من حَولِها وركــوعُ
وقفت موقفـا تضيَّفت الطــير =قِراه فحــــوَّمٌ ووقــــوع
موقف لا البصير فيه بصــير =لاندهاشٍ ولا السميع سميـــع
جلَّل الاُفق منه عــارضُ نقعٍ =من سنا البيض فيه برق لـموع
فَلشمس النهــارِ فيـه مَغيبٌ =ولشمس الحديد فيه طلــــوع
أينما طارت النفوس شعــاعا =فلطير الردى عليها وقــــوع
قد تواصت بالصبر فيه رجـالٌ=في حشى الموت من لِقاهاُ صدوع
سكنت منهم النفوس جسومـا =هي بأســا حفائـــظٌ ودروع
سدَّ فيهم ثغرَ المنيَّة شهـــمٌ =لثنايا الثغر المخـوف طَلـــوعُ
وله الطِرفُ حيث سـار أنيسٌ =وله السيفُ حيث بـات ضجيــع
لم يَقف موقفا من الحــزم إلاّ =وبه ســِنُّ غبيرهِ المقـــروع
طمعت أن تسومه القوم خسفا =وأبى اللّه والحســامُ الصنــيع
كيف يلوي على الدنيَّة جيـدا =لِسوى اللّهِ مالواه الخضـــوع
ولديه جأشٌ أردُّ من الــدرع =لضمأى القنا وهنَّ شُــــروع
وبه يرجعُ الحفاظُ لصـــدرٍ=ضاقتِ الارضُ وهي فيه تضيـع
فأبى أن يعيشَ إلاّ عــزيزا =أو تجلىّ الكفاحُ وهو صــريعُ
فتلّقى الجموعَ فردا ولكــن =كلّ عضوٍ في الروع منه جموع
رُمــحه من بَنانه وكأَن مِن =عزمِه حدُّ سيفه مطبــــوع
زوّج السيفَ بالنفوس ولـكن =مهرُها الموتُ والخضابُ النجيع
بأبي كالثا على الطفِّ خـِدرا =هو في شفرة الحسام منيــع
قطعوا بعده عُراه ويا حبـــ =ـلَ وريدِ الاسلام أنت القطـيع
وسروا في كرائم الوحي أسرى=وعَداكَ ابنَ امّها التقـــريع
لو تراها والعيسُ جشّمها الحا =دي من السير فوق ما تستطيع
ووراها العَفافُ يدعو ومنــه =بِدمِ القلبِ دمَعُــه مَشفــوع
يا ترى فوقـه بقيّة وجـــدٍ =مل‌ء أحشائها جوىً وصـدوع
فترفّق بها فمـــا هـي إلاّ =ناضرٌ دامعٌ وقلبٌ مـــروعُ
لا تسمها جذب البُرى أو تدري =ربّة الخدر ما البُرى والنُسوع
قوّضي يا خيــامَ علـيا نزارٍ =فلقد قوّض العمادُ الرفيـــع
واملاي العينَ يا أُمية نومــا =فحسينٌ على الصعيـد صريع
ودعـي صَكّةَ الجبــاهِ لويُّ =ليس يُجديك صكُّها والدمـوع
أفلطمـــا بالراحتين فهــلا =بسيوف لا تتقيها الــدروعُ
وبُكأً بالدمع حُزنا فهـــــلا =بدم الطعن والرماحُ شــروع
قلّ ألاّ قراع ملمومة الحتـــ =ـف فواها يا فِهر أين القريع

وللسيد حيدر الحلي ايضا في رثاء جده الإمام الحسين عليه السلام: ــ


لتـلوِ لـويّ الجيدَ ناكســةَ الطـرفِ=فهاشـمها بالطـف مهشــومة الأنـفِ
وفـي الأرض فلتُنثــل كنانــةَ نبلها=فلـم يَبـق سـهمٌ فـي وفائـهم يشـفي
ويامضـرّ الحمـراء لا تنشـري اللـوا=فـانّ لــواكِ اليـوم أجــدرُ باللـّف
ويـا غالبـاً ردي الجـفون علـى القذا=لمـن أنـت بعـد اليوم ممدودةُ الطرفِ
لتنـض نـزارُ الشـوس نثـرةَ زغفها=فبـعد أبـيّ الضـيم مـا هـي للزَغفِ
بنـي البيـض أحسـاباً كراماً وأوجبها=وسـاماً وأسـيافّاً هي البرق في الخطفِ
ألسـتم إذا عن سـاقها الحـربُ شمّرت=وعـن نـابها قـد قلّصـت شفة الحتفِ
ســـحبتم اليـها ذيـلَ كـلّ مفاضـةِ=تـردّ الضُـبا بالثـلم والسـمرَ بالقصفِ
فكيـف رضـيتم مـن حـرارة وترها=بمـاء الطُـلا منـكم ضبا القومِ تستشفي
ألـم يأتـكم أن الحســين تنـازعـت=حشـاه القنـا حتـى ثـوى بثرى الطفِّ
بشـمّ أُنـوفٍ اكـرهوا السـمر فانتنت=تَكَســرُّ غيضـاً و هـي راعفةُ الأنفِ
أبا حســنٍ أبنـاؤك اليـوم حـلّقـت=بقادمـة الأســياف عن خطـّة الخسفِ
ثنـت عطفـها نحــو المنـيّة إذ أبت=بـأن تغتــدي للـذل مثنـيّةَ العِطـفِ
لقد حُشـدت حشـد العطاش على الردى=عطاشـا ومـا بلّت حشـاً بسوى اللّهفِ
ثـوت حيـث لم تذُمم لها الحرب موقفاً=ولا قبضت بالرُّعـب منهـا على كـفِّ
سـَل الطـفَ عنهم أين بالأمـس طنَّبوا=وأين اسـتقلّوا اليومَ عن عرصـة الطفِّ
وَهـل زحـفُ هـذا اليـوم أبقى لحيِّهم=عميـدَ وغى يسـتنهض الحيّ للزحـفِ
فـلا وأبيـك الخيـر لـم يبـقَ منهـمُ=قريـع وغـىً يُقـري القنا مهَج الصفِّ
مشـوا تحـتَ ظـلّ المرهفات جميعهم=بأفئـدةٍ حـرّى إلـى مَــورد الحتـفِ
فتلك على الرمضاء صرعى جسـومهم=ونِســوتُهم هاتيك أسـرى على العجفِ
مضـوا بالأُنـوف الشـمّ قـدماً وبعدهم=تخـال نـزاراً تنشــق النقع في أنـفِ
وهـل يمـلك المـوتور قـائمَ ســيفه=ليـدفع عنـه الضــيم وهـو بلا كفِّ
خـذي يـا قلوب الطـالبيين قــرحةً=تـزول الليـالي وهـي داميـة القـرفِ
فـإنّ التــي لـم تبرح الخدرَ أُبرزت=عشـيَّة لا كـهفٌ فتـأوي إلـى كهـفِ
لقـد رفعــت عنهـا يـد القوم سـفها=وكـان صـفيح الهـند حاشـيةَ السجفِ
وَقـد كـان مـن فـرطِ الخفارةِ صوتُها=يغضُّ، فغضَّ اليوم من شـدّة الضـعفِ
وهـاتفةٍ نـاحت علـى فقـدِ إلفـــها=كمـا هتفـت فـي الـدوح فاقدة الإلفِ
لقـد فـزِعـت مـن هجمـة القوم وُلّها=إلـى ابـن أبيها وهو فوق الثرى مغفِ
فنـادت عليـه حيـن ألفتـه عــارياً=على جسـمه تسفي صبا الريح ما تسفي
حمـلتُ الـرزايا قبـل يومـك كلــّها=فما أنقضت ظهري ولا أوهـنت كتفـي
ولا ويـتُ مـن دهـري جميع صروفه=فلم يُلو صـبري قبـل فقدك في صرفِ
ثكلتـك حيـن استـعظلَ الخطبُ واحداً=أرى كـل عضـوٍ منك يُغني عن الألفِ
بـودّيَ لـو أن الـردى كـان مرقـدي=ولا ابن أبي نبـهتُ مـن رقـدة الحتفِ
ويـا لـوعةً لـو ضـمَّني اللحـدُ قبلها=ولـم أبـدُ بين القـوم خاشعةَ الطـرفِ

الشاعر السيد حيدر الحلي ( رحمه الله ) اللــــه يا حـامي الشريـعة

الله يا حـامي الشريــــعة=اتقر وهي كذا مروعــــــة
بك تستغيث وقلبـــــها=لك عن جوى يشكو صدوعــة
تدعوا وجردُ الخيل مصـغيةٌ=لدعوتها سميعـــــــــة
وتكادُ السنة السيــــوف=تُجيبُ دعوتها سريـــــعة
فصدورها ضاقت بسر الـمـ=ـوت فأذن ان تذيعــــــة
ضــــرباً رداء الموتُ يبدو=منه محّمرّ الوشيعـــــــة
لاتشتفي او تنزّعــــنَّ=غروبها من كل شيعــــــة
أين الذريعةُ لاقــــــرار=على العدا أين الذريـــــعة
لاينجع الامهال بالعــــاتـ=ــي فقم وارق نجيـــــعة
للصنعِ ما ابقى الـــتحمّل=مــوضعاً فدعْ الصنــــيعة
طعناً كما دفقت افاويـــق=الحيا مُزن سريعـــــــة
يا بن الترائك والبـــواتك=مــن ضبا البيض الصنــيعة
وعـــــميد كل مغامـــرٍ=يـقظ الحفيضة في الـوقيعة
تُنميه للعلياء هاشـــــم=اهلُ ذروتها الرفيــــــعة
السوابق والسوابـــغ=والمثقفة اللموعـــــــة
من كل عبل الساعديــــّن=تراه او ضخم الدسيـــــعة
ان يلتمس غرضاً فـــحدُّ =الــسيف يجعله شفـــيعة
ومقارعٌ تحت القنــــــا=يـلقى الردىمنه قريــــعة
لم يسرِ في ملمومـــــةٍ=الا وكان لها طليـــــــعة
ومضاجعٌ ذا رونـــــــقٍ=الهاه عن ضمُّ الضجيــــعة
نسيَ الهجوع ومن تيـــقّظ=عزمه ينسى هجوعـــــــة
مات التصبّر بانتــــظارك=ايها المحي الشريعــــــة
فأنهض فما ابقى التــحمّل=غير احشاءٍ جزوعـــــــة
قذْ مزّقت ثوب الاســـــى=وشكت لوصالها القطيـــعة
فالسيف انَّ به شــــفاء=قلوب َ شيعتِك الوجــيعة
فسواه منهم ليس ينـــعش=هذه النفس الصريعـــــة
طالت حبال عواتـــــــقٍ=فمتى تعود ُ به قـــطيعة
كــــم ذي القعود ودينكم=هُدِمَتْ قواعده الرفــــيعة
تــــنعى فروع اصولــهِ=واصولهُ تنعى فروعــــة
فيــه تحكم من اباح اليــ=ـوم حرمته المنــــــيعة
مــــن لو بقيمة قـــدره=غاليت ما ساوى رجيــــعة
فأشحذ شبا غضب لــــه=الارواح مُذعنةٌ مطيــــعة
انْ يدعُها خفّت لدعـــوته=وان ثقُلت سريــــــعة
واطلب به بدمِ الــــقتيل=بكربلاء في خير شــيعة
ماذا يهيجُكَ إنْ صـــبرتَ=لوقعة الطـفّ الفــضيعة
اترى تجيئه فجيـــعــة=بأمض من تلك الفجـــيعة
حيث الحسين ُ على الثرى=خيلُ العدى طحنت ظلــوعة
قتلته آل امية ضــــامي=الــى جنبِ الشرــــيعة
ورضيعه بدمِ الوريد مخضّبٌ=فاطلب رضيعــــــــة
يا غيرة الله اهتــــــفي=بحميةِ الدين المنيــــعة
وضبا انتقامِكِ جــــرّدي=لطلا ذوى البغي التليـــعة
ودعي جنودُ الله تـــــملأ=هــــذه الارض الوسيعــة
واستأصلي حتى الرضــيع=لآ حربٍ والرضيعــــــة
ما ذنب اهل البيت حتـــــى=منهُمُ اخلوا ربوعـــــــة
تركوهمُ شتى مصارِ عَـــهم= واجمعها فضيعــــــــة
فمُغـيّبٌ كالبدر ترتـقبُ=الورى شوقاً طلوعــــــة
ومكابدٌ للسّمِ قدْ ســـقيت=حشاشته نقيعـــــــة
ومضرّجٌ بالسيــــف آثرَ=عزه وابى خضوعــــــة
الــــقي بمشرعة الــردى=فخراً على ضمأٍ شروعــة
فــقضى كما أشتهت الحمية=تشكرُ الهيجاء صــنيعة
ومصفّدٌ لله ســــــلم=امر ما قاسى جميعـــــة
فـــلقسره لم تلقى لولا=الله كفاً مستطيـــــعة
وسبية باتت بافعـــــى=الهم مُهجتُها لسيعـــــة
سلبت وما سلبت محــــامد=عزها الغرّ البديعــــــة
فلتغدُ اخبية الخـــــدود=تطيح اعمدها الرفيعــــة
ولتبدُ حاسرةً عن الــــوجه=الشريفةُ كالوضيــــعة
فـــــآرى كريم من يواري=الخدر آمنة منيعـــــــة
وكــرائمُ التنزيل بين امية=بـــرزت مروعـــــــة
تدعوا ومن تدعــــــــوا=كفاة دعوتها صريعـــــة
وآها عرانين العلـــــــى=عادت انوفكمُ جديعـــــة
ماهز اضلعكم حــــــــداء=القوم بالعيس الظليعـــة
حُــمِلت ودائعكـــم الى من=ليس يعرف مالوديعــــة
يا ضلَّ سعيِكِ امــــــةً=لم تشكر الهادي صنيـعـة
أأضعتي حافظ ديــــــنه=وحفظتي جاهلة مضيعـــة
آل الرساله لم تـــــــزلْ=كــبدي لرزؤكـمُ صديـعة
ولكم حلوبة فكـــــــري=در الثنا تمري ضروعــــة
وبكم اروض من القوافــــي=في كل فاركةٍ شموعــــة
تحكي مخائلهــا بـــروق=الغيث معطيةٌ منوعـــــة
فلديّ وكفهــــا وعنـــه=سواي خلبهـــا لموعـــة
فتقبلوها انني لغــــــدٍ=اقدِمُها ذريعـــــــــة
ارجو بها في الحشر راحــــة=هذه النفس الهلوعــــــة
وعليكم الصلوات مـــــــا=حنـت مطوقةٌ سجوعــــة

وللسيد رضا الموسوي الهندي ( قدس سره )، في رثاء الامام الحسين (عليه السلام


أَو َبعدما ابيضَّ القذال وشابا = أصبو لوصل الغيد أو أتصابى
هبني صبوت، فمن يعيد غوانيا = يحسبن بازيَّ المشيب غرابا
قد كان يهديهنّ ليل شبيبتي = فضللن حين رأين فيه شهابا
والغيد مثل النجم يطلع في الدجى = فإذا تبلَّج ضوء صبح غابا
لا يبعدنَّ وإن تغيَّر مألف = بالجمع كان يؤلف الاحبابا
ولقد وقفت فما وقفن مدامعي = في دار زينب بل وقفن ربابا
فسجمت فيها من دموعي ديمة = وسجرت من حرّ الزفير شهابا
واحمرَّ فيها الدمع حتى أوشكت = تلك المعاهـد تنبت العنابا
وذكرت حين رأيتها مهجورة = فيها الغراب يـردد التنعابا
أبيات آل محمد لما سرى = عنها ابن فاطمة فعدن يبابا
ونحا العراق بفتية من غالب = كل تراه الـمدرك الغلابا
صِيدٌ إذا شبَّ الهياج وشابت الـ = أرض الدما والطفل رعبا شابا
ركزوا قناهم في صدور عداتهم = ولبيضهم جعلوا الرقاب قرابا
تجلو وجوههم دجى النقع الذي = يكسو بظلمتـه ذكاء نقابا
وتنادبت للذبِّ عنه عصبة = ورثوا المعالي أشيبا وشبابا
من ينتدبهم للكريهة ينتدب = منهم ضراغمة الاسود غضابا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم = ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أُسْدٌ قد اتخذوا الصوارم حلية = وتسربلوا حلق الدروع ثيابا
تخذت عيونهمُ القساطل كحلها = وأكفهم فيضَ النحور خضابا
يتمايلون كأنّما غنّى لهـم = وقع الظُبى وسقاهـم أكوابا
برقت سيوفهم فأمطرت الطُلى = بدمائهـا والنقع ثار سحابا
وكأنّهـم مستقبلـون كواعبا = مستقبليـن أسنَّة وكعـابا
وجدوا الردى من دون آل محمد = عذبا وبعدهـم الحياة عذابا
ودعاهم داعي القضاء وكلهم = ندب إذا الداعي دعاه أجابا
فهووا على عفر التراب وإنّما = ضموا هناك الخُرَّدَ الاترابا
ونأوا عن الاعداء وارتحلوا إلى = دار النعيم وجاوروا الاحبابا
وتحزَّبت فرق الضلال على ابن = من في يوم بدرٍ فرّق الاحزابا
فأقام عين المجد فيهم مفردا = عقدت عليه سهامهـم أهدابا
أحصاهم عددا وهم عدد الحصى = وأبادهم وهـم الرمال حسابا
يومي إليهم سيفـه بذبابـه = فتراهـم يتطايـرون ذبابـا
لم أنسه إذ قام فيهم خاطبا = فإذا همُ لا يملكون خطابا
يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم = وملاذكم إن صرف دهر نابا
هل جئت في دين النبيّ ببدعة = أم كنت في أحكامه مرتابا
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع الـ = ـثقلين فيكم عترة وكتابا
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا = أحسابكـم إن كنتم أعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لو عظه = إلاّ الاسنَّـة والسهام جوابا
حتى إذا أسفت علوج أمية = أن لا ترى قلب النبيّ مصابا
صلَّت على جسم الحسين سيوفهم = فغدا لساجدة الظبى محرابا
ومضى لهيفا لم يجد غير القنا = ظلا ولا غير النجيع شرابا
ظمآن ذاب فؤاده من غلة = لو مسَّت الصخر الاصمّ لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجردا = عريان تكسـوه الدماء ثيابا
تَرِبَ الجبين وعين كل موحد = ودَّتْ لجسمك لو تكون ترابا
لهفي لرأس فوق مسلوب القنا = يكسوه من أنـواره جلبابا
يتلو الكتاب على السنان وإنما = رفعوا به فوق السنان كتابا
ليَنُحْ كتابُ اللّـه مما نابَهُ = ولينثن الاسـلام يقرع نابا
وليبك دين محمد من أمَّة = عزلوا الرؤوس وأَمَّروا الاذنابا
هذا ابن هند وهو شرُّ أميةٍ = من آل أحمد يستذلّ رقابا
ويصون نسوته ويبدي زينبا = من خدرها وسكينة وربابا
لهفي عليها حين تأسرها العدى = ذلاًّ وتُركبها النياق صعابا
وتبيح نهب رحالها وتنيبها = عنها رحال النيب والاقتابا
سلبت مقانعها وما أبقت لها، = حاشى المهابة والجلال، حجابا

السيد رضا الهندي في رثاء الامام الحسين (عليه السلام).


إن كان عندك عبرة تجريها = فانزل بأرض الطف كي نسقيها
فعسى نبل بها مضاجع صفوة = مـا بلت الأكباد من جاريها
ولقد مررت على منازل صفوة = ثقل النبوة كان ألقي فيهـا
فبكيت حتى خلتها ستجيبني = ببكائهـا حزنـا على أهليها
وذكرت إذ وقفت عقيلـة حيدر = مذهولة تصغي لصوت أخيهـا
بأبي التي ورثت مصائب امها = فغدت تقابلهـا بصبر أبيهـا
لم تله عن جمع العيال وضمهم = بفراق أخوتهـا وفقد بنيهـا
لم انس إذ هتكو حماها فانثنت = تشكو لواجهـا إلى حاميهـا
تدعـو فتحترق القلوب كأنما = يرمي حشاها جمرة من فيها
هذي نساؤك من يكون إذا سرت = في السر سائقها ومن حاديها
أيسوقها زجر بضرب متنوها = والشمر يحدوهـا بسب أبيها
عجبا لها بالأمس أنت تصونها = والـيـوم آل أميـة تبديها
حسرىوعزعــليك إن لم يتركوا = لك من ثيابك ساترا يكفيها
وسروا براسك في القنا وقلوبهم = تسمـو إليه ووجدها يضنيها
إن أخروه شجاه رؤية حالها = أو قـدمـوه فحـاله يشجيها

ياصاحب القبة البيضاء ( أبو عبد الله الحسين بن حجاج )


ياصاحب القبة البيضاء في النجف = من زارقبرك واستشفى لديك شٌفي
زوروا أبا الحسن الهادي لعلكٌمٌ = تحظون بالأجر والإقبال والزٌلَف
زوروا لمن تٌسمعٌ النجوى لديه فمن = بزرة بالقبر ملهوفاً لديه كفي
اذا وصلت فأحرم قبل تدخلهٌ = ملبيا واسعَ سعياً حولهٌ وطٌفِ
حتى اذاٌ طفتَ سبعاً حول قبته = تأمل الباب تلقا وجهَه فقف
وقل سلامٌ َ من الله السلام على = أهل السلام وأهل العلم والشرف
اني أتيتك يا مولاي من بلدي = مستمسكا من حبال الحق بالطرف
راجً بأنك يا مولاي تشفع لي = وتسقني من رحيقٍ شافي اللهف
لأنك العروة الوثقى فمن علقت = بها يداه فلن يشقى ولم يخف
وان أسماوٌك الحسنى اذا تليت = على مريض شفي من سقمه الدنف
لأن شأنك شأنٌ غير منتقص = وان نورك نورٌَ غير منكسف
وانك الآية الكبرى التي ظهرت = للعارفين بأنواع من الطرف
هذي ملائكة الرحمن دائمةٌَ = يهبطن نحوك بالألطاف والتحف
كان النبي إذا استكفاك معضِلة = من الأمور وقد أعيت لديه كفي
وقصة الطائرالمشوي عن أَنَس = تخبربمانصه المختار من شرف
والحب والقضب والزيتون حين أًتوا = تكرماًمن اله العرش ذي اللطٌفٌِ
موارد الحتف إن أمكنت سوف ترى = توسلي بالإمام الحجة الخلف
القائم العلم المهدي ناصرنا = وجاعل الشرك في ذل من التلف
من يملأالأرض عدلا بعدما ملئت = جوراويقمع أهل الزيغ والحيف
سقى البقيع وطوساوالطفوف وسا = مراوبغداد والمدفونون في النجف
خذها إليك أمير المؤمنين بلا = عيب يشين قوافيها ولا تخف
من القوافي التي لورامهاخلف = صفعت بالمانع الجاري قفاخلف
بحب حيدرة الكرار مفتخري = به شرفت وهذا منتهى شرفي

السيد رضا الهندي

السيد رضا الهندي
أَمُفَلَّج ُ ثغرك أم جوهرْ = ورحيقُ رضابك أم سُكَّرْ
قد قال لثغرك صانعـه = (( إنَّا أعطيناك الكوثر))
والخال بخدِّك أم مسـك = نَقَّطتَ به الورد الاحمـرْ
أم ذاك الخال بذاك الخدِّ = فتيتُ الندِّ على مجمرْ
عجبا من جمرته تذكو = وبها لا يحترق العنبر
يا مَنْ تبدو ليَ وفرتُه = في صبح محياه الازهر
فأجّن به (( الليـل إذا = يغشى)) ((والصبح إذا اسفرْ))
ارحم أَرِقا لو لم يمرض = بنعاس جفونك لـم يسهر
تَبْيَضُّ لـهجرك عينــاه = حزنا ومدامعـه تحــمر
يا للـعشاق لمفتـــونٍ = بهوى رشأ أحوى أحور
إن يبدُ لذي طرب غنَّى = أو لاح لذي نُسُكٍ كَبَّرْ
آمنت هـوىً بنبوتــه = وبعينيـه سحر يؤثــرْ
أصفيت الودَّ لذي مللٍ = عيشي بقطيعته كـــدّرْ
يامَنْ قد آثر هجراني = وعليَّ بـلقياه استأثـرْ
أقسمتُ عليك بما أولتـ = ـكَ النضرة من حسن المنظر
وبوجهك إذ يحمرُّ حيا = وبوجه محبك إذ يَصْفَرْ
وبلؤلؤ مبسمك المنظـوم = ولؤلؤ دمعـي إذ ينثـر
إن تتركْ هذا الهجر فليـ = ـسَ يليق بمثلي أن يُهْجَر
فاجلُ الاقداح بصرف الرا = حِ عسى الافراح بها تُنْشر
واشغل يمناك بصبِّ الكا = سِ وخلِّ يسارك للمزهر
فدمُ العنقود ولحنُ العو = دِ يعيد الخير وينفي الشر
بَكِّرْ للسُكْرِ قبيل الفجـ = ـرِ فصفو الدهر لمن بَكَّرْ
هذا عملي فاسلك سبلي = إن كنت تُقِرُّ على المنكر
فلقد أسرفت وما أسلفْـ = ـتُ لنفسي ما فيه ُعْذَرْ
سَوَّدتُ صحيفـة أعمالي = ووكلت الامر إلى حيدر
هو كهفي من نوب الدنيا = وشفيعي في يوم المحشر
قـد تَمَّتْ لي بولايتـه = نعمٌ جَمَّتْ عن أن تشكر
لاصيب بهـا الحظّ الاوفى = واخصص بالسهـم الاوفـر
بالحفظ من النار الكبرى = والامن من الفزع الاكبر
هل يمنعني وهو الساقي = ان أشرب من حوض الكوثر
أم يطردني عن مائـدة = وُضِعَتْ للقانـع والمُعْتَرْ
يا من قد أنكر من آيا = تِ أبي حسنٍ ما لا يُنْكَرْ
إن كنت، لجهلك، بالايّا = مِ، جحدت مقام أبي شُبَّرْ
فاسأل بدرا واسأل أُحُدا = وسل الاحزاب وسل خيبر
من دبَّر فيها الامر ومن = أردى الابطال ومن دَمَّرْ
من هدَّ حصون الشرك ومن = شادَ الاسلام ومن عَمّـَرْ
من قدَّمـه طه و على = أهل الايمان لـه أَمَّرْ
قاسوك أبا حسنٍ بسوا = كَ وهل بالطود يقاس الذر؟
أنّى ساووك بمـن ناوو = كَ وهل ساووا نعلَيْ قنبر؟
وإذا ذكر المعروف فما = لسواك به شي‌ء يُذْكَرْ
أفعالُ الخير إذا انتشرت = في الناس فأنت لها مصدر
أحييت الدين بأبيض قد = اودعت به الموت الاحمر
قطبا للحرب يدير الضر = بَ ويجلو الكرب بيوم الكر
فاصدع بالامر فناصرك الـ = ـبَتَّارُ وشانئـك الابتـر
لو لم تؤمر بالصبر وكظم الغيـ = ـظِ وليتـك لـم تؤمـر
ما آلَ الامر إلى التحكيـ = ـمِ وزايل موقفـه الاشتر
لكن أعراض العاجل مـا =علقت بردائك يا جـوهر
أنت المهتـمّ بحفظ الديـ = ـنِ وغيرك بالدنيا يغتر
أفـعالك مـا كانت فيهـا = إلاّ ذكـرى لمـن اذَّكَّر
حُججا ألزمت بها الخصما = وتبصرةً لمـن استبصـر
آيات جلالـك لا تحصى = وصفات كمالـك لا تحصر
مـن طوَّلَ فيك مدائحـه = عن أدنى واجبهـا قصَّرْ
فــاقبل يا كعبـة آمالي = من هدى مديحي ما استيسر
من غيرك من يدعى للحر = بِ وللمحـراب وللمنبـر

وللصاحب ابن عباد، ايضا هذه القصيدة


ألف : أميـر المـؤمنين علي = باء : به ركن اليقيـن قـوي
تاء : توى أعدائـه بحسامـه = ثاء : ثوى حيث السماك مضي
جيم : جرى في خير أسباق العلى =حاء : حوى العلياء وهو صبي
خاء : خبث حسادة من خوفـه = دال : درى ما لم يحز انسي
ذال : ذؤابة مجده فـوق السهى = راء : روي فخـاره علـوي
زاي : زوى وجه الضلالة سيفه = سين : سبيل يقينـه مرضـي
شين : شأى أمد المجاري سبقه = صاد : صراط الدين منـه سوي
ضاد : ضياء شموسه نور الورى = طاء : طريـق علومـه نبوي
ظاء : ظلام الشك عنـه زائل = عين : عرين أسـوده محمـي
غين : غرار حسامه حتف العدى = فاء : فسيـح الراحتيـن سخي
قاف : قفا طرق النبي المصطفى = كاف : كريـم المنتمى قرشـي
لام : لقاح الحرب محروس الذرى = ميم : منيـع الجانبـين تقـي
نون : نقي الجيب مرفوع البنا = واو : وصي المصطفى مهـدي
هاء : هديـة ربـه لنـبيـه = ياء : يقيم الدين وهـو رضي
أهدى ابن عباد اليـه هـذه = غراء لم يفطـن لهـا شيعـي
يرجو بها حسن الشفاعة عنده = حسن الـولاء موحـد عـدلي
أبرزتها مثل العروس بديهـة = فليـبتـدر لنـشيـدها الكـوفي

الصاحب ابن عباد


قالت : أريدُ رشاداً منكَ أتبعُهُ = فقلتُ : سمعاً فان الرشدَ من قبلي
قالت : أبِنهُ فاني جد سامعة = فقلتُ : كيف اجتماعُ الشيب والغزل
قالت : كيف اقتضاك الشيبُ تركَ هوىً = فقلت : في الشيب ادناءٌ من الأجلِ
قالت فمن صاحب الدين الحنيـف اجـب؟ = فقلت احمـد خيـر الســـادة الرســلِ
قالت فمن بعـده تصفــي الـولاء لــه؟ = قلتُ الوصي الذي اربـى عـلى زحــلِ
قالـت فمن بـات من فوق الفراش فـدىً؟ = فقلـت اثبـت خلــق اللـه في الوهــلِ
قالـت فمن زُوّ ج الزهـراءَ فـاطمـة ً ؟ = فقلـت افضـل من حــافٍ ومنتـعــلِ
قالت فمن والـد السبطيـن اذ فرعـــا؟ = فقلت سابق اهـل السبـق فـي مهــلِ
قالـت فمن فـاز في بــدرٍ بمعجزهــا؟ = فقلـت اضـرب خلـق اللـه في القلــلِ
قالـت فمـن اسـد الاحزاب يفرســهـا؟ = فقلـت قاتـل عمـروالضيـغـم البطــلِ
قالـت فيـوم حنيــن ٍ من فــرا وبـرا ؟ = فقلـت حـاصد اهــل الشرك في عجـلِ
قالـت فمـن ذا د ُعـيْ للـطيـر يأكلـه ؟ = فقلـت اقـرب مرضــيٍّ ومنتـحــلِ
قالت فمن تلّـوه يـوم الكسـاء اجــبْ ؟ = فقلت افضــل مكســوٍ ومشـتمــلِ
قالـت فمن سـاد في يـوم الغديـر أبـن ْ ؟ = فقلـت من كــان للاسـلام خيـر ولـي
قالـت ففي من أتى مِـن هل أتـى شرف ؟ = فقلـت أبــذل اهــل الأرض للنفـلِ
قالـت فمــن راكـع ٌ زكـّى بخاتمـه ؟ = فقلـت أطعنـهــم مـذ كـان بالاسـلِ
قالت فمـن ذا قسيـم الــنار يسهمـها ؟ = فقلـت مـن رأيــه اذكـى من الشـعـلِ
قالت فمن باهـل الطـهـر النـبـيُّ بـه ؟ = فقلـت تالـيـه فـي حـلٍ ومـرتحـلِ
قالـت فـمن ذا غـدا بـاب المدينة قـلْ ؟ = فقلت من سئلوه وهو لم يـــسلِ
قالـت فمن قاتـل الاقــوام اذ نكثـوا ؟ = فقلـت تفسـيره في وقـعـة الجـمـلِ
قالت فمن حارب الارجـاس اذ قسطوا ؟ = فقلـت صفـين تبـدي صـفـحة العـملِ
قالت فمـن قـارع الانجـاس اذ مرقـوا ؟ = فقلـت معنـاه يـوم النـهـروان جلـي
قالـت فمن صاحب الحوض الشريف غداً ؟ = فقلــت مـن بيـتـه في اشـرف الحـللِ
قالـت فمن ذا لـواء الحـمـد يحمله ؟ = فـقلت من لم يكن في الـروع بالوجـلِ
قالـت أكـل ّ الذي قد قلـتَ فـي رجل ٍ ؟ = فقلـت كـل الـذي قد قلـت ُ في رجـلِ
قالـت فمـن هـو هـذا سُمْــه ُ لنـا ؟ = فقـلـت ذاك أمـيـر الـمؤمـنيـن علـي

عينية العمري عبد الباقي باشا العمري



انت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا = ببطن مكة وسط البيت اذ وُضعا
سمـتك امُك بنت الليث حيدرةً = اكـرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا
وانت حيدرة الغاب الذي اسد الـ = برج السماويِ عنه خاسئـاً رجعا
وانت بابٌ تعالى شأنُ حارسـه = بغير راحة روح القدس ما قُرعـا
وانت ذاك البطين الممتلي حكماً = معشارها فلك الافلاك ما وسعـا
وانت ذاك الهزبر الانزع البطل الـ = ذي بمخلبه للشـرك قد نُزعـا
وانـت نقطةُ باءٍ معْ توحدها = بها جميع الذي في الذكرقد جُمعـا
وانت والحّق يا اقضى الانام به = غداً على الحوض حقاً تُحشران معا
وانت صنو نبيٍّ غير شرعته = للانبياء اله العرش ما شرعا
وانت زوج ابنة الهادي الى سـننٍ = من حاد عنه عداه الرشدُ فأنخدعا
وانت غوثٌ وغيثُ في ردى وندى = لخائفٍ ولراجٍ لاذ وانتجعا
وانت ركنٌ يجير المستجير به = وانت حصنٌ لمن من دهره فزعا
وانت عينُ يقينٍ لم يزدهُ به = كشف الغطاء يقيناً أيةُ انقشعا
وانت من فُجِعَ الدين المبين به = ومن بأولاده الاسلام قد فجعا
وانت انت الذي منه الوجود نضى = عمود صبحٍ ليافوخ الرجا صدعا
وانت انت الذي حطّت له قدمٌ = في موضع يده الرحمن قد وضعا
وانت انت الذي للقبلتين مع الـ = نبي اول من صـلى ومن ركعا
وانت انت الذي في نفس مضجعه = في ليل هجرته قد بات مضطجعا
وانت انت الذي آثاره ارتفعت = على الاثير وعنه قدره اتضعا
حكمت في الكفر سيفاً لو هويت به = يوماً على كتف الافلاك لانخلعا
عالجت بالبيض امراض القلوب ولو = كان العلاج بغير البيض ما نجعا
وباب خيبر لو كانت مسامره = كل الثوابت حتى القطب لانقلعا
باريتَ شمس الضحى في جنةٍ بزغت = في يوم بدرٍ بزوغ البدر اذ سطعا

( الكميت الأسدي ) طربت وماشوقا الى البيض اطرب


طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا مني وذو الشوق يلعب
ولم يلهني دار ولا رسم منزل ولم يتطربني بنان مخضب
ولا أنا ممن يزجر الطير همه أصاح غراب أم تعرض ثعلب
ولا السانحات البارحات عشية أمر سليم القرن أم مر أعضب
ولكن إلى أهل الفضائل والنهى وخير بني حواء والخير يطلب
إلى النفر البيض الذين بحبهم إلى الله فيما نالني أتقرب
بني هاشم رهط النبي فإنني بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب
خفضت لهم مني جناحي مودة إلى كنف عطفاه أهل ومرحب
وكنت لهم من هؤلاك وهؤلا مجنا على أني أذم وأقصب
وأرمى وأرمي بالعداوة أهلها وإني لاوذى فيهم وأونب
فما ساءني قول امرئ ذي عداوة بعوراء فيهم يجتديني فأجذب
فقل للذي في ظل عمياء جونة ترى الجور عدلا أين لا أين تذهب
بأي كتاب أم بأية سنة ترى حبهم عارا علي وتحسب
أأسلم ما تأتي به من عداوة وبغض لهم لا جير بل هو أشجب
ستقرع منها سن خزيان ناد إذا اليوم ضم الناكثين العصبصب
فمالي إلا آل أحمد شيعة ومالي إلا مشعب الحق مشعب
ومن غيرهم أرضى لنفسي شيعة ومن بعدهم لا من أجل وأرجب
أريب رجالا منهم وتريبني خلائق مما أحد ثوهن أريب
إليكم ذوي آل النبي تطلعت نوازع من قلبي ظماء وألبب
فإني عن الامر الذي تكرهونه بقولي وفعلي ما استطعت لاجنب
يشيرون بالايدي إلي وقولهم ألاخاب هذا والمشيرون أخيب
فطائفة قد كفرتني بحبكم وطائفة قالوا مسيء ومذنب
فما ساءني تكفير هاتيك منهم ولا عيب هاتيك اللتي هي أعيب
يعيبونني من خبهم وضلالهم على حبكم بل يسخرون وأعجب
وقالوا ترابي هواه ورأيه بذلك أدعى فيهم وألقب
على ذاك إجر ياي فيكم ضريبتي ولو جمعوا طرا علي وأجلبوا
وأحمل أحقاد الاقارب فيكم وينصب لي في الابعدين فأنصب
بخاتمكم غصبا تجوز أمورهم فلم أر غصبا مثله يتغصب
وجدنا لكم في آل حاميم آية تأولها منا تقي ومعرب
وفي غيرها آيا وآيا تتابع لكم نصب فيها لذي الشك منصب
بحقكم أمست قريش تقودنا وبالفذ منها والرد يفين نركب
إذا اتضعونا كارهين لبيعة أناخوا لاخرى والازمة تجذب
ردافا علينا لم يسيموا رعية وهمهمو أن يمتروها فيحلبوا
لينتتجوها فتنة بعد فتنة فيفتصلوا أفلاءها ثم يركبوا
أقاربنا الادنون منكم لعلة وساستنا منهم ضباع وأذوب
لنا قائد منهم عنيف وسائق يقحمنا تلك الجراثيم متعب
وقالوا ورثناها أبانا وأمنا وما ورثتهم ذاك أم ولا أب
يرون لهم حقا على الناس واجبا سفاها وحق الهاشميين أوجب
ولكن مواريث ابن آمنة الذي به دان شرقي لكم ومغرب
فدى لك موروثا أبي وأبو أبي ونفسي ونفسي بعد بالناس أطيب
بك اجتمعت أنسابنا بعد فرقة فنحن بنو الاسلام ندعى وننسب
حياتك كانت مجدنا وسنائنا وموتك جدع للعرانين موعب
وأنت أمين الله في الناس كلهم ونعتب لو كنا على الحق نعتب
فبوركت مولودا وبوركت ناشئا وبوركت عند الشيب إذ أنت أشيب
وبورك قبر أنت فيه وبوركت به وله أهل لذلك يثرب
لقد غيبوا برا وصدقا ونائلا عشية واراك الصفيح المنصب
يقولون لم يورث ولولا تراثه لقد شركت فيه بكيل وأرحب
وعك ولخم والسكون وحمير وكندة والحيان بكر وتغلب
ولا نتشلت عضوين منها يحابر وكان لعبد القيس عضو مؤرب
ولا نتقلت من خندف في سواهم ولا قتدحت قيس بها ثم أثقبوا
ولا كانت الانصار فيها أدلة ولا غيبا عنها إذا الناس غيب
هم شهدوا بدرا وخيبر بعدها ويوم حنين والدماء تصبب
وهم رائموها غير ظئر وأشبلوا عليها بأطراف القنا وتحدبوا
فإن هي لم تصلح لقوم سواهم فإن ذوي القربى أحق وأقرب
وإلا فقولوا غيرها تتعرفوا نواصيها تردي بنا وهي شزب
على م إذا زرنا الزبير ونافعا بغارتنا بعد المقانب مقنب
وشاط على أرماحنا بادعائها وتحويلها عنكم شبيب وقعنب
نقتلهم جيلا فجيلا نراهم شعائر قربان بهم يتقرب
لعل عزيزا آمنا سوف يبتلى وذا سلب منهم أنيق سيسلب
إذا انتجوا الحرب العوان حوارها وحن شريج بالمنابا وتنضب
فإن كان منكم كان مروان وابنه وعمرو ومنكم هاشم وحبيب
فمنا حصين والبطين وقعنب ومنا أمير المؤمنين شبيب
فيالك أما قد أشتت أموره ودنيا أرى أسبابها تتقضب
يروضون دين الحق صعبا مخرما بأفواههم والرائض الدين أصعب
إذا شرعوا يوما على الغي فتنة طريقهم فيها عن الحق أنكب
رضوا بخلاف المهتدين وفيهم مخباة أخرى تصان وتحجب
وإن زوجوا أمرين جورا وبدعة أناخوا لاخرى ذات ودقين تخطب
الحوا ولجوا في بعاد وبغضة فقد نشبوا في حبل غي وانشبوا
تفرقت الدنيا بهم وتعرضت لهم بالنطاف الآجنات فأشربوا
حنانيك رب الناس من أن يغربي كما غرهم شرب الحياة المنضب
إذا قيل هذا الحق لا ميل دونه فأنقاضهم في الحي حسرى ولغب
وإن عرضت دون الضلالة حومة أخاضوا إليها طائعين وأو ثبوا
وقد درسوا القرآن وافتلجوا به فكلهم راض به متحزب
فمن أين أو أنى وكيف ضلالهم هدى والهوى شتى بهم متشعب
فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها ويا حاطبا في غير حبلك تحطب
ألم ترني من حب آل محمد أروح وأغدوا خائفا أترقب
كأني جان محدث وكأنما بهم اتقى من خشية الغار أجرب
على أي جرم أم بأية سيرة أعنف في تقريظهم وأؤنب
أناس بهم عزت قريش فأصبحوا وفيهم خباء المكرمات المطنب
مصفون في الاحساب محضون نجرهم هم المحض منا والصريح المهذب
خضمون أشراف لها ميم سادة مطاعيم أيسار إذا الناس أجدبوا
إذا ما المراضيع الخماص تأوهت من البرد إذ مثلان سعدر عقرب
وحاردت النكد الجلاد ولم يكن لعقبة قدر المستعيرين معقب
وبات وليد الحي طيان ساغبا وكاعبهم ذات العفاوة أسغب
إذا نشأت منهم بأرض سحابة فلا النبت محظور ولا البرق خلب
وإن هاج نبت العلم في الناس لم تزل لهم تلعة خضراء منه ومذنب
إذا ادلمست ظلماء أمرين حندس فبدر لهم فيها مضئ وكوكب
لهم رتب فضل على الناس كلهم فضائل يستعلي بها المترتب
مساميح منهم قائلون وفاعل وسباق غايات إلى الخير مسهب
أو لاك نبي الله منهم وجعفر وحمزة ليث الفيلقين المجرب
هم ما هم وترا وشفعا لقومهم لفقدانهم ما يعذر المتحوب
قتيل التجوبي الذي استوأرت به يساق به سوقا عنيفا ويجنب
محاسن من دنيا ودين كأنما بها حلقت بالامس عنقاء مغرب
فنعم طبيب الداء من امر أمة تواكلها ذو الطب والمتطبب
ونعم ولي الامر بعد وليه ومنتجع التقوى ونعم المؤدب
سقى جرع الموت ابن عثمان بعدما تعاورها منه وليد ومرحب
وشيبة قد أثوى ببدر ينوشه غداف من الشهب القشاعم أهدب
له عود لا رأفة يكتنفنه ولا شفقا منها خوامع تعتب
له سترتا بسط فكف بهذه يكف وبالاخرى العوالي تخضب
وفي حسن كانت مصادق لاسمه رئآب لصدعيه المهيمن يرأب
وحزم وجود في عفاف ونائل إلى منصب ما مثله كان منصب
ومن أكبر الاحداث كانت مصيبة علينا قتيل الادعياء الملحب
قتيل بجنب الطف من آل هاشم فيا لك لحما ليس عنه مذبب
ومنعفر الخدين من آل هاشم ألا حبذا ذاك الجبين المترب
قتيل كأن الولة العفر حوله يطفن به شم العرانين ربرب
ولن أعزل العباس صنو نبينا وصنوانه ممن أعد وأندب
ولا ابنيه عبدالله والفضل أنني جنيب بحب الهاشميين مصحب
ولا صاحب الخيف الطريد محمدا ولو أكثر الايعاد لي والترهب
مضوا سلفا لا بد أن مصيرنا إليهم فغاد نحوهم متأوت
كذاك المنايا لا وضيعا رأيتها تخطى ولاذا هيبة تتهيب
وقد غادروا فينا مصابيح أنجما لنا ثقة أيان نخشى ونرهب
أولئك إن شطت بهم غربة النوى أماني نفسي والهوى حيث يسقب
فهل تبلغنيهم على بعد دارهم نعم ببلاغ الله وجناء ذعلب
مذكرة لا يحمل السوط ربها ولايا من الاشفاق ما يتعصب
كأن ابن آوى موثق تحت زورها يظفرها طورا وطورا ينيب
إذا ما احزألت في المناخ تلفتت بمرعوبتي هو جاء والقلب أرعب
إذا انبعثت من مبرك غادرت به ذوابل صهبا لم يدنهن مشرب
إذا اعصوصبت في أينق فكأنها بزجرة أخرى في سواهن تضرب
ترى المرو والكذان يرفض تحتها كما ارفض قيض الافرخ المتقوب
تردد بالنابين بعد حنينها صريفا كما رد الاغاني أخطب
إذا قطعت أجواز بيد كأنما بأعلامها نوح المآلي المسلب
تعرض قف بعد قف يقودها إلى سبسب منها ديا ميم سبسب
إذا انفذت أحضان نجد رمي بها أخاشب شما من تهامة أخشب
كتوم إذا ضج المطي كأنما تكرم عن أخلاقهن وترغب
من الارحبيات العتاق كأنها شبوب صوار فوق علياء قرهب
لياح كأن بالاتحمية مسبغ إزارا وفي قبطية متجلبب
وتحسبه ذا برفع وكأنه بأسمال جيشانية متنقب
تضيفه تحت الالاءة موهنا بظلماء فيها الرعد والبرق صيب
ملث مرث يخفش الاكم ودقه شآبيب منها وادقات وهيدب
كأن المطافيل المواليه وسطه يجاوبهن الخيزران المثقب
يكالئ من ظلماء ديجور حندس إذا سار فيها غيهب حل غيهب
فباكره والشمس لم يبد قرنها بأخدانه المستولغات المكلب
مجازيع في فقر مساريف في غني سوابح تطفو تارة ثم ترسب
فكان ادراكا واعتراكا كأنه على دبر يحميه غيران موأب
يذود بسحماويه من ضارياتها مداقيع لم يغثث عليهن مكسب
فراب فكاب خر للوجه فوقه جدية أو داج على النحر تشخب
أذلك لا بل تلك غب وجيفها إذا ما أكل الصار خون وأنقبوا
كأن حصى المعزاء بين فروجها نوى الرضخ يلقى المصعد المتصوب
إذا ما قضت من أهل يثرب موعدا فمكة من أوطانها والمحصب
أنى ومن أين آبك الطرب من حيث لا صبوة ولا ريب
لا من طلاب المحجبات إذا ألقي دون المعاصر الحجب
ولا حمول غدت ولا دمن مر لها بعد حقبة حقب
ولم تهجني الظؤار في المنزل القفر بروكا وما لها ركب
جرد جلاد معطفات على الاورق لا رجعة ولا جلب
ولا مخاض ولا عشار مطا فيل ولا قرح ولا سلب
مالي في الدار بعد ساكنها ولو تذكرت أهلها أرب
لا الدار ردت جواب سائلها ولا بكت أهلها إذ اغتربوا
يا باكي التلعة القفار ولم تبك عليه التلاع والرحب
أبرح بمن كلف الديار وما تزعم فيه الشواحج النعب
هذا ثنائي على الديار وقد تأخذ مني الديار والنسب
وأطلب الشأو من نوازع ال‍ لمهو وألقى الصبا فنصطحب
وأشغل الفار غات من أعين ال‍ بيض ويسلبنني وأستلب
إذ لمتي جثلة أكفئها يضحك مني الغواني العجب
وصرت عم الفتاة تنئب ال‍ كاعب من رؤيتي وأتئب
فاعتتب الشوق عن فؤادي والشعر إلى من إليه معتتب
إلى السراج المنير أحمد لا يعد لني رغبة ولا رهب
عنه إلى غيره ولو رفع الناس إلى العيون وارتقبوا
وقيل أفرطت بل قصدت ولو عنفني القائلون أو ثلبوا
إليك يا خير من تضمنت ال‍ أرض وإن عاب قولي العيب
لج بتفضيلك اللسان ولو أكثر فيك الضجاج واللجب
أنت المصفى المهذب المحض في النسبة إن نص قومك النسب
أكرم عيداننا وأطيبها عودك عود النضار لا الغرب
ما بين حواء إن نسبت إلى آمنة اعتم نبتك الهدب
قرن فقرن تناسخوك لك ال‍ فضة منها بيضاء والذهب
حتى علا بيتك المهذب من خندف علياء تحتها العرب
والسابق الصادق الموفق وال‍ خاتم للانبياء إذ ذهبوا
والحاشر الآخر المصدق لل‍ أول فيما تناسخ الكتب
مبشرا منذرا ضياء به أنكر فينا الدوار والنصب
من بعد إذ نحن عاكفون لها بالعتر تلك المناسك الخيب
وملة الزاعمين عيسى بنم الله وما صوروا وما صلبوا
مهاجرا سائلا وقد شالت ال‍حرب لقاحا لغبرها الكثب
في طلق ميح للاوس والخز رج مالا تضمن القلب
مجد حياة ومجد آخرة سجلان لا ينزحان ما شربوا
لا من تلاد ولا تراث أب إلا عطاء الذي له غضبوا
يا صاحب الحوض يوم لا شرب لل‍وارد إلا ما كان يضطرب
نفسي فدت أعظما تضمنها قبرك فيه العفاف والحسب
أجرك عندي من الاود لقر باك سجيات نفسي الوظب
في عقد من هواك محكمة ظوهر منها العناج والكرب
واصلة آخرا بأولها تنخلوا صفوها وما خشبوا
قوم إذا املولح الرجال على أفواه من ذاق طعمهم عذبوا
إن نزلوا فالغيوث باكرة والاسد أسد العرين إن ركبوا
لا هم مفاريح عند نوبتهم ولا مجازيع إن هم نكبوا
هينون لينون في بيوتهم سنخ التقى والفضائل الرتب
والطيبون المبرؤون من ال‍آفة والمنجبون والنجب
والسالمون المطهرون من ال‍عيب ورأس الرؤوس لا الذنب
زهر أصحاء لا حديثهم واه ولا في قديمهم عطب
والعارفو الحق للمدل به والمتلفون كثير ما وهبوا
والمحرز والسبق في مواطن لا تجعل غايات أهلها القصب
فهم هناك الاساة للداء ذي الريبة والرائبون ما شعبوا
لا شهد للخنا ومنطقه ولا عن الحلم والنهى غيب
لم يأخذوا الامر من مجاهله ولا انتحالا من حيث يجتلب
ولم يقل بعد زلة لهم كروا المعاذير إنما حسبوا
والوازعون المقربون من ال‍ أمر وأهل الشغاب إن شغبوا
لا يصدرون الامور مبهلة ولا يضيعون در ما حلبوا
إن أصدروا الامر أصدروه ما أو أوردوا أبلغوه ما قربوا
يا خير من ذلت المطي لهم أنتم فروع العضاه لا الشذب
أنتم من الحرب في كرائمها بحيث يلقى من الرحى القطب
وفي السنين الغيوث باكرة إذ لا يدر العصوب معتصب
أبرق للمسنتين عندكم بالجود فيها النهاء والعشب
هل تبلغنيكم المذكرة ال‍ وجناء والسير مني الداب
لم يقتعدها المعجلون ولم يمسح مطاها الوسوق والقتب
كأنها الناشط المولع ذو ال‍ عينة من وحش لينة الشبب
إن قيل قيلوا ففوق أرحلها أو عرسوا فالذميل والخبب
شعث مداليج قد تغولت ال‍ أرض بهم فالقفاف فالكثب
ترفعهم تارة وتخفضهم إذا طفوا فوق آلها رسبوا
إلى مزورين في زيارتهم نيل التقى واستتمت الحسب


قصيدة الفرزدق في مدح الإمام زين العابدين ( عليه السلام )




هذا الذي تعرف البطحاء وطئته        والبيت يعرفه والحـلُّ والحرمُ
هذا بن خير عباد اللـه كُلُّهمُ             هذا التقـي النقي الطاهرُ العلمُ
هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله              بجـده انبيـاء اللـه قد ختموا
وليس قولك منْ هـذا بضائـره             العرب تعرف من انكرت والعجمُ
كلتا يديه غيـاث عـم نفعهمـا               يستوكفان ولا يعروهمـا عـَـدمُ
سهـل الخليقـة لاتخشى بوادره            يزينه اثنان حِسـنُ الخلقِ والشيمُ
حـمّال اثقـال اقوام ٍ اذا امتدحوا           حلـو الشمائـل تحـلو عنده نعمُ
ما قـال لاقـط ْ الا فـي تشهده               لولا التشهـّد كانـت لاءه نـعمُ
عـمَّ البريـة بالاحسـان فانقشعت           عنها الغياهب والامـلاق والعـدمُ
اذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا                الى مكارم هذا ينتهـي الكـرمُ
يُغضي حيـاءً ويغضي من مهابته          فلا يكلـُّـم الا حيـن يبتسـمُ
بكفـّـه ِ خيـزرانُ ريحهـا عبـق             من كـف اروع في عرنينه شممُ
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه                ركن الحطيم اذا مـا جاء يستلمُ
اللـه شرّفه قدمــاً وعظـّمــه               جرى بذاك له في لوحـة القلـمُ
ايُّ الخلائق ليست فـي رقابهـمُ             لأوّلـيـّـه هـذا اولـه نِـعـمُ
من يـشكرِ الله يـشكراوّليــّه ذا             فالدين من بيت هذا نالـه الامـمُ
ينمي الى ذروة الدين التي قصرت         عنها الاكف وعن احراكهـا القـدمُ
من جده دان فضل الانبياء لـه            وفضل امتـه دانـت لـه الامـمُ
مشتقة من رسول اللـه نبعتـه              طابت مغارسه والخيـم والشـيـمُ
ينشق نور الدجى عن نور غرته         كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلمُ
من معشرٍ حبهم ديـنٌ وبغضهـمٌ           كفر ٌوقربهـم منجـى ومعتصــمُ
مقـدّمٌ بعـد ذكـر اللـه ذكرهـمُ              في كِلّ بدءٍ ومختوم بـه الكـلـمُ
إن عـدَّ اهل التقى كانـوا ائمتهم          او قيل من خيراهل الارض قيل همُ
لا يستطيع جـوادُ بعـد جودهـم           ولا يدانيهـم قـوم وإن كرمـوا
هم الغيوث اذا ما ازمـة ازمـت         والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من اكفّهـم        سيّان ذلك إن اثروا وان عدمـوا
يستدفـع الشـرُّ والبلـوى بحبّهـم         ويستربُّ به والاحسـان والنعــمُ

الشافية ( لأبو فراس الحمداني )


ألحق مهتضم والدين مختـرم = وفيء آل رسول اللـه مقتسم
والناس عندك لا ناس فيحفظهم = سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
أني أبيت قليل النوم أرقني = قلب تصارع فيه الهم والهمم
وعزمة لا ينام الليل صاحبها = إلا على ظفر في طيه كرم
يصان مهري لأمر لا أبوح به = والدرع والرمح والصمصامة الخذم
وكل مائرة الضبعين مرحها = رمت الجزيرة والخذراف والعنم
وفتية قلبهم قلب اذا ركبوا = يوما ورأيهم رأي اذا عزموا
يا للرجال أما للـه منتصر = من الطغاة أما للدين منتقـم
بنو علي رعايا في ديارهـم = والأمر تملكـه النسوان والخدم
محلؤون فأل صفى شربهم وشل = عند الورود وأوفى ودهم لمم
فالأرض الا على ملاكها سعة = والمال الا على أربابـه ديم
فما السعيد بها الا الذي ظلموا = وما الشقي بها الا الذي ظلموا
للمتقين من الدنيا عواقبهـا = وان تعجل منهـا الظالم الأثم
أتخفرون عليهم لا أبا لكـم = حتى كان رسول اللـه جدكم
و لا توازن فيما بينكم شرف = ولا تساوت لكم في موطن قدم
ولا لكم مثلهم في المجد متصل = و لا لجدك معشار جدهـم
و لا لعرقكـم من عرقهم شبة = و لا نثيلتكـم من أمهم أمم
قام النبي بها ( يوم الغدير ) لهم = و اللـه يشهد والأملاك والأمم
حتى اذا أصبحت في غير صاحبها = باتت تنازعها الذوبان والرخـم
وصيروا أمرهم شورى كأنهـم = لا يعرفون ولاة الحق أيهـم
تالله ما جهل الأقوام موضعها = لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهـم = و لا لهم قدم فيها و لا قدم
لا يذكرون اذا ما معشر ذكروا = و لا يحكم في أمر لهم حكم
و لا راهم أبو بكر و صاحبه = أهلأ لما طلبوا منها وما زعموا
فهل هم مدعوها غير واجبة = أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا
أما علي فأدنى من قرابتكـم = عند الولاية إن لم تكفر النعم
أينكر الحبر عبد اللـه نعمته = أبوكم أم عبيد اللـه أم قثم
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن = أباهم العلم الهـادي وأمهـم
لا بيعة ردعتكم عن دمائهـم = و لا يمين ولا قربى ولا ذمم
هلاصفحتم عن الأسرى بلا سبب = للصافحين ببدر عن أسيركـم
هلا كففتم عن الديباج سوطكم = و عن بنات رسول الله شتمكم
ما نزهت لرسول الله مهجتـه = عن السياط فهلا نزه الحـرم
ما نال منهم بنوحرب وان عظمت = تلك الجزائر الا دون نيلكـم
كم غدوة لكم في الدين واضحة = وكم دم لرسول اللـه عندكم
أنتم له شيعة فيما ترون وفي = أظفاركم من بنية الطاهرين دم
هيهات لا قربت قربى ولا رحم = يوما اذا أقصت الأخلاق والشيم
كانت مودة سلمان لـه رحما = ولم يكن بين نوح وابنه رحم
يا جاهدا في مساويهم يكتمها = غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا = مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت = عن أبن فاطمة الأقوال والتهم
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته = وابصرو ابعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعدما سعدت = ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
لبئسما لقيت منهـم وان بليت = بجانب الطف تلك الأعظم الرمم
لاعن أبي مسلم في نصحة صفحوا = و لا الهيبري نجا الحلف والقسم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا = فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
أبلغ لديك بني العباس مالكة = لا يدعوا ملكها ملاكها العجم
أي المفاخر أمست في منازلكم = و غيركم أمر فيها و محتكم
أنى يزيدكـم في مفخر علم = و في الخلاف عليكم يخفق العلم
يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم = لمعشر بيعهـم يوم الهياج دم
خلوا الفخار لعلامين ان سئلوا = يوم السؤال وعما لين ان علموا
لا يغضبون لغير الله ان غضبوا = ولا يضيعون حكم الله ان حكموا
تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا = و في بيوتكـم الأوتاد والنغم
منكم علية أم منهم وكان لكم =شيخ المغنين إبراهيم أم لهـم
اذا تلموا سورة غنى أمامكم = قف بالطلول التي لم يعفها القدم
ما في بيوتهـم للخمر معتصر = و لا بيوتكـم للسوء معتصم
و لا تبيت لهـم خنثى تنادهم = و لا يرى لهم قرد و لا حشم
الركن والبيت والأستار منزلهم = وزمزم والصفا والحجر والحرم
وليس من قسم في الذكر نعرفه = الا وهم غير شك ذلك القسم
صلى الإله عليهـم أينما ذكروا = فانهـم للورى كهف ومعتصم