الجمعة، 23 ديسمبر 2011

الشافية ( لأبو فراس الحمداني )


ألحق مهتضم والدين مختـرم = وفيء آل رسول اللـه مقتسم
والناس عندك لا ناس فيحفظهم = سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
أني أبيت قليل النوم أرقني = قلب تصارع فيه الهم والهمم
وعزمة لا ينام الليل صاحبها = إلا على ظفر في طيه كرم
يصان مهري لأمر لا أبوح به = والدرع والرمح والصمصامة الخذم
وكل مائرة الضبعين مرحها = رمت الجزيرة والخذراف والعنم
وفتية قلبهم قلب اذا ركبوا = يوما ورأيهم رأي اذا عزموا
يا للرجال أما للـه منتصر = من الطغاة أما للدين منتقـم
بنو علي رعايا في ديارهـم = والأمر تملكـه النسوان والخدم
محلؤون فأل صفى شربهم وشل = عند الورود وأوفى ودهم لمم
فالأرض الا على ملاكها سعة = والمال الا على أربابـه ديم
فما السعيد بها الا الذي ظلموا = وما الشقي بها الا الذي ظلموا
للمتقين من الدنيا عواقبهـا = وان تعجل منهـا الظالم الأثم
أتخفرون عليهم لا أبا لكـم = حتى كان رسول اللـه جدكم
و لا توازن فيما بينكم شرف = ولا تساوت لكم في موطن قدم
ولا لكم مثلهم في المجد متصل = و لا لجدك معشار جدهـم
و لا لعرقكـم من عرقهم شبة = و لا نثيلتكـم من أمهم أمم
قام النبي بها ( يوم الغدير ) لهم = و اللـه يشهد والأملاك والأمم
حتى اذا أصبحت في غير صاحبها = باتت تنازعها الذوبان والرخـم
وصيروا أمرهم شورى كأنهـم = لا يعرفون ولاة الحق أيهـم
تالله ما جهل الأقوام موضعها = لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهـم = و لا لهم قدم فيها و لا قدم
لا يذكرون اذا ما معشر ذكروا = و لا يحكم في أمر لهم حكم
و لا راهم أبو بكر و صاحبه = أهلأ لما طلبوا منها وما زعموا
فهل هم مدعوها غير واجبة = أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا
أما علي فأدنى من قرابتكـم = عند الولاية إن لم تكفر النعم
أينكر الحبر عبد اللـه نعمته = أبوكم أم عبيد اللـه أم قثم
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن = أباهم العلم الهـادي وأمهـم
لا بيعة ردعتكم عن دمائهـم = و لا يمين ولا قربى ولا ذمم
هلاصفحتم عن الأسرى بلا سبب = للصافحين ببدر عن أسيركـم
هلا كففتم عن الديباج سوطكم = و عن بنات رسول الله شتمكم
ما نزهت لرسول الله مهجتـه = عن السياط فهلا نزه الحـرم
ما نال منهم بنوحرب وان عظمت = تلك الجزائر الا دون نيلكـم
كم غدوة لكم في الدين واضحة = وكم دم لرسول اللـه عندكم
أنتم له شيعة فيما ترون وفي = أظفاركم من بنية الطاهرين دم
هيهات لا قربت قربى ولا رحم = يوما اذا أقصت الأخلاق والشيم
كانت مودة سلمان لـه رحما = ولم يكن بين نوح وابنه رحم
يا جاهدا في مساويهم يكتمها = غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا = مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت = عن أبن فاطمة الأقوال والتهم
باءوا بقتل الرضا من بعد بيعته = وابصرو ابعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعدما سعدت = ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
لبئسما لقيت منهـم وان بليت = بجانب الطف تلك الأعظم الرمم
لاعن أبي مسلم في نصحة صفحوا = و لا الهيبري نجا الحلف والقسم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا = فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
أبلغ لديك بني العباس مالكة = لا يدعوا ملكها ملاكها العجم
أي المفاخر أمست في منازلكم = و غيركم أمر فيها و محتكم
أنى يزيدكـم في مفخر علم = و في الخلاف عليكم يخفق العلم
يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم = لمعشر بيعهـم يوم الهياج دم
خلوا الفخار لعلامين ان سئلوا = يوم السؤال وعما لين ان علموا
لا يغضبون لغير الله ان غضبوا = ولا يضيعون حكم الله ان حكموا
تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا = و في بيوتكـم الأوتاد والنغم
منكم علية أم منهم وكان لكم =شيخ المغنين إبراهيم أم لهـم
اذا تلموا سورة غنى أمامكم = قف بالطلول التي لم يعفها القدم
ما في بيوتهـم للخمر معتصر = و لا بيوتكـم للسوء معتصم
و لا تبيت لهـم خنثى تنادهم = و لا يرى لهم قرد و لا حشم
الركن والبيت والأستار منزلهم = وزمزم والصفا والحجر والحرم
وليس من قسم في الذكر نعرفه = الا وهم غير شك ذلك القسم
صلى الإله عليهـم أينما ذكروا = فانهـم للورى كهف ومعتصم

ليست هناك تعليقات: