الجمعة، 23 ديسمبر 2011

وللسيد حيدر الحلي ايضا في رثاء جده الإمام الحسين عليه السلام: ــ


لتـلوِ لـويّ الجيدَ ناكســةَ الطـرفِ=فهاشـمها بالطـف مهشــومة الأنـفِ
وفـي الأرض فلتُنثــل كنانــةَ نبلها=فلـم يَبـق سـهمٌ فـي وفائـهم يشـفي
ويامضـرّ الحمـراء لا تنشـري اللـوا=فـانّ لــواكِ اليـوم أجــدرُ باللـّف
ويـا غالبـاً ردي الجـفون علـى القذا=لمـن أنـت بعـد اليوم ممدودةُ الطرفِ
لتنـض نـزارُ الشـوس نثـرةَ زغفها=فبـعد أبـيّ الضـيم مـا هـي للزَغفِ
بنـي البيـض أحسـاباً كراماً وأوجبها=وسـاماً وأسـيافّاً هي البرق في الخطفِ
ألسـتم إذا عن سـاقها الحـربُ شمّرت=وعـن نـابها قـد قلّصـت شفة الحتفِ
ســـحبتم اليـها ذيـلَ كـلّ مفاضـةِ=تـردّ الضُـبا بالثـلم والسـمرَ بالقصفِ
فكيـف رضـيتم مـن حـرارة وترها=بمـاء الطُـلا منـكم ضبا القومِ تستشفي
ألـم يأتـكم أن الحســين تنـازعـت=حشـاه القنـا حتـى ثـوى بثرى الطفِّ
بشـمّ أُنـوفٍ اكـرهوا السـمر فانتنت=تَكَســرُّ غيضـاً و هـي راعفةُ الأنفِ
أبا حســنٍ أبنـاؤك اليـوم حـلّقـت=بقادمـة الأســياف عن خطـّة الخسفِ
ثنـت عطفـها نحــو المنـيّة إذ أبت=بـأن تغتــدي للـذل مثنـيّةَ العِطـفِ
لقد حُشـدت حشـد العطاش على الردى=عطاشـا ومـا بلّت حشـاً بسوى اللّهفِ
ثـوت حيـث لم تذُمم لها الحرب موقفاً=ولا قبضت بالرُّعـب منهـا على كـفِّ
سـَل الطـفَ عنهم أين بالأمـس طنَّبوا=وأين اسـتقلّوا اليومَ عن عرصـة الطفِّ
وَهـل زحـفُ هـذا اليـوم أبقى لحيِّهم=عميـدَ وغى يسـتنهض الحيّ للزحـفِ
فـلا وأبيـك الخيـر لـم يبـقَ منهـمُ=قريـع وغـىً يُقـري القنا مهَج الصفِّ
مشـوا تحـتَ ظـلّ المرهفات جميعهم=بأفئـدةٍ حـرّى إلـى مَــورد الحتـفِ
فتلك على الرمضاء صرعى جسـومهم=ونِســوتُهم هاتيك أسـرى على العجفِ
مضـوا بالأُنـوف الشـمّ قـدماً وبعدهم=تخـال نـزاراً تنشــق النقع في أنـفِ
وهـل يمـلك المـوتور قـائمَ ســيفه=ليـدفع عنـه الضــيم وهـو بلا كفِّ
خـذي يـا قلوب الطـالبيين قــرحةً=تـزول الليـالي وهـي داميـة القـرفِ
فـإنّ التــي لـم تبرح الخدرَ أُبرزت=عشـيَّة لا كـهفٌ فتـأوي إلـى كهـفِ
لقـد رفعــت عنهـا يـد القوم سـفها=وكـان صـفيح الهـند حاشـيةَ السجفِ
وَقـد كـان مـن فـرطِ الخفارةِ صوتُها=يغضُّ، فغضَّ اليوم من شـدّة الضـعفِ
وهـاتفةٍ نـاحت علـى فقـدِ إلفـــها=كمـا هتفـت فـي الـدوح فاقدة الإلفِ
لقـد فـزِعـت مـن هجمـة القوم وُلّها=إلـى ابـن أبيها وهو فوق الثرى مغفِ
فنـادت عليـه حيـن ألفتـه عــارياً=على جسـمه تسفي صبا الريح ما تسفي
حمـلتُ الـرزايا قبـل يومـك كلــّها=فما أنقضت ظهري ولا أوهـنت كتفـي
ولا ويـتُ مـن دهـري جميع صروفه=فلم يُلو صـبري قبـل فقدك في صرفِ
ثكلتـك حيـن استـعظلَ الخطبُ واحداً=أرى كـل عضـوٍ منك يُغني عن الألفِ
بـودّيَ لـو أن الـردى كـان مرقـدي=ولا ابن أبي نبـهتُ مـن رقـدة الحتفِ
ويـا لـوعةً لـو ضـمَّني اللحـدُ قبلها=ولـم أبـدُ بين القـوم خاشعةَ الطـرفِ

ليست هناك تعليقات: