الجمعة، 23 ديسمبر 2011

عبد نور داوود



انزلت مئذنتي وصحتك نادبا
واتيت من ديني لدينك تائبا
مولاي عفوك ان تأخر مقدمي
انا كنت في ربي وربك غائبا
في حشد من مدوا الدعاء اصابعا
مدت على رب الدعاء مخالبا
تلك الأكف الضارعات رأيتها
ابرا ومن رفعوا الأكف عقاربا
الحالبون بكف ربك خلقه
وعليهم ُ باعوا الحليب الرائبا
ختموا السماء على الجباه وقدموا
لبطونهم اهل السماء مآدبا
وامامهم يحدو لسان امامهم
خذ اجر مركوب لتبعث راكبا
أأمامنا غلبوا الهك قال لي
كن فيه مغلوبا ولا تكُ غالبا
ذبحوه والسكين كفي صاح بي
جرئوا نعم جرئوا فلست محاسبا
هم حاسبوني كن مسيحا ليتني
كان المسيح لصالبيه صالبا
حطبوا النهار ليصلبوني فوقه
فهربت من عشواء ليلك حاطبا
وتركت يا ابليس خلفي امة
فيها مسيلمة يقاضي الكاذبا
وتركت بينهم العراق عليّه
حسناته عدت عليه مثالبا
كثرت ولاة بني أُمّية حوله
والروم شنوهم عليه كتائبا
فأذا رأوه سلّنا رفعت شفا
ههم المصاحف يارماح توائبا
من يا عراق يصول عمارا نضا
تسعينه ولحاجبينا عاصبا
من يورد العطشى السيوف ومالك
السم كان له بمصر شاربا
والكوفة الحمراء يمهل ثارها
برد وصيف دام فيها لاهبا
ان صاح صوتك صح عليه فليس من
سيف يسل لك الرجال مجاوبا
الحق لم يترك لأمسك صاحبا
الحق لم يترك ليومك صاحبا
جمل هناك رغا هنا صفيّنهم
وترى بثوبك خارجيا واثبا
كن خلف رأسك ما سجدت فغدرهم
ابن لملجمهم وراءك ضاربا
انا لن اصلي خلف صبرك شاكرا
بدماي وضّئني أصلّ مواضبا
عمر ابن عاصك ياعراق زماننا
قد سل سروالا وصال محاربا
خذ عنفوانك مالئا شاجوره
دمنا وهلهلنا انتصارا صاخبا
اطلق على نار العدو صدورنا
اطلق صدورا للرصاص نواخبا
أعراق سر خلف الحسين لكربلا
لا خلف دمعك للحسين مواكبا
اشجب لسانك هاتفا بسكوته
ان لم تكن بذراع عزمك شاجبا
ان الاسود اذا ارتضت بعرينها
غابا ستخرج كي تصاد ارانبا
كن سيف كفك رافضيا ذلهم
هاهم بسيفك صبحوك نواصبا
يا ويح كفك ياعراق تفرقت
حتى اصابعها عليك مذاهبا
ابليس عفوك ما نزلت بموطني
الدمع انزلني عليه معاتبا
يا والد الدنيا وجد نغالها
شرفي اتاك لعهر بنتك خاطبا
اقبل –فديت- انا سليل مباديء
امسيت بومتها فصرن خرائبا
نزلوا الى الدنيا عجائب ربهم
فأرتهم الدنيا وانت عجائبا
مابين مسموم وبين مقتل
الا ال نجى من بطش حزبك غائبا
شهدا تذبحنا السيوف وتبتني
لبني السيوف على الدماء مناحبا
اذّن كأفضل ما اذنت لعائذ
أسرته صومعة فجاءك هاربا
ثورا قضاني العمر ينطح جلده
نصبوه لي فركضت نحوي غاضبا
من بعد ما غرزوا السيوف رأيتني
وانا المعلق فوق قرني راهبا
مولاي أدخل ؟ ها يدي مدت يدي
قلبا يدق عليّ بابك راغبا
أذّن لتدخل في حماك بقيتي
انا جئت نارك مستجيرا طالبا
بوركت من نار حشود عبادها
رصوا لتأدية الذنوب مناكبا
ها قد حججت اليك لبت في دمي
جمراته ...خذها وكن لي حاصبا
اضرب بنظرتك الرجيمة سحنتي
حدّقْ تجد وطنا بوجهي شاحبا
فيه البيوت العاقرات حوامل
في ساكنيها اليطلقون مصائبا
هذي يتاماه تنوح بمقلتي
وتمد صوتي الامهات نوادبا
هذي القدور على القلوب تنز في
انّاتها للآكلين اطايبا
هذي النساء المطفآت تشيّع ال
الاجساد في كفن الثياب غواربا
هذا الرضيع الجوع يرضع دمعه
والام في شفتيه صدرا ناضبا
وعلى قبور الاكرمين ارامل
هن القبور على القبور نواحبا


قصيدة اخرى للشاعر عبد نور داود

أو أنت حــاشا يـــــــــا حسينك تخــــذلُ.....هم يا عراق دعوك ثم تـــــكـــربــــــــ لوا
أقـــبـل إلينا يـــــــا أبن بنت نـــبـــيـــنــا.... .فإذا السيوف هي التي تستقبـــــــــلُ
أقــــبــــل إلينــا حـــــان وقــــت حصادنا.....فــــــــ إذا هـمُ بيد الدراهم مــــنجـــــلُ
هـــــدموا بظلك يـا عراق خــيامــــهـــم..... فـــرحلت يوم استوطنتك الــــرحـَّــــــل
يــــــــا أيها السيف الذي لـــــم ينـــثلم..... سلوك أنت عليك مــاذا تـــفـــعـــــــــلُ !؟
هي غبرةٌ كــــان العــــراق وكنـــتــهـــــا.... . لـــــم تنقشع إلا وأنـــت مـــــجنـــــدلُ
قـــتـــلوا الحسين فحزهم بــــدمـــائـــه.... . وبقيت في دمــــه ودمعك تـقـــتـــــــلُ
بـــــــــــاعوه من قــــد بـــــــــــــايــــ عـوه وبعدها.....اخذوا القميص الى النبي و أعولوا
ركــــبــــوا صلاتهــــمُ يــــصيــــح دعـائها..... أكل العراق حــــسيننا و ســنأكـــــلُ
ورمـــــوا الــــقمــيص مبـــلـــلا بــــدمـائه..... فإذا بــه بــــدم الـــعــــراق مــــبــلـــــلُ
وإذا الـــعـــراق حســيــنــه مســتــفرداُ..... حـــــــرٌ بــــــأنـــات الـــــجـــياع مكبــــلُ
وطــــني عـــــراق الله يـــا روحي التي....صارت عـــلى جــــمـــرات حفــــظك حـــرمــــلُ
مــــــــــــرآة ربــــــــك أنت يــــــــا نــــوراً بــه...وجـــه الـــــسمـــاءبربـــ ـه يـــتـــجـــمـــلُ
يا بيت أهل البيت تنعب حولك ال.....دنـــياومــــ ن فـــمــك الـــحـــمـــائــمُ تــهــــدلٌ
يــا حــرُ عدت غـــريب أهلــك لا تـــصح ..... فبنــــو ريــــاح الـريـــح فيهم تفتلُ
وقـــلـــــوبــهـــم أبـــواب أمـــسٍ صــادئٍِ..... متـــكسرٌ في قفلــها الـــمستـــقــبــلٌ
لا تــــطــــرق الأبــــواب مـــسلم إنـهـم ..... حتى وان فــتحــوا فـــكفـــك مـقـفــلُ
والكـــوفــــة الــصلت وراك عـشاءَهــا..... قبل الركـــــوع الساجـدون تــسللـــوا
تـــركـــوك وحـــدك يــــا عـراق قلوبهـــم ..... هــرعت بهــــا لبني الدراهـم ارجــلُ
لا تلــــتفــت يامسلم الـــــــتأري.....خ حتى ظلك المــرشي عـــــنـك يــــهــــــرولُ
سر يــــا عــــراق فــــكـــل شـــبــر كربلا ..... وأراك انـــت اليـــوم من بــــك قـــتــلٌ
يـــــا كافـــــل الأيتــــــام صـــــرت يتيمنا ..... مــن ذا لهـــم ولــنـا ومـن لك يكفـــلُ
أمــــقطـــع الـــكفـــيـــن فـــوق فـــراتـناال.....عطش ان.. مـاذا أم بماذا تــحـــمــــلُ
أنـــــظــر لــــجلـــدك ثــــقــبــــوه مخافةً ..... فـيـــه لــغــيم اللـه مـــــــاء تـــنــقـــلُ
أنظر لعينك ســــهــم غــــدرٍ صابهـــــــا.....فعل ــى الـــحدود بفيــــض نحــرك تهملُ
إنــــا سبايـــــا لـــقمة الــعيش الــــتي.....فــي طفهــــا لـــم يـبـق إلا الــثــكــــلُ
صــــــارت صغــــارك يــــا حسين كبارنا.....شبت بــــــطونهم فــفـــرَّ الــــــدّهـــــلُ
مــتــغــــربــــــو ن وكــــل ارض طـــوعــة.....تؤوي ونحن اللائــــــذون الـــــقــــتّـــــل ُ
عـــــبـــــر الحدود مراسليـــن بـــيــوتنـا.....مــ ـاذا تـــرى بـــعــــد التحية نــــرســـلُ
أخــبــار أطــفال ببـــاب قــــلــوبــــهـــم. ....حـــلــوا عــسى أبــــاءهم أن يـــقبلـــوا
هــــذا يقول لأمه لا تقـــفلي ال....أحـــلام ربَّ أبــــــــي عـــليــــــنــــــا يـــــدخــــلُ
هـــــذي تقـــــول أبي بعيد عـــــنـــــدنا..... كــفاه لا الثوب الجديد الــــمـــخــمـــــل ُ
أبـــــاؤنـــا سكنوا القبــــور عـــيــونهـم.....شــ ـوقـــــــاً لـــنــــا مفتــــوحة لا تسبــلُ
ونــــــساؤنــــا صــــارت ارامــــل بــعدنــا.....أرأيــ ـت حــيــــاً زوجــهـــا تــتــرمـــــــلُ
أبــــــوابـــــهـــ ــم مفتوحة لـــــــرحيلهـم..... ان لـــم يــقــم فــي ساكنـــيـه المنزلُ
فـــهنـــاك مـــن مــتســــولٍ وطـــنٌ لــه..... وهــنا الذي أنـــفـــاسه تـــتـــســــولُ
هــــذي خيامك يـــاحسين بـــطونــــنـا.....و الـــــشمـــر فيهـــــــا كل يوم يُشعـــلُ
أن كـــــان حرملــــة أستبــــاح رضيعكم..... فبعنق رضعنــا الـــجميع تـــحـــرملـــوا
أمــــسى الـــعــراق عــليكم يــاسيدي.....والجوع يـــضـــرب والـــحصـــار المحملُ
هــذي ثـــمــــانية على أحقــابـــــهــــا.. .. .نحدي ولا شامٌ عـــليــهــــــا نــــنــــزلُ
يــــــا ليتهــــا فـــــوق الـــرمـاح رؤوسنا.... لــــــــيـــزيــــد فـــــوق رمالـهــــا تـــتــنــقلُ
موتى نسير على رفــــات حيـــاتــنــــا..... مــــــوتى ولـــــكــــن دفــنــنـــا يتأجـلُ
لـكــــأن ميـــتــنا النشيع نعـــشــه..... هـــــو مـــن يشيعنــــا وينــدب عجلوا
لا في الذين هـنـاك مــلء قــبـــورهـــم.....ا لــدود فــيـــمــن خــلفــوهــم يـــأكـــلُ
خــبــراً بــبــطن الذئب صرت عــــراقنـــا.....وب ــنــو الــقميــص الى ابيهــم اقفلــوا
كـــانـــوا أذامــا الجــوع لاك صـــغــارهـم.....شــ ـدوا الــبطــون الى العراق تحملـوا
الارض واقـــفــة عـــلـــى أبــــــوابــــنــــ ا.....شبعانــهــا من جـــائعينــــا يــســــألُ
والــــيـــوم حـفـت تلــــوك يـابس صبرنـا.....والنحــــ ل يلســـعُ فــيــه هذا الحنظلُ
واذا الـــذيــــن بــبــابــنــــا أبــوابــــهــــم... ..خطت عـــراقـــيــيــن لا نستقــــبــــلُ
اعــــــــراق لا تلـــــم الـــعقـال مـــهـــدلا.....لم لابسيه هم الـــذين تــهـــدلـــــوا
ان لـــم تـــكــن كــف الــسلاح رصـاصـة.....فقل الــسلاح عــــن المسلح اعـــزلُ
قــــــــدوا قميصــــك كــــاشفي أدبارهم.....صبــــــ راً قضــــــــى فيها الزمان المقبلُ
سبع عـــجـــــــــاف آكـــــــلات لحومهـم.....ثـــق أنت يوسفها وأنت الـــسنـبــــلُ
لا لــــن تتوب فصاحبـــــاك جــمــيـعـهم.....وغـ ـــــــداً يـــقصـــون الــــرؤى وتـــؤولُ
وبـــنـــوا أبـيـــــك غدا سيطــرق جـــوعهـــم.....وغــ ـــــــدا تكيل لهم ونحن المـكيـــلُ
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
                                                   

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

سمعت هذا الشعر من والدي حيث قرأ صاحب القصيده لأبي اياها 💔💔

غير معرف يقول...

من روائع عبد نور داود