سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر
وما سطعت شمسٌ وما بزغ البدرُ
سلام على
القلب الكبير وصبره
بيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ
جحافل جاءت كربلاء بأثرها
جحافل لا يقوى على عدها حصرُ
جرى ما جرى في كربلاء وعينها
ترى
ما جرى ممّا يذوب له الصخرُ
لقد أبصرت جسم الحسين مبضّعاً
فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبرُ
رأته ونادت يابن أمي ووالدي
لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسرُ
أخي إنّ في قلبي أسىً لا أطيقُه
وقد ضاق ذرعاً عن تحمله الصدرُ
أيدري حسامٌ حزّ نحرك حده
به حزّ من خير الورى المصطفى نحرُ
عليّ عزيزٌ أن أسير مع العدى
وتبقى بوادي الطفّ يصهرك الحرُّ
أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا
مقيمٌ إلى أن ينتهي منّي العُمرُ
أخي كلُّ رُزءٍ غير رزئك هيّنٌ
وما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ
أ اُنعم في جسمٍ سليمٍ من الأذى
وجسمك منه تنهلُ البيض والسُمرُ
أخي بعدك الأيّامُ عادت ليالياً
عليّ فلا صبح هناك ولا عصرُ
لقد حاربت عيني الرقاد فلم تنم
ولي يا أخي إن لم تنم عيني العذرُ
أخي أنت تدري ما لأختك راحةٌ
وذلك من يومٍ به راعها الشمرُ
فلا سلوةٌ تُرجى لها بعد ما جرى
وحتّى الزلال العذب في فمها مُرُّ
ايمنعك القوم الفرات وورده
وذاك إلى الزهراء من ربّها مَهْرُ
أخي أنت عن جدّي وأمّي وعن أبي
و عن حسنٍ لي سلوةٌ وبك اليسرُ
متى شاهدت عيناي وجهك شاهدت
وجوههم الغراء وانكشف الضرُ
ومذ غبت عنّي غاب عني جميعهم
ففقدك كسر ليس يرجى له جبرُ