السبت، 24 ديسمبر 2011

عبد المسيح انطاكي ...


أزين ملحمتي الغرا و أحليها بحمد ربي فليحمده قاريها

و بالصلاة على طه و حيدرة قد كنت بادئها برا و منهيها

و بعد قد وفق الله العبيد إلى هذي القصيدة مع ضافي حواشيها

نظمت سيرة مولانا أبي حسن فيها على قدر إدراكي خوافيها

فما عرفت له في الدين مأثرة إلا و كنت مع الإخلاص راويها

و بعض آثاره ما جئت أذكره و لم أزل عاجزا عن ذكر باقيها

تحصى النجوم و لا تحصى مناقبه فكيف لا يدرك الإعياء محصيها

من يرج أن يتولى مدح حيدرة بغر آثاره وصفا و تشبيها

رجا المحال و أعيا عن بلوغ أما نيه من المرتضى أو ما يدانيها

فهذه يا ذوي الألباب ملحمتي أملي عليكم بالتقوى أماليها

و إنها خير تاريخ لنشأة دين الله مع ما جرى بين الورى فيها

وقد جهدت على عجزي و نية إخلاص لبيت رسول الله أنويها

أن أدركن بها رضوان حيدرة و من به شغفوا حبا و تدليها

و تلك بغية مملوك المعز حبيب المرتضى ما سواها رحت أبغيها

تزلفا لأميري الأريحي عميد العرب من بات للخيرات داعيها

و هو الذي في رضى طه و حيدرة و ابنيهما يبذل الدنيا و يعطيها

و نفسه في هوى بيت النبوة من كل البرية معروف تصبيها

ما كنت شاعره إن لم أجد بمدا ئح العلي التي ما انفك يرويها

منه عرفت أمير المؤمنين و أيديه الحسان التي قد كان يسديها

و ها أنا ناظم ما كان ينثره على محبيه من غالي دراريها

و بالوفاء و بالإجلال أرفعها إلى معاليه في زاهي تلاليها

شكرا على النعم الجلى التي لقيتنا من يديه و ما زلنا نلاقيها

و إنها نعم السردار أرفع أغنتنا و كم معنا أغنت عوافيها

و خزعل قد تولى في مكارمه العقول فهو مع الأجسام يغذيها

فكان مرشدها الأسمى و واعظها و كان للحق داعيها و هاديها

و هذه الطرفة الحسناء قد فخرت في الإنتماء إليه في تأبيها

و إنها قبة من نوره اقتبست لظلمة الجهل كي تجلو دواجيها

أو انها للورى من وفر حكمته شريعة بالهدى فاضت مجاريها

و إنني باسمه المحمود أعرضها على الأغارب في زاهي تجليها

بها أردد آيات الثناء عليه و الوفاء له تالله موحيها

و كي اسهل تسهيلا تلاوتها على الملا لم أدعها في تتاليها

لكنني بعناوين مفصلة أوضحت للقارئ الذاكي فحاويها

و قد توسعت في مجرى حوادثها بما نثرت عليها من حواشيها

وجئت بالنص من أقوال حيدرة وهي التي زينت نظمي من معانيها

و لم تكن غير نعمى خزعل فله ثواب قارئها التاقي و منشيها

و الله كالئه ذخرا لأمته يحيي بهمته العليا أمانيها


========================================================


وإنها فزَّةٌ بين النساء فلا                 بنتُ الحواءَ تدنو من معاليها
ومن يُشعُّ شَعَاعَ الشمس جبهتُها        و لا تُلالي إذا لاحت كلاليها
هي الجديرةُ بالكُفءِ الكريم لها      مَن  بالمفاخِرِ والعُليا يُحاكيها
والعُرْبُ تطلبُ أكفاءٌ                 تَزّوجُهُمْ بناتها سّنيةُ تأبى تعدّيْها
وكُلُ عقدٍ بغير الكُفءِ تحسَبُهُ     عاراً عليها لدى الأقرانِ يُخزيها
فمن يليقُ ببنتِ المُصطفى حسباً     ومَن مِن العَرَب العَربَاء كافيها
ومَن يناسَب طه كي يُصاهَرهُ      وهي المصاهرّةُ المسعودُ مُلقيَها
غيُر العليّ حبيب المصُطفى و     له  سَبَقُ الهدايةِ مُذ نادى مناديها
فانه بعدَ طه خيرُ من ولدَتْ            قُريشَ مُنذَ برا الباري ذراريها
و أنه بطلُ الإسلامِ تعرفُهُ            تلك الحروب التي أمسى مُجليّها

ليست هناك تعليقات: