السبت، 24 ديسمبر 2011

احرم الحجاج ( الشيخ حسن الدمستاني )



أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور = وانا المحـرم عـن لذاته كـل الدهور
كيف لا احرم دأبا ًناحراً هـدي السـرور = وانا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى =ان يرى حق بنيـه حرمـاً معتكفـا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفـا = وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عينا لبس سربال الاسى = واتخاذ النوح ورداً كل صبـح ومسـا
واشتعال القلب احزاناً تذيـب الانفسـا = وقليل تتلف الارواح فـي رزء الحسيـن
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى = لائذاً بالقبـة النوراء يشكـوا اسفـا
قائلاً ياجد رسم الصبر مـن قلبي عفى = ببلاء انقض الظهـر وأوهى المنكبـين
صبت الدنيا علينا حاصباً مـن شرهـا = لم نذق فيها هنيئـاً بلغـةً من بُرهـا
ها أنا مطرود رجس هائـم فـي بَرهـا = تاركا ًبالرغم مني دار سكنى الوالديـن
ضمني عندك يا جداه فـي هذا الضريح = علني ياجد من بلـوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح = فعسى طود الاسى يندك بيـن الدكتيـن
جد صفـو العيش مـن بعدك بالاكدار شيب = وأشاب الهـم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا مـن داخل القبـر بكاء ونحيب =ونـداء بافتجـاع يا حبيبـي ياحسيـن
انت ياريحانـة القلب حقيـق بالبـلاء = انمـا الدنيـا اعـدت لبـلاء النبـلاء
لكـن الماضي قليـل فـي الذي قد أقبلا = فاتخذ ذرعين مـن صبر وحسـم سابغين
ستذوق الموت ظلما ًظاميـا ًفـي كربلا = وستبـقى فـي ثراهـا عافـراً مجنـد
وكأنـي بلئيـم الاصل شمراً قـد عـلا = صدرك الطاهر بالسيف يحـز الودجيـن
وكأني بالأيـامى مـن بناتـي تستغيـث = سغباً تستعطف القوم وقـد عـزّ المغيـث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث = بينهـا السجاد فـي الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قـرة عين المـصطفى والمرتضى = رحمـةً للآل لا سخـطا ً لمحتـوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا = مقتدى الأمـة والي شرقهـا والمغربيـن
حيـن نبأ آلـه الغـر بما قال النبـي = اظلـم الافـق عليهـم بقتـام الكـرب
فكأن لـم يستبيـنوا مشرقـا ًمـن مغرب = غشيتهـم ظلمـات الحـزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق = يقطـع البـيدا مجداً قاصد البيت العتيـق
فأتتـه كتـب الكـوفـة بالعهـد الوثيق = نحـن انـصارك فاقـدم ستـرى قرة عين
بينمـا السبـط باهليـه مجـداً فـي المسير فاذا الهاتـف ينعاهـم ويدعـوا ويشيـر
ان قـدام مطاياهـم مناياهـم تسيـر = ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعـلا صهـوة ثـان فأبى ان يرحـلا = فدعـى في صحبـه يا قوم ما هذي الفلا
قيـل هـذي كربـلاءٌ قـال كربٌ وبلا = خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكريـن
هـا هـنا تُنتـزع الارواح مـن اجسادهـا = بظبى تعتـاض بالاجساد عـن اغمادهـا
وبهذي تُحمـل الامجاد فـي اصفادهـا = فـي وثـاق الطلقـاء الادعيـاء الوالديـن
وبهـذي تيـأم الزوجـات مـن ازواجهـا = وبهـذي تشـرب الابطال مـن اوداجهـا
وتهـاوى انجم الابـرار عـن ابراجهـا = غائبات فـي ثرى البوغاء محجـوبات بين
وأطلتهـم جنـود كالجـراد المنـتـشر = مع شمر وابن سعد كـل كـذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر = واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبـون البـيض اذ تلبـس فيض القلل = بيـض انـس يتمايلـن بحمـر الحـلل
فيـذوقـون المنـايـا كمـذاق الـعسل = شاهدوا الجنـة كشفـاً ورأوهـا رأي عين
بأبي انجم سعـد فـي هبـوط وصعـود = طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح مـن بعـض السعود = كيف لا تسعد فـي حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تُـمٍ خسفـت بيـن الصفاح = وشموساً من رؤوس فـي بروج مـن رماح
ونفوساً منعـت ان تـرد الماء المبـاح = جرعـت كـأسي اُوام وحمـام قاتليـن
عندها ظل حسين مفرداً بيـن الجمـوع = ينظر الآل فيذري من اماقيـه الدمـوع
فانتظى للذب عنهـم مرهف الحد لموع = غرمـه يغريـه للضرب نمار الصفحتيـن
فاتحاً من مجـلس التوديع للأحباب بـاب = فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب
موصي الاخت التي كانت لها الآداب دأب = زينب الطهـر بأمـر وبنهـي نافذيـن
أخت يازينـب أوصيـك وصايا فاسمعـي = انني في هـذه الأرض ملاقٍ مصرعـي
فاصبري فالصبر مـن خيم كرام المترع = كل حي سينحيـه عن الأحياء حين
في جليل الخطب ياأخت اصبري الصبر الجميل = ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل
واتركي اللطم على الخد واعلان العويل = ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمـي = اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
واذكري اني فـي حفظهـم طٌل دمي = ليتنـي بينهـم كالانف بيـن الحاجبـين
أخـت آتينـي بطفلي أره قبل الـفراق = فأتت بالطفـل لا يهدأ والدمـع مراق
يتلوى ظمـأ والقلب منـه فـي احتراق = غائر العينيـن طاو البطن ذاو الشفتيـن
فبكـى لمـا رآه يـتلظـى بـالأوام = بدمـوع هـاميات تخجل السحب السجـام
ونحـا القـوم وفي كفيـه ذيـاك الغـلام = وهمـا من ظمإ قلباهمـا كالجمرتيـن
فدعا في القوم يا للـه للخطب الفظيع = نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيـع
لاحظوه فعليـه شبـه الهادي الشفيـع = لا يكن شافعكم خصمـاً لكم في النشأتين
عجلوا نحوي بماء اسقـه هذا الغلام = فحشاه مـن أوام فـي اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عـن القول بتكليـم السهام = وإذا بالطفل قـد خر صريعـا لليدين
فالتقى ممـا همـا من منحر الطفل دما = ورماه صاعداً يشكوا الى رب السمـا
وينادي يا حكيم انت خير الحكمـا = فجـع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغار السبط للجلي بمأمـون العثار = اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار = ذكـر القـوم بـبدر وبـأحد وحنيـن
بطل فرد من الجمع على الابطال طال = أسد يفترس الاسد عـلى الآجال جـال
مالـه غير اله العرش في الاهوال وال = ماسطى فـي فرقـة الا تولت فرقتين
مالـه فـي حومـة الهيجاء في الكر شبيه = غير مـولانا علي والفتى سر أبيـه
غير ان القـوم بالكثرة كانوا متعبيـه = وهـو ظـام شفتاه اضحتا ناشفتين
علة الايجاد بالنفس على الامجاد جاد = ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد
كم لـه فيهم سنان خارق الاكباد باد = وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
دأبه الذب الى ان شب في القلب الأوام = وحكى جثمانـه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام = وعراه مـن نزيف الدم ضعف الساعدين
فتدنى الغادر الباغي سنان بالسنان = طاعنا صدر امامي فهوى واهي الجنان
اشرقت تبكي عليه اسفاً حور الجنان = وبكى الكرسي والعرش عليـه آسفين
ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامح = أ حسين خر ام برج السماك السابح
ام هـو البدر وقد حل بسعد الذابح = ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
اي عينين بقان الدمـع لا تنهرقان = وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمـه والطين فـي منحره مختلطان = ولـه قدر تعالى فوق هام الشرطين
لهف نفسي اذ نحا اهل الفساطيط الحصان = ذاهلاً منفجعـاً يصهل مذعور الجنـان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان = خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
ايها المهـر توقف لا تحم حول الخيام = واترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كيف تستقبلهـم تعثر في فضل اللجام = وهـم ينتظرون الآن اقبال الحسين
مرق المهر وجيعاً عالياً منـه العويل = يخبر النسوان ان السبط في البوغا جديل
ودم المنحر جار خاضب الجسم يسيل = نابعـاً من ثغرة النحر كمـا تنبع عين
خرجت مذ سمعت زينب اعوال الجواد = تحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت ان اخاها عافراً في بطن واد = ودم الاوداج منـه خاضباً للمنكبين
مذوعت ما لاح من حال الجواد الصاهل = صرخت مازقة الجيب بلـب ذاهل
وبدت من داخل الخيمات آل الفاضل = محرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
وغدت كلٌ من الدهشـة تهوي وتقوم = انجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس ان تبدوا النجوم = يتسابقن الى موضع ما خر الحسين
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر = يهبر الاوداج منـه بالحسام الباتر
فتساقـطـن عـليـه بفـؤاد طائـر = بافتجـاع قـائـلات خـل ياشمر حسين
رأس من تقطـع ياشمر بهذا الصارم = ليس من تفري وريديـه بكبش جاثم
ان ذا سبط النبي القرشي الهاشمي = ابواه خير اللـه فذا ابن الخيرتين
ارفع الصارم عن نح الامام الواهب = عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب = وهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع = بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع = يتلظـى بظمـاه حـافصاً بالقـدميـن
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق = وبيمناه يسار لـدم العسر يريـق
وعلى الناس له عهداً من اللـه وثيق = انه الحجة في الارض ومولى الملوين
ما افاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم = وانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبرى الرأس وعلاه على رمح قويم = زاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين
شمس أفق الدين اضحت في كسو بالسيوف = وتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوف
فأصاب الشمس والبدر كسوف وخسوف = لكن الافق مضيء بسنا راس الحسين
ذبح الشمر حسينا ليتني كنت وقاه = وغدا الاملاك تبكيـه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه = صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
فتك العصفور بالصقر فيا للعجب = ذبح الشمر حسيناً غيرة اللـه اغضبي
حيدرٌ آجرك اللـه بعالي الرتب = ادرك الاعداء فيـه ثأر بدر وحنين
أعين لم تجر في أيام عاشورا بمـا = كُحلت وحياً اماقيهـا بأميال العمـا
لأصبن اذا ما أعوز الدمـع دمـا = لأجودن بدمع العين جود الاجـودين
عجباً ممن رسا في قلبه حب الامام = كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بل ارى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام = أ سواءٌ فقـد فرخيـن وفقـدان الحسين
كيف لا يبكي بشجو لا بن بنت المصطفى = انـه كان سراجـا ً للبرايـا وانطفا
حق لو في فيض دمع العين انساني طفا = واغتدى الجاري مـن العين عقيق لا لجين
أ يزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير = ثمل نشوان مـن خمر لـه الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير مـن هجيـر = ساغباً ضمآن يسقى مـن نجيـع الودجيـن
حطم الحـزن فؤادي لحطيـم بالصفـا = ولهيف القلب صاد وذبيـح مـن قفـا
ولعـار فـي وهـاد فوقـه السافي سفا = صـدره والظهـر منـه اصبحـا منخسفين
ولـرأس نـاضر الوجـه برأس الذابل = ولقانـي فيـض نحـر غاسـل للعاسل
ولعـان هـالك النـاصر واهي الكاهـل = وبنات المصطـفى لهفي على عجف سرين
بينمـا زينـب قـرحى الجفن ولهاء ثكول = تذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجول
تنـدب النـدب بقلب واجف وهي تقول = قـد أصابتنـي بنور العين حسادي بعين
واذبيحـا مـن قفـاه بالـحسام البـاتـر = واصريعـا بعـراه مـا لـه مـن ساتر
واكسيـرا صلـواه بصليـب الحـافـر = وارضيـضا قدمـاه والقـرى والمنكبـين
واخطيبـاه جمـالـي وجمـال المنـبر = واقتيـلاه ولكـن ذنبـه لـم يُخبـر
واطريحـاه ثـلاثا بالعـرا لـم يُقبـر = واشهيـداه ومـن للمـصطفى قـرة عيـن
يا أخي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس = مقريـا للضيـف والسيـف نفـيسا ونفوس
كيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوس = بعدمـا دسـت على اوج السهـى بالقدميـن
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد = بقيـت بعـدك شعثـا ً فـي كِلال وحـداد
قطنـت اجفانهـا فالقلـب كالقـالب صاد = اشبـه الاشيـاء بالقـرآن بيـن الدفتيـن
حـزب حرب ايـن انتـم مـن سجايـا هـاشم = اذ عفـو عنكـم وقد كنتـم حصيد الصارم
ان فـي هـذا لسـر بيـن للفـاهـم = ان آثـار القبيليـن عصيـر العنصريـن
جـدنا عاملكـم فـي الفتـح بالصفـح الجميل = مالكـم صيرتمونـا بيـن عـان وجديـل
وعلى جيـل قفوتـم اثرهـم لعـن الجليـل = وعـذاب مستطيـل لـن يـزولا خالـدين
سادتـي حزنـي كحبـي لكـم باق مقيـم = هبـة مـن عنـد ربي وهو ذو الفضل العظيم
قـد صفـا الـحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم = واكشفـوا فـي الحشر كربي واشفعوا للوالدين
حسن ما حسن منـه سوى حفـظ الوداد = وولاء فـي بـراء وصفـاء الاعتقـاد
وهو كاف في اماني من مخاويف المعاد = انمـا الخـوف لمن لـم يعتقد فضل الحسين
والتحيـات الوحيـات وتسليـم السـلام = لسراة الخـلق فـي الـدنيا وفي دار السلام
ذائبـات ابـد الآباد مـا تـم كـلام = او محـا اللـه ظلامـا بضيــاء النيريـن

ليست هناك تعليقات: