السبت، 24 ديسمبر 2011

للشيخ الدكتور المرحوم احمد الوائلي رحمه الرائعة التالية بعنوان أبو الشهداء:


طلعت على الدّنيا حساماً مهنَّدا = فعاشتكَ حيناً ثم عاشت على الصدى
ولستَ ببانٍ بالحجارة معبداً = إذا لم تشيِّد بالجوانح معبداً
جثا الدَّهر في أَعتابك الشم راكعاً = ولا غرو إنّ الظَّهر أَثقله الندى
وضعتُ لمعناكَ الحروف فلم تطق = جلاءَك فاستجليت معنىً مجرَّدا
فعشتَ بذهني صورةً لا أرى لها = بمحدودة الأَلفاظ أَن تتقيّدا
تمجَّد قوم بالخلود وإنّني = رأَيت بمعناكَ الخلودَ مخلّدا
لقد أَخذت منك الدّوائر شكلها = فليس لمرآها انتهاءٌ ولا ابتدا
ويولد من يفنى وأَنت تأصلٌ = فما مت يوماً كي نحدّك مولدا
حسينٌ وربَّ اسمٍ إذا ما لفظته = يرنّ بسمع الدّهر مهما ترددا
كمثل شعاع الشمس ما اخلولقت له= بيومٍ معانٍ كي يقال تجددا
أَفاق عليه الدَّهر يوماً فراعه = طراز تعدى سنخه وتفردا
فيا واحداً من خمسةٍ إن رأيتهم = رأيت بهم في كل وجهٍ محمدا
حديث الكسا ترنيمة الحق فيهمُ = روى الذّكر فيها الإِحتفاء وغرّدا
سما فلكٌ تنمى إليه فلم يكن = لينجبها الا شموساً وفرقدا
أَيا مطعم الدّنيا بغمرة جوعها = ترائب ما اطبقن الا على الهدى
أَعدَّت بك الأَيام زاداً لفقرها = إذا جاع دهرٌ إمه فتزودا
وأَلفت بك الدنيا الكمال لنقصها = فأَشبعتها عزماً وحزماً وسؤددا
وواجهت حتى قاتليك برحمةٍ = تفجر بالصّمّاء نبعاً مصردا
وقلب يعير الرمح عطفاً وإن قسا = وأَكثر فيه الطّعن حتى تقددا
وتلك سمات الأَنبياءِ تسامحٌ = وروح يُفيض الحبَّ حتى على العدا
أيا واهباً أعطى الحياة بنهجه = إذا لزها الإِعنات نهجاً مسدَّداً
وعلَّمنا أَنَّ الفداءَ فريضةٌ = إذا افتقر العيش الكريم إلى الفدا
لمحتُ رسومَ المجد بيضاءَ حرةً = على كلِّ عضوٍ منكَ قطِّع بالمُدى
فأَكبرت فيك الدَّم اسرج شعلةً = بقلب ظلام الليل حتى تبددا
ومجدتُ جرحاً في جبينك شامخاً = يهز الجباهَ الخانعات لتصعدا
ويا ربوات الطَّف أَلف تحيّةٍ = لأَيام عاشوراء تختال خرّدا
ورعياً ليوم كلَّما طال عهده = أَراه بما أَعطى يعود كما بدا

ليست هناك تعليقات: