الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

خطبة الامام السجاد علي ابن الحسين عليه السلام في دمشق



في فتوح ابن أعثم ومقتل الخوارزمي : ان يزيد أمر الخطيب أن يرقى المنبر ويثني على معاوية ويزيد وينال من الإمام علي والإمام الحسين فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأكثر الوقيعة في على والحسين ، وأطنب في تقريض معاوية ويزيد ، فصاح به علي بن الحسين : ويلك أيها الخاطب اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق ؟ فتبوأ مقعدك من النار . 





ثم قال : يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد ، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب فأبى يزيد ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين ائذن له ليصعد ، فعلنا نسمع منه شيئا فقال لهم : ان صعد المنبر هذا لم ينزل الا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ، فقالوا : وما قدر ما يحسن هذا ؟ فقال : انه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا . 

ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال : أيها الناس ، أعطينا ستا وفضلنا بسبع : أعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة والفصاحة ، والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد ( ص ) ، ومنا الصديق ، ومنا الطيار ، ومنا أسد الله وأسد الرسول ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنا سبطا هذه الأمة ، وسيدا شباب أهل الجنة فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي : أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حج ولبى ، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أسرى ، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمد المصطفى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا اله الا الله ، أنا ابن من بايع البيعتين ، وصلى القبلتين ، وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، يعسوب المسلمين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، سمح سخي بهلول زكى ، ليث الحجاز وكبش العراق ، مكي مدني ، أبطحي تهامي خيفى عقبى بدري أحدي ، شجري مهاجري ، أبو السبطين ، الحسن والحسين ، علي بن أبي طالب ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيدة النساء ، أنا ابن بضعة الرسول . 

قال : ولم يزل يقول أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد أن تكون فتنة فأمر المؤذن يؤذن فقطع عيله الكلام وسكت ، فلما قال المؤذن : الله أكبر . قال على بن الحسين : كبرت كبيرا لا يقاس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا شئ أكبر من الله ، فلما قال : أشهد أن لا اله إلا الله ، قال علي : شهد بها شعري وبشري ، ولحمي ودمي ومخي وعظمي فلما قال أشهد أن محمدا رسول الله التفت علي من أعلا المنبر إلى يزيد وقال : يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك فان زعمت أنه جدك فقد كذبت وان قلت انه جدي فلم قتلت عترته ؟ 

ليست هناك تعليقات: