الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

خطبة فاطمة الزهراء حين غصبوها حقها



روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه 
،

أنه لما أجمع أبوبكر وعمر على منع فاطمة عليها 
السلام فدكا و بلغها ذلك لاثت خمارها على رأسها و 
اشتملت بجلبابها وأقبلت في لمةٍ من حفدتها ونساء 
قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله 
ص ) حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من 
المهاجرين والأنصار وغيرهم

فنيطت دونها ملاءة فجلست ثم أنَت أنَةً أجهش القوم 
لها بالبكاء فأرتج المجلس ثم أمهلت هنيئة حتى إذا 
سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم .

افتتحت الكلام بحمد الله و الثناء عليه والصلاة على 
رسوله فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في 
كلامها

فقالت عليها السلام :

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء 
بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء أسداها وتمام 
منن أولاها جم عن الإحصاء عددها ونأى عن الجزاء 
أمدها وتفاوت عن

الإدراك أبدها وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها 
واستحمد إلى الخلائق بإجزالها وثنى بالندب إلى 
أمثالها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة 
جعل الإخلاص تأويلها وضمن

القلوب موصولها وأنار في التفكر معقولها الممتنع من 
الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفيته 
ابتدع الأشياء لا من شي‏ء كان قبلها وأنشأها بلا 
احتذاء أمثلة امتثلها كونها

بقدرته وذرأها بمشيته من غير حاجة منه إلى تكوينها 
ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبيتا لحكمته وتنبيها 
على طاعته وإظهارا لقدرته تعبدا لبريته وإعزازا 
لدعوته ثم جعل الثواب على

طاعته ووضع العقاب على معصيته ذيادة لعباده من 
نقمته وحياشة لهم إلى جنته وأشهد أن أبي محمدا عبده 
ورسوله اختاره قبل أن أرسله وسماه قبل أن اجتباه 
واصطفاه قبل أن ابتعثه إذ

الخلائق بالغيب مكنونة وبستر الأهاويل مصونة 
وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بمآيل الأمور 
وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواقع الأمور ابتعثه 
الله إتماما لأمره وعزيمة على

إمضاء حكمه وإنفاذا لمقادير رحمته فرأى الأمم فرقا 
في أديانها عكفا على نيرانها عابدة لأوثانها منكرة لله 
مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد ص ظلمها وكشف 
عن القلوب بهمها وجلى

عن الأبصار غممها وقام في الناس بالهداية فأنقذهم 
من الغواية وبصرهم من العماية وهداهم إلى الدين 
القويم ودعاهم إلى الطريق المستقيم ثم قبضه الله إليه 
قبض رأفة واختيار ورغبة

وإيثار فمحمد ( ص ) من تعب هذه الدار في راحة قد 
حف بالملائكة الأبرار ورضوان الرب الغفار 
ومجاورة الملك الجبار صلى الله على أبي نبيه وأمينه 
وخيرته من الخلق وصفيه والسلام عليه ورحمة الله 
وبركاته

ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله 
نصب أمره ونهيه وحملة دينه ووحيه وأمناء الله على 
أنفسكم وبلغاءه إلى الأمم زعيم حق له فيكم وعهد قدمه 
إليكم وبقية استخلفها عليكم

كتاب الله الناطق والقرآن الصادق والنور الساطع 
والضياء اللامع بينة بصائره منكشفة سرائره منجلية 
ظواهره مغتبطة به أشياعه قائدا إلى الرضوان اتباعه 
مؤد إلى النجاة استماعه

به تنال حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه 
المحذرة وبيناته الجالية وبراهينه الكافية وفضائله 
المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة فجعل 
الله الإيمان تطهيرا لكم من

الشرك والصلاة تنزيها لكم عن الكبر والزكاة تزكية 
للنفس ونماء في الرزق والصيام تثبيتا للإخلاص 
والحج تشييدا للدين والعدل تنسيقا للقلوب وطاعتنا 
نظاما للملة وإمامتنا أمانا للفرقة

والجهاد عزا للإسلام والصبر معونة على استيجاب 
الأجر والأمر بالمعروف مصلحة للعامة وبر الوالدين 
وقاية من السخط وصلة الأرحام منسأة في العمر 
ومنماة للعدد والقصاص حقنا

للدماء والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة وتوفية المكاييل 
والموازين تغييرا للبخس والنهي عن شرب الخمر 
تنزيها عن الرجس واجتناب القذف حجابا عن اللعنة 
وترك السرقة إيجابا للعفة

وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق 
تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما 
أمركم به ونهاكم عنه فإنه إنما يخشى الله من عباده 
العلماء

ثم قالت أيها الناس اعلموا أني فاطمة و أبي محمد ص 
أقول عودا وبدوا ولا أقول ما أقول غلطا ولا أفعل ما 
أفعل شططالَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما 
عَنِتُّمْ حَرِيصٌ

عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فإن تعزوه وتعرفوه 
تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم 
ولنعم المعزى إليه ص فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة 
مائلا عن مدرجة المشركين

ضاربا ثبجهم آخذا بأكظامهم داعيا إلى سبيل ربه 
بالحكمة والموعظة الحسنة يجف الأصنام وينكث الهام 
حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن

محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين 
وطاح وشيظ النفاق وانحلت عقد الكفر والشقاق وفهتم 
بكلمة الإخلاص في نفر من البيض الخماص وكنتم 
على شفا حفرة من النار

مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ 
الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئين 
تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله 
تبارك وتعالى بمحمد ص بعد اللتيا

والتي وبعد أن مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة 

أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم 
قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف 
أخاه في لهواتها فلا

ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه 
مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من 
رسول الله سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا مجدا 
كادحا لا تأخذه في الله لومة لائم

وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون 
تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار وتنكصون عند 
النزال وتفرون من القتال فلما اختار الله لنبيه دار 
أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهر

فيكم حسكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم 
الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين فخطر 
في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا 
بكم فألفاكم لدعوته

مستجيبين وللعزة فيه ملاحظين ثم استنهضكم فوجدكم 
خفافا وأحمشكم فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم 
ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب 
والجرح لما يندمل والرسول

لما يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة 
سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم 
وكيف بكم وأنى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم أموره 
ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه

باهرة وزواجره لائحة وأوامره واضحة وقد خلفتموه 
وراء ظهوركم أرغبة عنه تريدون أم بغيره تحكمون 
بئس للظالمين بدلا ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن 
يقبل منه وهو في الآخرة

من الخاسرين ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها 
ويسلس قيادها ثم أخذتم تورون وقدتها وتهيجون 
جمرتها وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي وإطفاء 
أنوار الدين الجلي وإهمال سنن

النبي الصفي تشربون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله 
وولده في الخمرة والضراء ويصير منكم على مثل حز 
المدى ووخز السنان في الحشا وأنتم الآن تزعمون أن 
لا إرث لنا أ فحكم

الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون 
أفلا تعلمون بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني 
ابنته أيها المسلمون أأغلب على إرثي يا ابن أبي قحافة 
أفي كتاب الله ترث أباك

ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم 
كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول وَوَرِثَ 
سُلَيْمانُ داوُدَ

وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال فَهَبْ 
لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ

وقال وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ 
اللَّهِ

وقال يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ

وقال إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ 
بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ

وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم 
بيننا أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم هل تقولون 
إن أهل ملتين لا يتوارثان أو لست أنا وأبي من أهل 
ملة واحدة أم أنتم أعلم

بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي فدونكها 
مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله 
والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر 
المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون ولكل نبأ مستقر 
وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه 
عذاب مقيم



ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت : يا معشر النقيبة 
وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ما هذه الغميزة في 
حقي والسنة عن ظلامتي أما كان رسول الله ص أبي 
يقول المرء يحفظ في ولده

سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ولكم طاقة بما 
أحاول وقوة على ما أطلب وأزاول أتقولون مات محمد 
( ص ) فخطب جليل استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه وأظلمت الأرض

لغيبته وكسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته 
وأكدت الآمال وخشعت الجبال وأضيع الحريم وأزيلت 
الحرمة عند مماته فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة 
العظمى لا مثلها نازلة

ولا بائقة عاجلة أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في 
أفنيتكم وفي ممساكم ومصبحكم يهتف في أفنيتكم هتافا وصراخا وتلاوة وألحانا ولقبله ما حل بأنبياء الله 
ورسله حكم فصل وقضاء حتم

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ 
ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى 
عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ إيها 
بني قيله أأهضم تراث أبي

وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم 
الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة 
والقوة وعندكم السلاح والجنة توافيكم الدعوة فلا 

تجيبون وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون

أنتم موصوفون بالكفاح معروفون بالخير والصلاح 
والنخبة التي انتخبت والخيرة التي اختيرت لنا أهل 
البيت قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب وناطحتم 
الأمم وكافحتم البهم لا نبرح أو

تبرحون نأمركم فتأتمرون حتى إذا دارت بنا رحى 

الإسلام ودر حلب الأيام وخضعت ثغرة الشرك 
وسكنت فورة الإفك وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة 
الهرج واستوسق نظام الدين

فأنى حزتم بعد البيان وأسررتم بعد الإعلان ونكصتم 
بعد الإقدام وأشركتم بعد الإيمان بؤسا لقوم نكثوا 
أيمانهم من بعد عهدهم وهموا بإخراج الرسول وهم 
بدءوكم أول مرة أ تخشونهم

فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ألا وقد أرى أن 
قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط 
والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضيق من السعة 
فمججتم ما وعيتم ودسعتم

الذي تسوغتم فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا 
فإن الله لغني حميد ألا وقد قلت ما قلت هذا على 
معرفة مني بالجذلة التي خامرتكم والغدرة التي 


استشعرتها قلوبكم ولكنها فيضة
النفس ونفثة الغيظ وخور القناة وبثة الصدر وتقدمة 
الحجة فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف 
باقية العار موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد 
موصولة بنار الله الموقدة التي
تطلع على الأفئدة فبعين الله ما تفعلون وسيعلم الذين 
ظلموا أي منقلب ينقلبون وأنا ابنة نذير لكم بين يدي 
عذاب شديد فاعملوا إنا عاملون و انتظروا إنا 
منتظرون .



فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان وقال يا بنت رسول 
الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رءوفا 
رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما إن 
عزوناه وجدناه أباك دون

النساء وأخا إلفك دون الأخلاء آثره على كل حميم 
وساعده في كل أمر جسيم لا يحبكم إلا سعيد ولا 
يبغضكم إلا شقي بعيد فأنتم عترة رسول الله الطيبون 
الخيرة المنتجبون على الخير

أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا وأنت يا خيرة النساء وابنة 
خير الأنبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك 
غير مردودة عن حقك ولا مصدودة عن صدقك والله ما عدوت رأي رسول الله

ولا عملت إلا بإذنه والرائد لا يكذب أهله وإني أشهد 
الله وكفى به شهيدا أني سمعت رسول الله ( ص ) 
يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا و لا فضة و لا دارا و لا عقارا و إنما نورث

الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه وقد جعلنا ما 
حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون 
ويجاهدون



فقالت عليها السلام سبحان الله ما كان أبي رسول الله 
ص )عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا بل كان 
يتبع أثره ويقفو سوره أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا 
عليه بالزور وهذا بعد وفاته

شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته هذا كتاب الله 
حكما عدلا وناطقا فصلا يقول يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ 
يَعْقُوبَ و يقول وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَوبين عز وجل فيما وزع من الأقساط

وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران 
والإناث ما أزاح به علة المبطلين وأزال التظني 

والشبهات في الغابرين كلا بل سولت لكم أنفسكم أمرا 
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون


فقال أبو بكر صدق الله ورسوله وصدقت ابنته معدن 
الحكمة وموطن الهدى والرحمة وركن الدين وعين 
الحجة لا أبعد صوابك ولا أنكر خطابك هؤلاء 
المسلمون بيني وبينك قلدوني ما
تقلدت وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر ولا 
مستبد ولا مستأثر وهم بذلك شهود


فالتفتت فاطمة عليها السلام إلى الناس و قالت : 
معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية 
على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على 
قلوب أقفالها كلا بل ران على

قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم 
ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه 
اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا إذا كشف 
لكم الغطاء وبان بإورائه

الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون و 
خسر هنا لك المبطلون



ثم عطفت على قبر النبي ( ص ) و قالت

قـد كـان بعـدك أنبـاء و هنبثة لوكنت شاهدها لم 
تكثر الخطب
إنـا فقـدناك فقـ
د الأرض وابلها و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب

قـد كـان جبريـل بالآيات يؤنسنا فغاب عنا فكـل 

الخيـر محتجب
و كنت بـدرا و ن
ـورا يستضاء به عليك ينزل من ذي العـزة الكتب

تجهمتنـا رجـال و استخف بنـا إذ غبت عنا فنحن 

اليـوم تغتصبفسوف نبكيك ما عشناو ما بقيت منا 
العيـون بتهمل لها سكـب

ليست هناك تعليقات: