الأربعاء، 18 يناير 2012

غصون الحنايا _ فرات الاسدي



 
قمـرٌ يـــافُ البهــاء حــــزينُ




مــلأَ الليــلَ وجهـــه المفـتــونُ
وتـدانـــى فشــفَّـه خـجـل الأرض

وقــد نـــمَّ طــرفُها المــوهـونُ
ليتَهــا بالهــوى تبـــوحُ إليـــه
فيُـنـاجـى طيــفٌ وتُـروى شجـونُ


كــم أسـرَّت جــوىً يُلـحُّ عليهــا




وأذاع الأســرار حـــبٌّ مكيــــنُ
ضــمّـنَـتْه الشكـاةُ للألــقِ المــخــضلِّ فـــيه أديــمُهـا ، والســنينُ



ولقــاءٍ سمعــت إليــه وطافــتْ





كـلَّ شــوطٍ حتـى أضـاء اليقـيــنُ
طورُهــا مهــدُ فاطــمٍ أيـن منـه






فـي التجلّــي حِــراءُ أو سينـيـنُ !
يا ابنـة النــور ، والعـوالـم جاءت




كيـف شـاءت : تكـونُ أو لا تكـــونُ

وبأفــلاكــها مـداراتُ هــذا الكــون صــلّتْ ، وســبّح التكـــويــنُ


أُنـظرينـا فــنحنُ رهــطُ مــواليكِ ، ومـا ضــيَّعَ اليســـار يــميــنُ



لكِ ودٌ مخـضــوضـر بـدمانـــا




أنـتِ فيــه ، والتيــنُ والزيتـــونُ
جـذره القلـبُ والحنايــا غصــونُ





ولــه مـن تُـرابِ خطـوِكِ طيـــنُ
رفَّ لــم يختـلـفْ لديـه وتيــنُ





أو أطاحــت بنبـضــهِ سكّـيـــنُ
بــل مضـى ، يمنـحُ المفاداةَ عمراً






علويّــاً ، شهـيــدهُ والسجـيـــنُ !
قــمرٌ شـــاحبُ.. ودربٌ حـــزينُ




والمــدى فــى حــداده مــركونُ
.. المــدى شــائه المسـافة يــهوي






دونــه اللـيل والسُــرى والعيـونُ
عــثر النـجم فيـه وارتــدَّ ركــبٌ





أســلمَتْه إلـى خــطاه الظنــونُ
فــإذا التــيهُ رايـــةٌ والخـــطايا





جـنـدها ، والحـداةُ صـوتٌ هـجينُ
وإذا غــــايةُ المســيرة أن يشـــتدَّ رهــجُ ، وأن تُســاق مُـــتونُ !


لُـعِنَ الغــدرُ أيُّ نـصــرٍ ذليــل



راح يــجنيــه حـــدُّهُ المسـنـونُ
أيُّ ذكـــرى مــنسيّـةٍ لبــريـقٍ










كـان في الفـتـح يلتـظـي ويـبيـنُ
حسبُـه اليـــوم غمــدُهُ وغبــارٌ




صَـدِيءٌ بــاردٌ عليــه يَـريــنُ !

خُــيلاء الســيوف تــملأُ عــطفَيـه ادّعــاءً.. ويشــمـخ العــرنيــنُ


ثــمَّ لا شـيءَ غيــر عـزمٍ دعـيًّ



هـو فـي زحمــة العـزائـــم دُون


اِيــهِ يـا اُمّــة السقيـفـة هــلاّ



رفَّ جفــنٌ.. هـلاّ تنــدّى جبـيـنٌ
مـا نفـضـت الأكـفَّ من ترب طـه





بعــد حتـى استفـاق حقـدٌ دفيـــنُ
وصــدورٌ مـوغــورةٌ وغضــونُ





فـي وجــوهٍ يـؤودهُـنَّ مجـــونُ
مــا توضّـأنَ بالغـديــر ولكــن





غارَ تحـت الجلـود جـدبٌ ضنـيــنُ
هـل تراهـا تطيـقُ طهــرَ علــيٍّ




وهـو يشـذى بمائِــهِ النسـريـــنُ

أم تــراهــا تــجلُّ فــاطمة الزهـراء ، والحــقُّ حــلفُهــا والديــنُ


وهُداهــا القــرآن والدمـع إلــفُ



وصــلاةٌ محــزونــةٌ.. وحنيــنُ

ألــفُ عــذراً يـا بـنتَ أحمد لـو يُـعصر صـدرٌ ، ولـو يُـطـاحُ جــنينُ

إنَّـها الـردّةُ اللـــعينــةُ والأطــماعُ ، والثــأرُ ، والعــمى ، والجــنونُ

حــملتْهـا بخــزيهــا صفّــيـن



ولـدى الطــفّ عــارُها مــرهونُ



وأطـاحـت بـالأزهـر الفــاطميّ المــجد ، وانــصاع تــحتَهـا يســتكينُ
وإلــى الآن لــم تــزلْ ورؤاهــا




ينسَـل الوهــمُ بيـنهـا والهــونُ !
والغــريُّ الـذي بهــا راح يصلـى



والبقـيــعُ الـذي بهــا مطعــونُ
وغــداً يثـقــلُ الحسـابُ عليهــا




كم يُؤدّى غـرمٌ ، وتُوفـى ديـــونُ ؟
فــوراء الغـيـــوبِ لله أمــــرٌ





ولخيـل المهــديّ شــوطٌ يحيــنُ !

ولخيـل المهــديّ شــوطٌ يحيــنُ !



















ليست هناك تعليقات: